أرجو أن يتحمل القراء صماطتي وسذاجتي، أن يستمروا في قراءة هذه الخربشات إلى نهايتها، حتى يفهموا قصدي جيدا.. من محاسن الصدف، أنني التقيت سهرة البارحة، مع نفس الصديق الذي حدثني بالأمس، عن عيد الحب الذي يفعل فعلته هذه الأيام في المكتب الفدرالي.. كان صديقي يبدو مهموما، تعبا وشارد البال، يبحث عن شيء ما في الأرض تارة وفي السماء تارة أخرى، لكن لا تظهر عليه آثار الحشيشة، ولا تفوح منه رائحة أم الخبائث.. لقد قال إنه يعلم الحقيقة كاملة، بخصوص السبب الرئيسي الذي منع لاعب سانتندير الإسباني، مهدي لحسن، من القدوم إلى الجزائر طيلة الثلاث سنوات الأخيرة، وهي الفترة التي قال فيها الناس كلاما لا أساس له من الصحة.. فقالوا أن مهدي متردد في المجيء، وغير مقتنع بالعرض، ولا يرغب في اللعب لفريق بلد لم يسبق له زيارته، ويجهل عنه كل شيء، ويرفض حمل قميص أناس حاوروه دون أن يلتقوه، ولا يرغب في أخذ مكانة أحد من اللاعبين في المنتخب، ولا يمكنه مقاسمة الميدان مع لاعبين لم يرحبوا به من قبل، لكنهم سرعان انقلبوا على أعقابهم وقالوا له أهلا وسهلا ومرحبا.. صديقي نفى كل هذه الأكاذيب وقال إن السبب الرئيسي والحقيقي في تأخر مجيء لحسن هو أنه... ياه، كيفاش نقولها؟ ما عليهش، نقولها وخلاص: "ما كانش عندو لكريدي" في هاتفه النقال.. نعم، جيوب لحسن كانت فارغة، يعني كان يسنتر.. بدليل أن اللاعب ومن شدة التشومير، بعث برسالة نصية قصيرة "أس أم أس" إلى سعدان قبل يومين، قال له فيها: "أعتذر لك لأنني لم أجب عن مكالماتك. أعدك أنني سأكون حاضرا يوم 1 مارس بالجزائر لقاء صربيا".. وأضاف صاحبي: ولكون سعدان حنين وعملي، فإنه سارع إلى إرسال فليكسيكو (فليكسي بالإسبانية) إلى لحسن، حتى يبرهن له أن التيكي كاين، ويدفعه إلى رفع السماعة بدل كتابة "أس أم أس".. وهو ما حدث، حيث تحادث الرجلان في اليوم الموالي (أمس)، بعد أن هاتف لحسن سعدان.. وللحديث بقية.