الباص ما الباص وما أدراك ما الباص ..هل تذكرون الباص؟ الأكيد أنه لا يمكنكم نسيانه ما دام الأشقاء في مصر العروبة لم يعتذروا إلينا عما اقترفوه في حقنا أمام أعين العالم كله.. وكيف لا تذكرون الباص وقد ذكركم به الحقد الفرعوني الدفين الذي شاهده العالم مرة أخرى قبل أربعة أيام فقط، في القاهرة نفسها، على هامش لقائنا مع إخواننا، العرب بزاف بزاف، من رشق بالحجارة وسب وشتم وضغط رهيب ليس بالغريب عليهم في مثل تلك الظروف.. ليس هذا فقط، بل أن طبيب إناث منتخب الجزائر كسرت يده بسبب قذفه بشيء صلب.. علاوة على الضغط الرهيب الذي فرض عليهم قبل وأثناء اللقاء معهم وبعده، بل وخلال كامل مدة تواجدهم بالقاهرة.. إنه، قبل انطلاق الدورة الأخيرة لبطولة كأس إفريقيا للأمم الخاصة بالساحرة الصغيرة، كرة اليد، فإنه لا أحد مما يسمى بالمراقبين، كان ينتظر ذلك الظهور المشرف للغاية الذي أبان عنه أشبال المدرب الشاب والمتألق صالح بوشكريو، وذلك لاعتبارات عدة، يأتي على رأسها عامل الأرض وعامل الجمهور، المحلي، في قاهرة المعز لدين الله، وما أدراك ما قاهرة المعز، بعد حادثة الباص الشهيرة.... لقد فاز زملاء "الكهل الصغير" عبد الرزاق حماد، في اللقاء الأول والثاني، قبل أن يتعادلوا مع الشقيقة تونس، ثم التأهل أخيرا إلى نصف النهائي الذي حدث فيه ما حدث، لكن ذلك لم يمنعهم من احتلال الصف الثالث، والتأهل إلى مونديال السويد.. المهم والمفرح في كل الحكاية هو أن منتخب كرة اليد الجزائري المتوج بعدة القاب قارية وعربية وحتى عالمية، لم يسبق له وأن حظي باستقبال جماهيري وشعبي حار ومنقطع النظير، مثلما حدث يوم أمس.. لقد كانت الورود والزغاريد والقبلات والعناق والدموع والموسيقى حاضرة في مطار الجزائر الدولي.. لقد حاول إخواننا في القاهرة إهانتنا، لكنهم فشلوا في ذلك فشلا ذريعا..في انتظار مونديال السويد.. السويد التي لا يظلم عندها أحد.. والحمد لله أن إخواننا الحقيقيون "التوانسة" كانوا حاضرين في هذا الموعد وأخذوا بثأرنا، وثأر كل العرب والمغاربة مرة واحدة.. وما تتويجهم بالكأس الغالية إلا أكبر دليل على ذلك.. إن الشعار الحالي المردد على ألسنة الجزائريين هو: viva Tunisie! 3, 2 , 1.. وللحديث بقية.