على الرغم من أنني حاولت جاهدا إبعادها إلا أن الجملة التالية تشكلت ثم سكنت رأسي، وهي: وردة البلتاجي صقر.. واقرأوا المقال إلى الآخر حتى تعرفوا الإجابة.. مثلما كان متوقعا قبل افتتاح الدورة، شهدت قاعات تحرير الصحف الجزائرية مساء أمس قصفا مكثفا، ورميا مركزا، من قبل جميع الوكالات الإعلامية المصرية، بكل توجهاتها: الحرة والمستقلة، بل وحتى الحكومية !.. والتي راحت في تقاريرها تحاول عبثا، رسم صورة نمطية تتشابه في العنوان والمحتوى، ولا تختلف إلا في إمضاء أصحابها، بخصوص الاستقبال الذي وفره الأشقاء هناك لبعثة المنتخب الجزائري لكرة اليد، رجال وسيدات عندما حطت بهم الطائرة في مطار القاهرة قبل يومين، من أجل المشاركة في البطولة الإفريقية التي تنظمها مصر الشقيقة هذه الأيام.. لعل أكثر ما شد انتباهي في هذا الخبر السار جدا جدا، هو ثلاث كلمات مهمة وأساسية: ورود، البالتاجي، وصقر.. أما الكلمة الأولى، ورود، فلقد سمعنا أنهم قد استقبلونا استقبال الإخوة بحرارة، وقالوا لنا أهلا وسهلا مرحبا.. وهنا سافرت بي الذاكرة إلى يوم حطت طائرة بعثة منتخب كرة القدم الجزائري في مطار القاهرة منتصف شهر نوفمبر الفارط، أين استقبلنا الإخوة الأشقاء هناك بالورود، قبل امتطاء الباص، وما أدراك ما الباص؟ هل تذكرون الباص؟ الباص الذي رجموه بالحجارة واستباحوا دماء راكبيه.. الكلمة الثانية هي البالتاجي، أما الثالثة فهي صقر.. لا، لا تخافوا، البالتاجي هنا هو مدحت البالتاجي، الاسم الذي يحمله نائب صقر، رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر.. وبما أنكم تعلمون كما أعلم أنا ويعلم كل العرب، فإن كلمة البالتاجي في قاموس دولة الأخت الكبرى، تحمل مدلولا سلبيا، وتعني الاعتداء والطغيان والتجبر والسلب بالقوة.. أما كلمة صقر، فهي طبعا عبارة عن اسم لطائر ينتمي للجوارح، و لا داعي لتذكيركم أن الخضر يعرفون في العالم باسم الأفناك، مثلما لسنا في حاجة لتذكيركم أن الجوارح تعيش على اصطياد الحيوانات المسالمة.. والجميع يدرك من هو المسالم ومن هو الجارح بين الفنك والصقر.. لست أدري إن كانت تلك الأسماء مجرد صدفة أم هو محض اختيار مدروس مسبقا.. يحدث هذا، مع أن اتحاد إفريقيا واتحاد العالم لكرة اليد، كانا قد هددا اتحاد مصر لذات اللعبة من مغبة الاعتداء على بعثتنا، على خلفية أحداث الباص المعروفة.. لكل ما سبق، فأنا لن أتوب عن حبكم والإشادة بإنجازاتكم، مثلكم أنتم تماما، يا من تموتون في حبنا، أبناء الأخت الكبرى، حتى يشيب الغراب أو ينور الملح، كما نقول نحن في الجزائر العميقة.. وللحديث بقية .