حققت قناة "نسمة تي في" في أقل من سنة واحدة ما عجزت عن تحقيقه عديد القنوات الأخرى في وقت أكبر من ذلك.. الدليل هو التفاف الشعوب المغاربية حول برامجها وتفاعلهم معها بقوة.. وساعدت الأحداث الرياضية خاصة، والتي شهدتها المنطقة العربية والإفريقية في المدة الأخيرة على انتشار القناة، مثلما ساعدها في ذلك انتدابها لعدد من نجوم تونس والمغرب والجزائر، البارزين في التمثيل والرياضة والتنشيط.. ما يعني أن مسؤولي القناة لهم قدرة خارقة على اختراق بيوت المغاربة ببراعة خارقة يحسدون عليها.. اليوم، وللمرة الثانية هذا الشهر، فإنني لن أكتب شيئا من مخيلتي، بل سأترك المهمة لقارئة بعثت إلي مساء أمس برسالة عبر البريد الالكتروني.. وبما أنني أعجبت بمحتوى الرسالة فإنني سأنقلها للقارئ بكل أمانة وصدق.. وها هي رسالة القارئة الكريمة (خ. م) كما وردت: أرجو سيدي أن تكون بخير. هناك شيء في قلبي أريد الإفصاح عنه. أول أمس، وبعد فوز تونس على مصر في كرة اليد، فإنني تابعت التعليق على قناة "نسمة تي في"، وتفاجأت كثيرا من تدخل مدير هذه القناة الذي كان يرمي بالورود للمصريين (كان يجامل المصريين)، لقد قال أن مصر أثبثت في هذه الدورة أنها أمة حضارة، وان المصريين رجال عظام.. ليس ما ورد على لسان هذا المدير ما أذهلني في الواقع، ولكن أن تصدر هذا الكلام من نفس الشخص الذي قال العكس تماما مباشرة بعد ملحمة أم درمان.. أنا لم أعد أفهم شيئا، وأصارحك أنني بدأت أشك في نزاهة العرب، ذلك أن الرجل انقلب ب 180 درجة.. لقد أردت يا سيدي أن أحدثك بهذا الأمر لكونك أدرى مني به، ولأنك تستجيب لتطلعات 35 مليون جزائري، من حلال مقالاتك. أنا دائما وفية لما تكتبه.. 1 2 3 VIVA Tunisie.. مثلك أنت فإنني أعبر عن فرحتي بفوز إخواننا التونسيين.. انتهى نص الرسالة.. لا أجد ما أعلق به على رسالة القارئة، سوى التذكير بأن المال ليس له رائحة، وأن حقوق البث التلفزيوني لها منطق آخر، خاصة إذا كان في الحكاية تدخل من طرف اتحاد الكرة المصري، و"نسمة تي في" فهمت الدرس جيدا.. وللحديث بقية.