عاشت أمس مدينة وهران وبالأخص الأسرة الكروية على وقع الفاجعة، إثر المصاب الذي ألم بعائلة عبابو التي فقدت إبنها سيد احمد في سن الزهور، فقد شاء القدر أن يرحل إبن الواحدة والعشرين عن عالمه بعد أن كانت كرة القدم كما كانت بدايته هي آخر عهد له بالحياة. الشطر الأكبر كان في مديوني وهران والمشرية كانت المحطة التي لم يصلها ولأن الأسرة اختلط دمها وعرقها بفريق مديوني وهران، فقد اختار الإبن سيد احمد أن تكون مديوني أسرته الكروية، ففيها بدأ مداعبة الكرة، ومنها شد الرحال إلى رائد غرب وهران، ثم إلى اتحاد وهران، لكن لأن الأسرة مديونية، فقد كان يعود إلى مديوني كلما اشتاق إلى رائحة هذا الحي الشعبي العتيق، حتى وإن كان ينوي مغادرته نهاية هذا الموسم بعد أن تلقى اتصالا من شبابي المشرية، إلا أن القدر شاء أن تكون مديوني هي المحطة النهائية ومديوني هي المحطة الختامية في مسيرة لاعب لعب جنبا إلى جنب مع فاهم بوعزة ونساخ ولاعبين آخرين ينشطون اليوم في أكبر الأندية الجزائرية. ضربة بالمرفق في ليلة كروية حبية تنهي المسيرة بداية النهاية كانت بلقاء ودي جمع مجموعة من أبناء حي 200 مسكن بالسانية، بفريق من حي آخر، واحتضن المقابلة الودية هذه قاعة مسرغين في ليلة ستبقى خالدة في ذاكرة الأسرة وأصدقاء الفقيد، فبعد بداية اللقاء، تعرض المرحوم سيد احمد لضربة بالمرفق على مستوى الصدر، اضطرته للخروج لأخذ بعض الأنفاس، وسرعان ما عاد المرحوم ثانية ليواصل المقابلة، غير أنه سقط مغشيا عليه بعد أقل من دقيقتين من عودته، وهو ما دفع بأحد أصدقائه إلى مرافقته إلى المنزل، أين فارق الحياة في حدود منتصف الليل. عبابو عبد القادر (والد سيد احمد): لم أكن أقدر على مفارقة المائدة قبل أن أطمئن إلى مأكله بهدوء الكبار وإيمان الرجال بقدر الله، حدثنا والد سيد احمد، عبابو عبد القادر، الإسم الذي يجد له آذانا في العديد من المدن الجزائرية، في وهران ومعسكر وسعيدة وحتى العاصمة التي لعب في صفوف مدرستها الكروية نصر حسين داي رفقة عبد القادر بهمان سنوات الستينات، حدثنا عن ألم فراق مازوزي العائلة قائلا...كان الأحب إلى قلبي، صحيح كلهم أبنائي، لكنه كان يحظى بحب خاص، ما كنت أقوم من المائدة حتى أطمئن إلى مأكله، وكانوا يقولون لي أن سيد احمد كبير وهذا التصرف لا يتناسب مع سنه، لكنه كنت أدرك أن عملي هذا له تفسير خاص، وموته المفاجئ في هذه السن هو التفسير الوحيد لكل الحب الذي كنت أهبه لسيد احمد دون حساب. ترك طفلة في الشهرين من عمرها ورحل يقول إخوته الذين وقفوا يتلقون العزاء أمام المسكن العائلي الذي زين جداره الخارجي بصورة ضخمة للعلم الجزائري، أن المكتوب ترك لهم هبة كبيرة من أخيهم سيد احمد، بنت في الشهرين من عمرها ستملأ البيت ضجيجا وحماسا كما كان أبوها يفعل، وهو الذي فتح دكانا صغيرا بحيه ليعيل عائلته الصغيرة، بعد أن منحه أبونا 12 مليون سنتيم لكراء المحل الصغير واقتناء بعض السلع للإنطلاق في المجال التجاري كما يقول أحد إخوته، لكنه لم يعمر أكثر من أسبوعين بعد فتح هذا الدكان وتركه لأمر آخر.