بزغ نجمه بسرعة، وتحول في ظرف وجيز إلى صانع ألعاب من الطراز العالي ... من جمعية وهران بدأ، وإلى المولودية انتهى به المطاف، لكنه حط الرحال أيضا بمدينة الورود، كل هذا وهو لم يبلغ بعد الثانية والعشرين من عمره. التقت به النهار في جلسة طريفة جاب خلالها المدن والقارات والأزمان. لم نكن نتصور صغر سن اللاعب إلا حين حديثنا معه حول المولودية والفريق الوطني وبدايته التي التي كادت تتوقف مع الخطوات الأولى لولا بوعلام شارف - أو هكذا قال ابن الكرمة – لم نقتنع أن هذا الصغير الجالس أمامنا هو الذي يفعل الأفاعيل في خصومه وهو الذي يقود أكبر نادي في الغرب الجزائري، إنه روبينيو المولودية كما قال أحد أنصار المولودية وهو يأخذ صورة تذكارية معه على هامش الحصة التدريبية التي سبقت الحوار والغريب أن كل الصور التذكارية التي أخذت يومها من طرف الأنصار كانت معه مع بوعزة الذي بدأنا معه الحوار على الشكل التالي أسهم بوعزة في ارتفاع ووضعية المولودية لا تبعث على الإرتياح ...هل من تعليق لم تعد تهمني نفسي في الأسابيع الأخيرة بقدر المولودية. أرى أن أي حديث آخر غير مصير المولودية أمر غير مقبول على الإطلاق فلابد من إنقاذ الفريق من السقوط ثم سيكون لي الوقت الكامل للحديث عن وضعيتي. هذا إن كان معنى السؤال يتعلق بمستقبلي في الفريق أما إذا كان معناه مردود فردي جيد من جانبي وغير مقبول من حيث نتائج الفريق فهذا أيضا يدعوني إلى التفكير، إذ ما فائدة العرض في غياب النتائج والمولودية معروفة بواقعيتها في اللعب وتغليبها للنتائج والألقاب على حساب العروض، وهذا ما لم نتوصل له لحد الآن ما هي الأسباب حسب رأيك؟ بوعزة - "السبب الأول حسب رأيي هو التحضير الضعيف الذي خضعنا له قبل بداية البطولة، وللأسف لم نستدرك الوضع خلال فترة توقف البطولة، ما أثر بشكل واضح على الحالة البدنية للاعبين وهو بدوره ما انعكس سلبا على الجانب الفني والتكتيكي والنفسي للاعبين الذين بدأوا يشعرون بالفارق مقارنة بالفرق الأخرى، كما أن التشكيل العام للمولودية عرف تغييرات كثيرة ما كان يتطلب مقابلات كثيرة وأمام فرق كبيرة لخلق الانسجام وهو ما لم يحدث للأسف الشديد" هل تعتقد أن الفترة القصيرة التي أشرف فيها الشريف الوزاني على المولودية قادرة على استدراك كل هذا التأخر؟ الحقيقة هي أن الشريف استطاع فعلا استدراك قسم كبير جدا من هذا التأخر الباقي الآن هو مضاعفة المجهود من طرفنا نحن اللاعبين لاستدراك الشطر الباقي المولودية بحاجة إلى تضحيات كبيرة والكرة في أرجل اللاعبين الآن نتائج مقبولة تحققت مع الشريف قبل أن تتعثروا حيث لم يكن مسموحا لكم بذلك تقصد نتيجة بجاية... الحقيقة أنه لحد الآن لم نصدق ما حدث لنا في هذا اللقاء كنا خارج الإطار تماما والسبب هذه المرة نفسي أو قل ثقافي بالدرجة الأولى وهو أننا لم نعط اللقاء حجمه الحقيقي ودخلنا شيء من الغرور بعد المردود الطيب في المواجهات السابقة عدم تقديرنا الجيد للخصم ولطبيعة المواجهة دفعنا ثمنه غاليا ونحن مجبرون على استعادة هذا الثمن وفي أول فرصة متاحة أمامنا في خضم الحديث عن ضرورة تفادي السقوط نستشف عدم اكتراثكم بلقاء الكأس ليس هذا بالضبط أفضل أن يقال تسبيق الأولوي على الثانوي هدفنا الأسمى هو البقاء ولو كنا ضمناه لتحول الآن إلى ثانوي مقارنة بلقاء الخميس القادم. هل أنت متأكد من البقاء البقاء حتمية بالنسبة لنا المولودية هي الفريق الوحيد الذي لم يلعب في غير القسم الأول منذ الاستقلال ولا أحد من اللاعبين على استعداد لأن يكون سقوط المولودية على يده أنا لا أريد أن أتكهن ولكن أريد أن أقرر لا يجب أن نسقط... كيف ترى بقية المشوار منذ تجربة بجاية أصبحت كل المقابلات تبدو لي غير مضمونة ومنذ لقاء سعيدة أصبحت أثق في قدرات فريقي الأمر بأيدينا نحن اللاعبين نستطيع الفوز أمام أقوى الأندية إلا إذا أبينا وبالتالي مصير المولودية في أيدينا نحن اللاعبين كما سبق وأن قلت. تبدو شديد التمسك بالمولودية هذا أكيد منذ سنوات كنت مناصرا للمولودية وحتى عندما كنت لاعبا في الجمعية كنت أناصر المولودية وعندما كنت في البليدة كان قلبي في وهران فالمولودية فريق كبير لكن أمر البقاء في صفوفها غير مضمون عقدي سينتهي في جوان القادم وعدة فرق اتصلت بي لكني لا أعير الأمر أي اهتمام ما دامت المولودية في هذه الوضعية أما بعد إنقاذها من السقوط إن شاء الله سيكون لي كلام مع جباري والحقيقة أني أفضل مواصلة اللعب في المولودية وسأعطيها الأولوية ماذا عن تجربتك مع الفريق الوطني أنا أواصل العمل لأكون عند حسن ظن المشرفين أمنيتي كأي لاعب جزائري هي تشريف الألوان الوطنية وإعادة الإعتبار للكرة الجزائرية سبق لي أن لعبت في الأواسط و الآمال ويبقى هدفي اللعب في المنتخب الأول سأطرح عليك مجموعة أسئلة وأرجو أن تكون الإجابة بنفس السرعة التي سجلت بها هدف الخروب ألا تعتقد أنه الأجمل في مسيرتك الكروية لحد الآن يضحك... بلى أعتقد ذلك كما أن هدف اتحاد الجزائر جميل والهدف المسجل ضد جمعية وهران الموسم الماضي جميل أيضا لكن أعتقد أن هدف الخروب هو الأجمل وللأسف الكاميرا لم تلتقط اللقطة كاملة هذه إجابة طويلة جدا ، ما هو تاريخ ميلادك 11-04-1986 هذا قصير جدا... كم كان سنه حين لعبت أول لقاء مع أكابر جمعية وهران 16 سنة وكان ذلك أمام مديوني وهران قبل أن أتوقف عن ممارسة الكرة بسبب إصابة ولولا بوعلام شارف لما عدت للكرة ثانية ألا تفكر في الاحتراف لقد احترفت وأنا ابن 15 سنة وكانت لي إجازة مع نادي ليل الفرنسي وبقيت هناك 4 أشهر لكني لم أستطع صبرا على والدتي فعدت إلى الجزائر لعبت مع حانيستار ماذا يحدث لهذا الهداف السابق حانيستار ضحية سوء تحضير بسبب التحاقه متأخرا بالمولودية فضلا على سوء التحضير العام للفريق كما أن شعر بضغط رهيب بسبب مطالبته بالتسجيل مما انعكس سلبا على أدائه أعتقد أنه قادر على العودة لسابق عهده أثير في مناسبات سابقة كلام عن وجود مرض قد يعيق مسيرتك الكروية هل يمكن توضيح الأمر ليس مرضا خطيرا لقد خضعت لريجيم لمدة من الوقت حيث نصحني الأطباء بذلك لزيادة طول جسمي لقد كنت أقصر مما أنا عليه الآن والحمد لله الريجيم نفعني وأنا الآن في صحة جيدة. كلمة أخيرة أشكر كثيرا عمي بوفلجة الذي كان له الفضل في اكتشافي عندما أصر على والدي ليسمح له بالتصرف في أموري كنت صغيرا جدا وهو يأخد بيدي ويتوجه بي إلى جمعية وهران المدرسة التي عرفت كيف تصقل مواهبي كما أشكر جريدة النهار على هذه الفرصة التي منحتها لي وأتمنى لها التوفيق في مهمتها.