عن نهائيات كأس العالم.. كأس ستكون لأول مرة بطعم إفريقي خالص.. صورة جنوب إفريقيا الملطخة بجحيم الأبارتيد ستنمحي تحت أقدام نجوم الكرة المستديرة العالميون.. نجوم كانت ولا تزال تشدّ إليها الأنظار عبر أصقاع المعمورة.. تصنع الأفراح والأحزان في نفس الآن.. تثير الدهشة والغرابة في ذات الوقت.. لا يهم اسمها ولا لونها ولا سنها ولا جنسيتها ولا لغتها.. المهم فقط هو أجواء الفرحة وصور الفرجة التي تحدثها فوق المستطيل الأخضر.. كلها جماهير مجنونة.. هي مجنونة فعلا لكن جنونها لم يفقدها عقولها.. هي مجنونة بحب الجلد المنفوخ في أبهى صورة وأجمل طريقة.. صورة جنوب إفريقيا التي ولّت نوعا ما قبل سنوات ستترسم عملية دفنها إلى أبد الآبدين.. تلك الصورة ستذهب إلى الجحيم شهر جوان القادم.. هذا الطرح يعني أن خروج نيلسون منديلا من السجن بعد 27 سنة كاملة قضاها بين جدرانه، لم تؤت أكلها كاملة تماما.. وإلا بماذا نفسر ما يحدث اليوم في بعض ميادين الكرة من تمييز عنصري مقيت، أبطاله لاعبون ومسيرون وأنصار.. حكايات وأخرى عنوانها العنصرية، ما زالت تحدث إلى اليوم عبر نقاط مختلفة من العالم.. كأس العالم على الأبواب، وما وقع للعمري الشاذلي قبل أيام ليس بالجديد، لكننا نودّ لو أنه صار من الماضي وبات في حكم العهد البائد.. دورة جنوب إفريقيا لكأس العالم ستكون فرصة أمام العالم لنسيان الحقد ونبذ العنف وإسكات الحرب ونشر السلم والتأكيد على قدرة الأفارقة في التنظيم والفرح.. العالم سيكون على موعد بعد ستين يوما من الآن مع أهم حدث رياضي على الإطلاق.. الجميل في الحكاية هو أن الجزائر ستكون ممثل العرب الوحيد في المونديال.. المونديال الذي تجذبنا فيه عجوز هرمة، تتقاذفها الأرجل والرؤوس من مكان لآخر على مساحة خضراء.. كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، رياضة صار عمرها اليوم ما يقارب القرنين من الزمن.. تلكم هي العجوز التي يعشقها الشباب.. وللحديث بقية.