في اتصال هاتفي مع الحارس السابق للمنتخب الوطني مهدي سرباح المتواجد حاليا في قطر، فتح قلبه ل"الشباك" ليتحدث عن المنتخب الوطني، فرغم أنه حارس مرمى إلا انه رفض الحديث عن حراسنا الحاليين كي لا يظلمهم، باعتباره غير مطلع على مستوى كل واحد منهم بشكل دقيق...سرباح تحدث عن حظوظ الخضر في المونديال، وعن الصعوبات التي قد يواجهونها سواء خلال التحضيرات وحتى أثناء المنافسة، مؤكدا بالحرف الواحد "ما عدا البرازيل، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، إنجلترا والأرجنتين فكل المنتخبات الأخرى مستواها متقارب مع الجزائر، ومواجهتها ستكون بنسبة 50 في المائة لكل منتخب، كما تحسر على نقص تواريخ الفيفا ولعنة الإصابات التي مست المنتخب الوطني في المدة الأخيرة، متمنيا في النهاية تألق المنتخب وتأهلهم للدور الثاني كي يفرح كل الشعب الجزائري. أهلا مهدي سرباح معك صحفي جريدة "الشباك"... أهلا وسهلا بكم... كيف أحوال سرباح في قطر؟ كما تعلمون نحن بصدد العمل هنا في البطولة القطرية، بعدما دفعنا إلى المغادرة من بطولتنا المحلية وحتى من المنتخب الوطني، ففي الجزائر لا يريدون أبناء المنتخب الوطني ويجبروننا على العمل خارج الوطن ويمنحون الفرصة لأناس آخرين لا يملكون المؤهلات، وعلى العموم هذه هي الحقيقة المرة في الكرة الجزائرية. سرباح أول سؤال نطرحه عليك كيف ما رأيك في حراس مرمى المنتخب ومن ترشح ليكون أساسيا في المونديال؟ يمكنني الحديث بصفة عامة عن المنتخب لما شاهدته لحد الآن، لكنني لا أتمكن من الحديث عن اللاعبين بشكل شخصي،و لأنني على بعد آلاف الكيلومترات عن بلدي، ولا أملك معلومات دقيقة عن أي حارس مرمى، لهذا لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال. كيف تتكهن أن تكون المشاركة الجزائرية في المونديال القادم؟ من دون شك ستكون صعبة، لأن الأمور تختلف كثيرا في المونديال مقارنة بالمنافسات الأخرى، فستجد أمامك أحسن المنتخبات العالمية ومحضرة بشكل ممتاز، فلا يوجد في كأس العالم الحظ أو سرقة النتائج، بل كل شيء مبني على إمكانيات المنتخبات التي ستشارك، فكل واحد له أسلحته الخاصة لهذا يجب علينا أن نحضر أسلحتنا نحن أيضا للمعركة. وهل ترى أن الخضر لهم الأسلحة اللازمة لدخول معركة المونديال؟ هناك العديد من الاحتمالات، ولا يجب أن ننكر أن التحضير المبرمج من طرف سعدان لن يكون كافيا، وهذا سواء تعلق الأمر بالمدرب الحالي أو حتى بأي مدرب آخر سواء كان محلي أو أجنبي، وهنا أتحدث عن تواريخ الفيفا التي ستكون قليلة جدا، فلن يتمكن منتخبنا من لعب إلا مواجهتين وديتين، وهذا ما يجعلني اجزم أن تحضيراتنا لن تكون في مستوى التظاهرة العالمية. برأيك هل أن فترة أكثر من أسبوعين من التحضير ومواجهتين وديتين لن تكونا كافيتين ؟ هذا أكيد، لأن سعدان بحاجة إلى أكثر من أربع مقابلات كي يتمكن من تجريب الخطط التكتيكية وحتى تجريب المصابين هل هم قادرون على اللعب، فمواجهتين فقط لن تسمحا له حتى بضبط التشكيلة بشكل دقيق، فكيف سيتممكن من قياس درجة تحمل لاعبيه للتدريبات، لهذا فغن أي مدرب تسأله حاليا يقول لك أنه بحاجة إلى خمسة مواجهات كاملة واسمح لي أن أضيف شيئا، فأغلبية العناصر الأساسية تعرضت إلى إصابات مع نواديها الأوروبية في الأيام القليلة الماضية، فأضن أن نقص منافستهم وحتى رجوعهم المتأخر من الإصابة سيجعل الناخب الوطني في مأزق حقيقي، فهذا يضاف إلى العديد من المشاكل التي سيواجهها سعدان في المونديال القادم، والتي لا تخدم منتخبنا المقبل على منافسة كبيرة ومن العيار الثقيل. إذن ترى أن التشكيلة ليست متوازنة ولا يمكنها تقديم الكثير؟ أولا في كأس العالم يجب أن يكون لنا تشكيلة متوازنة 80 في المائة، وإلا لا يمكننا أن نفعل شيئا جيدا، فيجب أن يكون لنا لاعبون في المستوى، فمن بين 11 لاعبا يجب أن يكون لنا على الأقل تسعة عناصر ممتازة قادرة على منح التوازن للفريق، هذه هي كرة القدم وسعدان أدرى مني بذلك، لهذا فهو يعلم ما ينتظره في المونديال القادم بما أنه قاد المنتخب في 86 من قبل. تبدوا متشائما إلى حد بعيد سرباح؟ لا لست متشائما بل أنا بصدد سرد الحقائق كما هي، وغن سألتني رغم كل هذه الصعاب هل يمكن للخضر أن يتألقوا في المونديال فإجابتي ستكون نعم. لأننا نملك رغم كل شيء تشكيلة شابة وممتازة، ولديها كل المؤهلات كي تقول كلمتها في المونديال القادم، ولقد اثبتوا هذا في أكثر من مرة، سواء في التصفيات الفارطة وحتى في كأسي أمم إفريقيا بأنغولا. لكن أمامهم ستكون منتخبات عالمية ومستواها كبير؟ أعي ما أقول، وحسب رأيي المونديال دورة كروية عالية المستوى، وفيها بعض المنتخبات القوية التي لا نقدر عليها، على غرار البرازيل، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، إنجلترا والأرجنتين، فما عدا هذه المنتخبات فكل الفرق الأخرى في حظوظ متساوية معنا، فكل من سلوفينيا، والولايات المتحدة وحتى المنتخبات الأخرى، أضن أنها تتساوى معنا ومستواها متقارب مع مستوانا، لهذا يجب الدخول بكل قوة وبدون مركب نقص ومتأكد من التألق في المونديال. بما أن المدرب دائما سعدان، ما الفرق بين سنة 86 و2010؟ سبق لي المشاركة في مونديال 82، لكنني كنت مصابا في مونديال 86، لكن لا يجب ربط الفترتين الزمنيتين، فما حدث سنة 86 بين اللاعبين وسعدان لا يمكن أن يحدث حاليا، لن الأمر مختلف تماما، فكرة القدم تطورت والعقلية تغيرت، وحتى قيمة اللاعبين ليست نفسها، لهذا لا مجال للمقارنة، فحتى تفكير سعدان واللاعبين حاليا ليس نفسه الذي كان عليه سنة 86، ومتأكد أن الأمور ستسير على ما يرام هذه المرة. نترك لك حرية ختام هذا الحوار، فماذا تقول؟ أتمنى ككل الجزائريين أن يتألق المنتخب الوطني ويحقق نتائج ممتازة في كأس العالم، لنني ككل الجزائريين غيور على الخضر وأريد دائما أن يحلق العلم الجزائري عاليا، وأرجوا أن يجد سعدان الحل لكل المشاكل التي يعاني منها، لن الشعب الجزائري سيكون جد سعيد في حال تأهلنا للدور الثاني من المونديال، وهو الشعب الذي يستحق كل الخير وبحلو الله المنتخب من سيمنحه الفرحة والسرور مثلما منحه لنا كلنا في الأشهر القليلة الماضية.