لازالت قضية الحراس الأربعة، المعنيين بالمشاركة في التربص القادم بكراس مونتانا السويسرية، تثير الجدل وسط الجمهور الرياضي الجزائري، الذين تأرجحت تكهناتهم في بقاء حارس عن آخر، قبل إعلان الناخب الوطني رابح سعدان، عن أحد هذه الأسماء الأربعة التي سيسقط من الركب الذي يلحق بجنوب إفريقيا. وراح الكثير من الجمهور الجزائري المتسائل، والتقنين يرشحون أحد الأسماء عن الأخرى، من وجهة نظرتهم ومن منطلق دراساتهم وبعض المعطيات الأولية التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، في وقت يبقى المرشح الأول لحراسة عرين الخضر في بلاد "البفانا بفانا" العائد إلى المنتخب الوطني، عبر بوابته الواسعة، الحارس المتألق فوزي شاوشي، وذلك عقب إستنافده للعقوبة التي سلطت عليه خلال المباراة الأخيرة التي لعبها ضد المنتخب المصري، في إطار الدور نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا، ومع عودة الحارس الآخر لوناس ڤاواوي إلى المنافسة، بعد شفائه من الإصابة التي تعرض لها، والتي حرمته من المشاركة في هذه الدورة أيضا، ومع بقاء حارس مولودية الجزائر محمد لامين زماموش، الذي تبقى حظوظه ضئيلة للعب المونديال وسط هذه الحسابات، لتكون المفاجئة في هذا كله الإعلان عن حارس صلافيا صوفيا رايس وهاب مبولحي، الذي يبقى يجهله الكثيرون ولا يقدر مستواه، طرحت هذه الإنطباعات والخلفيات التاريخية. المؤشرات توحي أن زماموش سيكون الضحية ونظرا للمؤشرات التي تدور في كواليس المنتخب الوطني، حول الحارس الذي سيتم إبعاده من المشاركة في المونديال، من بين الأربعة الموجودين حاليا، فإن المدرب الوطني رابح سعدان، سيقوم بحذف اسم حارس مولودية الجزائر محمد لامين زماموش، بنسبة كبيرة لعدة معطيات، أهمها أن الحراس الثلاثة كل من شاوشي، ڤاواوي ومبولحي لديهم عدة إعتبارات، فشاوشي يملك مؤهلات لا بأس بها، وساهم في تأهل الخضر إلى المونديال... وڤاواوي يملك خبرة كبيرة ويعتبر مونديال بالنسبة له، أما مبولحي فإن المدرب الوطني يراه أن حارس من طينة الكبار، رغم أنه لم يسبق له اللعب في المنتخب الوطني كون نادي مانشستر يريده. عدم تماثل ڤاواوي للشفاء يبقي على خيط الأمل لزيما وبما أن المدرب سعدان، إختار أربعة حراس لتربص كراس مونتانا، عوض ثلاثة، يعني بذلك أخذ كامل الاحتياطات اللازمة، في تحديد قائمة العناصر التي ستتنقل إلى المونديال، خوفا من تعرض أحدهم إلى إصابة أو أمور أخرى، في ظل أن الحارس ڤاواوي يعاني من إصابة، وفي حالة عدم تماثله إلى الشفاء فإن ذلك سيفتح الباب لزماموش، لكي يرافق المنتخب الوطني إلى المونديال. إستدعاء مبولحي سيزيد حتما من صعوبة الإختيار وكانت المفاجأة من خلال كامل الأسماء التي جاءت في القائمة، التي أعلن عنها الرجل الأول عن رأس العارضة الفنية رابح سعدان، وليس على عرين الخضر إدراج اسم حارس صلافيا صوفيا رايس وهاب مبولحي، الذي أخلط كامل الأوراق، بما أنه كانت الدائرة منحصرة بين محمد أوسرير الذي أبعد من هذا التربص، وسيدريك حارس شبيبة بجاية بحكم أن مبولحي صاحب ال24 عاما، لم تكن لديه حظوظ كبيرة في الالتحاق بالخضر، ليفاجئ الطاقم الفني الجميع ويعلن عن استدعاء مبلوحي، رغم أن فترة معاينته كانت قصيرة، وهذا حتما سيزيد من صعوبة الإختيار في إسقاط أحد الأسماء من قبل الطاقم الفني والناخب الوطني الذي يبقى متحفظا في تقليص القائمة إلى 23 لاعبا. تجربة بن حمو كانت فاشلة والبعض يرشح الثلاثي المحلي ومن منطلق خلفياتهم التاريخية، أكد البعض أن الحل لا يكمن في الحارس المحلي، مرجعين ذلك إلى أن التجربة الأخيرة التي إعتمد عليها المنتخب الوطني، في إنتدابه الحارس محمد بن حمو، الذي كان محترفا في باريس أنجرمان الفرنسي، وهو أول حارس محترف تقمص ألوان الخضر، غير أنه لم يبرز ولم يثبت كفاءته، في وقت بقي فيه ڤاواوي الحارس الأول... في القت الذي إشتدت فيه المنافسة بنه وبين الحراس المحليين الأخرين، آخرها كانت مع الحارس فوزي شاوشي، وهو ما جعلهم يرشحون بقاء زيماموش إضافة إلى شاوشي وڤاواوي. التضحية كانت بالصادق في مونديال 1986 والكل يتذكر ما حدث في مونديال 86، لما قام المدرب سعدان بإتخاذ قرار شجاع، وهو إقصاء حارس جمعية الشلف آنذاك الصادق العربي، من قائمة التي تنقلت إلى المونديال، رغم أنه كان في التصفيات كحارس ثاني، بعد الأول دريد، وتم جلب مكانه الهادي العربي ومراد عمارة، مما جعل الحارس يكون في حالة غضب، وهو لحد الآن لن ينسى تلك اللحظة السيئة في تاريخه، حيث كان يرى أنه هو الأفضل في الذهاب إلى الميكسيكو، لكي يكون بديلا للحارس دريد، وبذلك سيكون لاعبا يلقي نفس مصير الصادق، وفي هذا يبقى السؤال مطروحا في هذا المونديال، من سيكون الضحية من خلال الأربع حراس المذكورين؟ أدم. ع / ناصر. ع مهدي سرباح: "لا أعرف مبولحي.. وشاوشي الأجدر بحراسة عرين الخضر" أكد الحارس السابق للمنتخب الوطني مهدي سرباح، أنه لا يعرف الوافد الجديد على النخبة الوطنية، والمتمثل في الحارس مبولحي، بحكم أنه لم يسبق له وأن شاهده، بالنظر إلى البطولة التي ينشط فيها، والتي أكد أنها ضعيفة ولا تتسم بصفات باقي البطولات الأوروبية قائلا: "صراحة لا أعرف الحارس مبولحي، ولم يسبق لي سماع هذا الاسم إلا بعد الإطلاع عليه عبر صفحات الجرائد، ربما بسبب ضعف البطولة البرتغالية التي لا تحمل نفس صفات باقي البطولات الأوروبية، ما يجعلني أؤكد أن الحارس يبقى اللغز المحيِّر في قائمة سعدان"، وتابع... "إن اختيار الثلاثي الذي سيرافق سعدان إلى مونديال جنوب إفريقيا، ليس من صلاحياتي بحكم أن الناخب الوطني هو المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب، وهو الأقرب إلى إتخاذ مثل هذه القرارات، فضلا عن كوني بعيد عن الوطن، ولا أعلم بمردود الرباعي الذي سيكون معني بالتربص القادم للخضر". "شاوشي يبقى الرقم واحد وڤاواوي الحارس الثاني" من جهة أخرى، أكد سرباح، أن شاوشي يبقى الحارس رقم واحد في الجزائر، بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها هذا الأخير، والتي تخول له بأن يكون الحارس رقم واحد في المونديال، فضلا عن الاستقرار الكبير ومشاركته المنتظمة مع الوفاق، كلها معطيات أكد سرباح أنها تصب في مصلحة ابن مدينة برج منايل، مضيفا "يمكن القول إن الحارس الأول للمنتخب الوطني سيكون شاوشي بنسبة كبيرة، في حال تمكن من مواصلة التألق، خاصة وأنه سيكون أمامه فرصة في التربص القادم لإثبات ذلك، في حين سيكون بنسبة كبيرة ڤاواوي ضمن الثلاثي المعني بالمونديال، بالنظر إلى الدور الذي لعبه في التصفيات المزدوجة، والذي يستحق من خلاله على الأقل مشاركة في المونديال". "الصراع سيبلغ ذروته بين زماموش ومبولحي" ضف إلى ذلك، فإن الصراع يبقى حسب رأي سرباح منحصر بين الثنائي الأخير، ويتعلق الأمر بكل من الحارس الحالي لمولودية الجزائر محمد أمين زماموش، والحارس المحترف في سلافيا سوفيا البلغاري مبولحي، من أجل إقتطاع مكانة ضمن ال23 لاعب المعنيين بالمونديال الإفريقي، الأمر الذي جعل نفس المتحدث يؤكد أن المنتخب الوطني له طاقم فني، وهو المطالب بالفصل في مثل هذه الأمور، على أن يكون التربص القادم للخضر فرصة للوقوف على إمكانات كل حارس وتحديد الثلاثي الأكثر جاهزية. فاتح. ب حمناد: من الصعب تفضيل حارس محترف على كامل المحليين من جهته، إعتبر الحارس السابق للمنتخب الوطني عمر حمناد، أنه يبقى من الصعب في الفترة الحالية، إستدعاء حارس محترف للعب المونديال، وتفضيله على كامل الحراس المحليين، رغم أنه يوجد من بينهم حراس ممتازين، ذلك لأن هؤلاء الحراس برزوا في مختلف مباريات البطولة، وبعثوا الثقة لدى الجمهور الوطني، في وقت شاطر فيه رأي الناخب الوطني في وضعه فوزي شاوشي، على رأس قائمة الحراس الأربع، مرجعا ذلك أنه في الفترة الحالية شاوشي، يعتبر أفضل حارس على الساحة الوطنية، وهو يستحق أن تكون مكانته أساسية في المنتخب معرجا عن الحارس الآخر زماموش، الذي قال فيه أن لديه إمكانات كبيرة، كشف عنها هذا الموسم في البطولة الوطنية رفقة ناديه مولودية الجزائر، وهو يستحق أن يكون في تشكيلة سعدان. أ. ع بن عامر: "زماموش أهل للثقة وسيثبت جدارته في التربص" هذا وأشاد مدرب حراس مولودية الجزائر، بإمكانات محمد أمين زماموش، الذي قال في شأنه، إنه أهل للثقة التي وضعها فيه الناخب الوطني رابح سعدان، وأعضائه عقب إستدعائه للتربص القادم بسويسرا، الذي سيثبت فيه زيماوش جدارته وأحقية لعبه الونديال، ذلك فقط لأن زيماموش حارس ممتاز، ولديه مؤهلات كبيرة، إذ يحسن اختيار المواقف المناسبة للخروج من منطقته عند إلتقاط الكرة أو البقاء في مكانه، مضيفا إلى أنه حارس شاب لديه ما يؤهله ليكون في المستقبل ضمن حضيرة المنتخب الوطني، ومؤكدا أن زماموش هو أحد أحسن الحراس في البطولة قال بن عوامر. أ. ع بوجلطي: "لو كان الأمر بيدي لاخترت الأربعة معا" يرى الحارس الدولي السابق، جمال بوجلطي والمدرب الحالي لحراس شباب بلوزداد، أن قرار إختيار الحراس الثلاثة من الأربعة للمشاركة في المونديال، يعتبر أمرا صعبا للغاية بالنسبة لأي مدرب، خاصة وأن الحراس الأربعة يملكون مستوى لا بأس به، رغم أنه يجهل الحارس الجديد مبولحي، الذي قال في شأنه أنه لا يعرفه، لذا لا يمكنه الفصل أو أخذ إنطباعا في شأنه. لكن بالنظر إلى اهتمام نادي مانشستر به، فإنه يعتبر حارسا ممتازا، مضيفا أنه لو كان الأمر بيده لما اختارهم كلهم في أربعة، ولن يتنازل على حارس واحد، لأنه يحق لهم اللعب للخضر والدليل على ذلك، فإن الناخب الوطني رابح سعدان فضلهم جميعا. الهادي العربي: "كان يستلزم أخذ ستة حراس للتربص" الحارس السابق للمنتخب الوطني الهادي العربي، والذي شارك في مونديال مكسيكو، والمتوِّج بكأس إفريقيا سنة 1990، يرى أن إختيار الحارس الذي سيتم إقصائه من القائمة التي ستذهب إلى المونديال أمر صعب التصريح به، رغم أنه لديه نظرية في واحد منهم، ولكن في حالة التصريح فقد يحمله تلك الحارس مسؤولية ذلك، ويتهمه بعد التصريحات والمدرب سعدان رفقة مساعده بلحاجي مدرب الحراس، هما اللذان يقرران موضحا شيئا، لو قام المدرب سعدان باختيار ستة حراس لتربص كراس مونتانا، وبعدها يتم إقصاء ثلاثة منهم تكون شدة الغضب أقل، على أن يكون على حارس واحد، الذي سيعتبر نفسه وحيدا وتعرض للحڤرة، كما أضاف العربي أن الحارس الجديد مبولحي يجهله تماما، ولا يعرفه وسعدان هو المسؤول في اختياره. الصادق العربي: "صعب جدا إتخاذ القرار المناسب" وبدوره، فإن الحارس السابق للمنتخب الوطني، والذي درب حراسه في عهد المدرب السابق جون ميشال كفالي، يرى أن اختيار القرار في إقصاء الحارس الثالث، أمر صعب بالنسبة للمدرب سعدان، لأن كل حارس يستحق المشاركة في المونديال، رغم أن الحارس الجديد مبولحي مجهول لديه، ولم يسبق له متابعته مع ناديه البلغاري، وهو يدرك جيدا أن اللاعب الذي سيخصم اسمه، سيبقى غاضبا مدى الحياة على الطاقم الفني، ولم يدرك الوضع جيدا، لأنه سبق وأن عاش نفس الوضعية في مونديال. أدم. ع / ناصر. ع