أنا ضد فكرة المدرب الأجنبي / حظوظ الخضر في التأهيل للمونديال قائمة / مشكلة حراس المرمى في المنتخب تكمن في غياب التكوين / قضيت نصف حياتي في خدمة الكرة الجزائرية وفي الأخير قوبلت بالتهميش /الإصابات وتغيير المدرب كلفت السد القطري تضييع الألقاب كيف هي أحوال مهدي سرباح؟ الحمد لله على كل حال، أنا سعيد مع عائلتي هنا في قطر، أين اشغل منصب مدرب لحراس نادي السد منذ سنتين تقريبا• أولا لنا الشرف أن نحاور أحد صناع الجيل الذهبي، ولو عبر الهاتف، فهل لسرباح أن يعطينا لمحة ولو مختصرة علنتجربته في قطر؟ التحقت بنادي الريان القطري سنة 2005، حيث شغلت مدربا للحراس لفترة موسمين، قبل أن أعرج على السد، حيث أزاول مهمتي في نفس المنصب حاليا منذ 2007، وإذا جئنا إلى التجربة التي أعيشها في قطر، فأنا لدي اسمي والحمد لله، الذي جعل المسيرين القطريين، يثقون في قدراتي، لأن الكل هنا يقدر سرباح كثيرا، لأنه يمثل الجزائر، وكان في السابق من بين أبرز حراس المرمى على المستوى القاري• لذلك وجدت سهولة في التأقلم مع القطريين، لأن الواحد هنا يجب أن يعتمد على كفاءته الخاصة وليس على اشياء أخرى• كيف هو العمل في قطر؟ صعب للغاية، لأن التجربة والحنكة هي سلاح المدرب، من أجل ضمان البقاء في أي نادي قطري، لأن هنا في قطر يقيم المدرب على حساب النتائج المتحصل عليها، فإذا كانت جيدة فسيتم المحافظة عليه، وإن كان العكس فمصيره الإقالة لا محالة، كما أن الكل على دراية بوجود عديد المدربين الأجانب في قطر، مما يصنع المنافسة من أجل المحافظة على المناصب• وماذا عن مدربي حراس المرمى؟ مثلهم مثل المدربين الآخرين، لأن الكل يسير من أجل إثبات نفسه في الفريق الذي يشرف على تدريبه، لذلك فإنني لا أرى فرقا واسعا بين المدرب ومدرب الحراس، لأن العمل الجاد هو السلاح للوصول إلى المبتغى• يبدو أن الحظ سار عكس ما تمناه السد القطري هذا الموسم، فبعد تضييعه للقب الدوري، رج أيضا من مسابقة كأس ولي عهد دولة قطر، عندما انهزم على يد الريان فهل أثرت هذه الإخفاقات على وجودك في هذا النادي؟ إذا جئنا إلى الصواب، فخروج السد خالي الوفاض هذا الموسم، أثرعلينا كلنا• أما على تأثيرها على مكانتي في السد، فذلك ليس له أساس من الصحة، والدليل هو أن مسؤولي السد كانوا قد منحوني الثقة، عندما أمضيت عقدا جديدا يبقيني في الفريق لموسم آخر على الأقل• ونحن نأمل أن نستعيد قوانا الموسم المقبل، بالنظر إلى سياسة التغيير التي تعتمدها إدارة السد لإعادة الفريق إلى الواجهة والتنافس على الألقاب من الوهلة الأولى• أين تكمن حسب رأيك أسباب تعثر السد هذا الموسم، وخروجه دون تحقيق أي لقب؟ لقد اصطدم الفريق الأسود، بالعديد من المشاكل، أولها الضريبة الوطنية لقلعة السد، بوجود عدد كبير من لاعبيه بصفوف المنتخب والإصابات التي حدثت والإرهاق، كما أن إصابة ثلاثة لاعبين من ركائز الفريق أثرت كثيرا على الانسجام داخل السد•لأن لهؤلاء وزن كبير في النادي على غرار مهاجم وهداف الفريق خلفان إبراهيم خلفان ''15 هدفا''، الذي أصيب على مستوى الرباط الصليبي، وأبعد لستة أشهر عن المنافسة، إلى جانب مدافع منتخب قطر حماد ساكت الشمري، الذي تلقى إصابة هو الآخر على مستوى الغضروف، ناهيك عن قضية استبدال المدرب الرئيسي في وقت حساس، وتعيين المدرب الروماني كوزمين أولاريو في منتصف شهر أفريل والذي جاء متأخرا، لأن ذلك لم يكن كافيا لقيادة السد وتحقيق رغباته في وقت قياسي، وخير دليل خسارته من أول مواجهة له على رأس الفريق في مباراة الريان لحساب كاس ولي العهد القطري• دربت الريان وحاليا في السد فما هو الفارق بين الاثنين ؟ لكل طريقته في العمل إلا أن السد أكثر تنظيما من الريان• سنعرج على الكرة الجزائرية قليلا، لذلك هل لنا أن نعرف سبب اختفاء سرباح عن الأنظار، في ظرف غامض، خاصة أن الجزائر كانت وقتها في حاجة جد ماسة إلى رجالها؟ أنا لم أختف• بالعكس، فالتاريخ يبين المستور، وما بذلناه لإعلاء الراية الوطنية لا يفسر طلاقي للكرة الجزائرية بهذه الطريقة، وإنما تهميشي وتجاهلي من جانب بعض المسؤولين، الذي ادعوا يوما ما إسهاماتهم لاسترجاع أمجاد الماضي، جعلتني أفضل مبارحة أراضي الوطن، هروبا من التواطؤ أو حب الذل ''قالها بتأسف شديد''، ولا أخفي عنك أنني كنت أشغل منصبا في المديرية الوطنية التقنية لعشر سنوات• وعملت إلى جانب المدرب الوطني السابق حميد زوبا، وذلك في الفترة ما بين 1992 و2002• ذلك حدث قبل مجيء أصحاب ''المعريفة'' إلى قيادة فلك الكرة الجزائرية الذين ساهموا فعلا في انحطاط الكرة المستديرة، وليس في نهضتها بالنظر إلى السياسة المتبعة وسوء التسيير، والنتيجة ظاهرة للكل• هلا وضحت لنا الأمر ؟ أنا لست ممن يبيعون شرفهم من أجل المناصب، ولا أملك ''البيستو'' لدى الصحافة الجزائرية ''يضحك''، هذا كل ما في الأمر يا أخي• هل يرغب سرباح في إعطائنا ولو باختصار أهم المحطات التي مرت بها تجربته التدريبية في الجزائر، بعد إنهاء مغامرته كلاعب؟ نعم، أنا أملك ذكريات جميلة جدا قضيتها في الجزائر، عندما كنت مدربا لاتحاد الجزائر، النادي الذي لعبت له كحارس في السابق، إلى جانب نادي شباب بلوزداد، كما دربت بجاية أيضا، واتحاد البليدة الذي حققت معه الصعود إلى حظيرة النخبة• هل تتابع مجريات البطولة الوطنية؟ بدون شك، أنا أتابع أحداث البطولة عبر الفضائيات، وأعرف أن وفاق سطيف يتصدر ترتيب البطولة حاليا، متقدما على شبيبة القبائل صاحب الوصافة• وماذا عن المنتخب الوطني؟ من منا لا يحن إلى بلاده، والمنتخب الوطني هو رمز الألوان الوطنية، لذلك أنا أتابع كل تطورات الخضر، الذين تعادلوا في أول مباريات الدور الأخير من تصفيات مونديال 2010، في انتظار اللقاء الواعد والمنتظر أمام المنتخب المصري مطلع الشهر الداخل• ماذا عن حظوظ المنتخب الوطني في اقتناء بطاقة التأهل إلى جنوب إفريقيا، وما هي الحلول اللازم اتخاذها حسب رأيك؟ تأهل الخضر إلى المونديال ليس بالمستحيل، لأن المنتخبات الأربعة تملك نفس الحظوظ، وما على الجزائر سوى مضاعفة الجهود، والمتابعة والمساندة من المسؤولين والجمهور الجزائري أيضا، وحسب رأيي فإن الحل الأنسب والأوفى لتعبيد الطريق نحو المونديال، هو جلب أكبر عدد من النقاط خارج القواعد، طبعا بغض النظر عن المباريات التي سيلعبها أشبال سعدان بالجزائر، والتي لا بد لهم الفوزبها، وذلك ما قمنا به نحن عندما تأهلنا إلى مونديال 1982 بإسبانيا، وكأس العالم في المكسيك عام 1986، وفي حالة تحقيق هذا الحلم، تكون بذلك الجزائر قد حققت قفزة نوعية بعد غياب 42 سنة عن هذه التظاهرة العالمية• ما رأيك في سعدان مدربا للمنتخب الوطني؟ لقد خيل لي أنه ترك المنتخب، وحل مكانه المدرب الفرنسي المعروف ''هنري ميشال''، أما عن رأيي فأنا أفضل المدرب الجزائري على الأجنبي، واختيار سعدان ناخبا وطنيا كان في محله، لأنني أعرفه وسبق لي التعامل معه، إلا أن مهمته صعبة وتحتاج إلى وقوف الجميع لمساعدته في هذه المأمورية• تحدثت مختلف الوسائل الإعلامية الجزائرية عن وجود مشكل حراس المرمى في المنتخب الوطني، فأين يكمن هذا المشكل حسب رأيك؟ لا يوجد مشكل حقيقي اسمه ''حراس المرمى''، وإنما لدينا حراس ينقصهم التكوين المستمر، لذلك فنصيحتي للقائمين على المنتخب الوطني، هي الإهتمام بالحراس، وتخصيص تربصات شهرية، للوقوف عند كل نقاط قواهم وضعفهم،• وإن عدنا إلى الوراء، فقد كنا أنا والحارس ناصر دريد قائمين على حراسة مرمى المنتخب، وعملنا جيدا وحافظنا على مكانتنا في التشكيلة لسنوات عديدة، وذلك لا يمنع حراسنا الحاليين من التألق والنجاح مع المنتخب الوطني، لأن الجزائر كانت دائما أما ولودا لحراس من طينة الكبار• هلا أعطيتنا أمثلة عن الحراس الجزائريين الذين لفتوا انتباهك؟ هناك كثيرون، وحسب معلوماتي، وفضلا عن الحارس الأساسي للمنتخب الوطني الوناس قواوي، هناك حارس شباب بلوزداد نسيم أوسرير، وحارس شبيبة القبائل فوزي شاوشي، وحارس اتحاد الحراش نجيب غول• ماذا يقول حارس عمالقة الجيل الذهبي لهؤلاء، بناء على خبرتك الواسعة في ميادين الكرة المستديرة؟ الصبر هو مفتاح التألق، لأن الحارس يختلف تماما عن اللاعب، وذلك لا يتوقف سوى على الإرادة وحب العمل• وأي حارس مرمى في العالم قد يمر بمرحلة فراغ، لذلك ما عليه سوى التفاني في العمل من أجل الوصول إلى مبتغاه، ووجود أي حارس مع المنتخب، ليس يعني أنه وصل، وإنما الحارس المثالي هو من يمكن الاعتماد عليه في كل مرة يحتاجه النادي أو المنتخب• كلمة أخيرة؟ لقد سعدت بهذا الاتصال، وإن لم نتكلم إلا قليلا، فإني آمل يوما أن تعود الجزائر إلى سابق عهدها، وأتمنى أن يمر الخضر إلى المونديال، لأن الروح الوطنية تسري في عروقي، ولا أشتهي أبدا أن أرى الجزائر مطأطاة الرأس•