أثبتت الأزمة الأخيرة، التي بدأت رياضية وأراد لها أشقاؤنا في مصر العروبة أن تنتهي سياسية، ضرورة استحداث قناة رياضية.. لكل بلد في العالم قناة رياضية، لا بل قنوات، إلا الجزائر، ليس لديها قناة متخصصة في الرياضة.. بثت بعض القنوات الجزائرية مساء أمس لقاء شبيبة القبائل مع ضيفه بيترو اتليتيكو الأنغولي في إطار الدور التمهيدي الثالث لرابطة أبطال إفريقيا، بالغات الثلاث: الأمازيغية ،العربية والفرنسية.. ارتحت لهذا الأمر كثيرا، خاصة وأنني من المشجعين والمتفائلين، بل والمدافعين عن التنوع الثقافي في بلادنا، التي تقترب من حجم القارة، تبارك الله عليها.. اللغة الأمازيغية من مقوّمات الأمة الجزائرية، كانت وما تزال وستبقى أحد رموز هذا الشعب في الماضي والحاضر والمستقبل، هي من أصول التراث الثقافي والتاريخي والحضاري الذي يعتز به الجزائريون ويفاخرون به العالم.. لكنني أصدقكم القول أنني تساءلت أكثر من مرة عن الأسباب الحقيقية التي كانت تقف وراء اختيار القناة الامازيغية دون غيرها لبث لقاءات البطولة والكأس في الجزائر.. إن مسؤولي التلفزة الوطنية يصرّون على نقل تلك المباريات عبر هذه القناة لوحدها، ربما لكونها نالت إعجاب الناس في الداخل والخارج بفضل البرامج المنوّعة الجادة والثرية التي تقدمها.. جميل أن يشاهد كل من يفهم الأمازيغية مباريات كرة القدم عبر القناة الأمازيغية، لكن أن نفرض على من لا يفهم الأمازيغية جيدا متابعة تلك المباريات فيها فإن ذلك يطرح أكثر من علامة استفهام.. رائع أن نشجع الناس على متابعة القناة الأمازيغية بكل الوسائل والطرق، لكن المؤسف هو أن نحتّم عليهم مشاهدة برامج معينة في هذه القناة فقط، في الوقت الذي تكتفي فيه القنوات الأخرى ببث الأغاني والأفلام والأخبار والرسوم.. وأقصد بها القناة الأرضية والثالثة وكنال ألجيري.. كانت أقلام الصحفيين فيما سبق تنتقد التلفزة الجزائرية، لا لشيء سوى لأنها لم تتمكن من مواكبة تطلعات مشاهديها في الداخل.. ثم زادت انتقاداتهم لها لسبب مماثل، هو أنها لم تتمكن من مسايرة التغيرات الجديدة في عالم الصورة والصوت، ونقل كلمة الجزائر إلى الخارج.. بعدها مباشرة، وعلى إثر انتشار الفضائيات في سماوات العالمين العربي والعجمي كالفطريات، وفّقت تلفزتنا وإلى حدّ ما في تلبية رغبات مشاهديها، خاصة بعد ميلاد القنوات المذكورة، مضاف إليها قناة القرآن الكريم.. يستحيل على مسؤولي التلفزيون تعويض الفراغ الرياضي الموجود في الفضاء السمعي البصري الجزائري باتباع سياسة سدّ الفراغ والبريكولاج خلال الأيام القادمة، في الوقت الذي تستعد فيه الجزائر لدخول مشاركة مونديالية يتابعها جمهور كبير عبر العالم كله.. وللحديث بقية.