أتيحت لنا فرصة سانحة حتى نخترق مرة أخرى فندق الغولف بكرانس مونتانا، الذي يحتضن تربص المنتخب الوطني بسويسرا، حيث كنا السباقين إلى جانب الزميلة "النهار" لاختراق معسكر الخضر، وسرد أدق التفاصيل المذهلة عن الأجواء التي سيعيشها محاربو الصحراء، وقررنا إيفاء قرائنا بجزئيات تتطلب الكثير من الدبلوماسية، ونعني بها الفندق بكل مرافقه المختلفة مرفقة بصور شاهدة عن الأجواء الرائعة والمعدات والمرافق والتجهيزات العالمية التي تمنح زملاء بوڤرة كل الراحة من أجل التركيز الكبير والتحضير بجدية أكبر قبل الموعد الهام بجنوب إفريقيا شهر جوان القادم. مرافق كاملة ولا ينقص منها شيء يعيق العمل الجاد أهم شيء وقفنا عليه ويشمل كل ما سنكشفه، هو أن اختيار فندق الغولف كان موفقا إلى حد بعيد، نظرا للتسهيلات والخدمات العالمية التي يوفرها، ورغم أن اختراقه أمر صعب إلا أننا استغلينا فرصة سانحة تبقى سرا بطبيعة الحال، وتأكدنا أنه جاهز مائة بالمائة لاحتضان معسكر الخضر بمعدات حديثة للتحضير الجاد ومرافق توفر كل المتطلبات الخاصة بالراحة، وهو ما يعني أنه لا يوجد أي عائق سيقف في وجه سعدان وأشباله للإستعداد جيدا لخوض غمار أقوى المنافسات العالمية بعد غياب دام 24 سنة. مطبخ سري وقاعة فطور بالرايتين الجزائرية والسويسرية تسللنا إلى أحد أركان المطبخ الأكثر سرية، حيث كان بعيدا عن الأنظار خاصة أنه مكان خاص ولابد أن يكون محميا من أعين الأجانب، لكن قمنا بالدخول من الباب المخصص للطباخ وتفادينا الباب الرئيسية، المهم أن المطبخ يعتبر عالميا وخدماته فاخرة ومدروسة، ثم وصلنا إلى القاعة المخصصة لفطور لاعبينا، وكانت مزينة بالرايتين الجزائرية والسويسرية يتوسطها شعار الفندق، وسيجلس لاعبو المنتخب جنبا إلى جنب فيما يجلس طواقم المنتخب في طاولات أخرى. مكتب خاص بالشيخ سعدان قريب من المطبخ خصصت إدارة الفندق، مكتبا خاصا بالناخب الوطني رابح سعدان، ليس بعيدا عن المطبخ، وسيستغله لاجتماع مع طاقمه أو الطاقم الإداري وأيضا ليدرس البرنامج التحضيري وتدوين تقاريره الخاصة عن المعسكر وعن لاعبيه قبل الفصل في قائمة ال23 التي ستشارك في المونديال، وغير بعيد عن مكتب الشيخ، توجد قاعة المحاضرات متوفرة على أجهزة فيديو لمعاينة أشرطة منافسي الخضر، والتحدث مع زملاء زياني حول طريقة العمل والخطة التي يرتقب أن يشرع في التحضير لها مند الآن لتطبيقها في جنوب إفريقيا. غرف ملوك لا تجلب إلا الأحلام السعيدة مفاجأة كبيرة كانت في انتظارنا، حيث لم نصبر على ضرورة الوصول إلى غرف لاعبي الخضر، وبمجرد أن ولجنا إليها حتى انبهرنا بجمالها الأخاذ، والذي جعلنا نشبهها بغرف الملوك، حيث لا مجال لك فيها إلا للخلود للنوم والاستمتاع بأحلام سعيدة، وتأكدنا مرة أخرى أن المنتخب يسير نحو الإحترافية وأن أيام المشاكل والمهازل انتهت والجزائر لها مقامها أينما حلت أو ارتحلت، لكن غرف لاعبي الخضر غير مجهزة بمكان للإستقبال، عكس الطاقمين الفني والإداري، وبذلك لن يكون هناك أي إزعاج من طرف أي أحد لأن التركيز قبل كل شيء. مسبح جميل مغطى وخالٍ من مادة الكلور واصلنا انتقالنا بين أجنحة الفندق ولم نكتف بالغرف، حيث تسللنا إلى مسبح جميل مغطى، ومياهه ساخنة وخالية من مادة الكلور، كما أن هندسته جميلة ورائعة وارتحنا بمجرد رؤيته فما بالك بأخذ "غطسة" بعد يوم متعب وتدريبات شاقة في مرتفعات ثلجية. قاعة تدليك على الطريقة الهندية توالي المفاجآت شدنا إلى المواصلة البحث والاكتشاف داخل فندق صغير لكنه كبير بما يحتويه، وكلما وصلنا إلى ركن جديد داخله زاد ذهولنا وأنسانا ما رأيناه من قبل.. دخلنا إلى قاعة التدليك المستوحاة من الطريق الهندية وتحمل صورا لشخصيات هندية على حائطها منحت المكان جوا خاصا وضمت القاعة أيضا عدة قاعات صغيرة يتم تلقي فيها علاجا مكثّفا وبتقنيات حديثة للغاية. تجهيزات طبية حديثة لتقوية العضلات خروجنا من قاعة التدليك والمسبح أوصلنا إلى قاعة خاصة بترقية العضلات تعتمد على تجهيزات طبية عالمية، حيث أن كل حركة يقابلها جهاز يقيس قدرة اللاعب ويحافظ على مدى جاهزية نبضات قلبه لمواصلة العمل، تعكس التطور العلمي الذي يخدم كرة القدم والرياضة ككل. طاقم طبي سويسري تحت التصرف أما عيادة الفندق فهي الأخرى كبيرة وتتسع ل10 غرف، تحت إشراف طاقم طبي سويسري تضعه إدارة الفندق في خدمة زبائنها، لكن بما أن المنتخب الجزائري يتوفر على طاقم طبي أعلى مستوى، فإنه لن يكون بحاجة له إلا في أمور التسيير داخل العيادة ولمد يد المساعدة فقط، وهناك سيتم متابعة إصابات زملاء مغني خلال فترة التربص. "سولاريوم" تم اقتناؤه لتوفير أشعة اصطناعية دعمت في الفترة الأخيرة، حسب ما كشفته إدارة فندق الغولف، الفندق بجهاز حديث يسمى "سولاريوم" يوفر أشعة شمس اصطناعية وتم اقتناؤه بمبلغ ب50000 ألف فرنك سويسري، من أجل الزبائن، خاصة أن المنطقة باردة وأشعة الشمس ليست دوما في متناول السكان. مجاني تأقلم بسرعة.. معجب بالأجواء وتحدث مع مطمور وزماموش الظاهر أن اللاعب الجديد لصفوف الخضر، كارل مجانيو لم يجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع المنتخب الوطني، حيث بدا من خلال ملامحه أنه سعيد للغاية إذ لم تفارقه الابتسامة إطلاقا، وهو ما أكده لنا بعد أن قدمنا أنفسنا له حيث قال: "صراحة أنا معجب بالأجواء العامة ولا أشعر إطلاقا أني لاعب جديد، ولم يبق سوى التعرف على كل اللاعبين وبداية العمل الجاد لفرض نفسي في التشكيلة". مجاني حتى وإن كان يعد وافد جديدا إلا أنه كان يتحدث مع زماموش ومطمور بشكل يوحي أنهم "معريفة قديمة". نجمة خماسية في عنق مبولحي كما سبق وأن أشرنا إليه في أعدادنا السابقة، والمتعلق بالحارس الجزائري وهاب رايس مبولحي، الذي ينشط في فريق صلافيا صوفيا البلغاري، وانضم إلى تشكيلة المنتخب في تربص سويسرا، فإن مبولحي يحمل وشم نجمة خماسية، لكن في الفترة الأخيرة حاول آل فرعون توجيه له اتهامات خطيرة على أساس أنه يهودي، ما أثارت غضبه كثيرا وجعلته يؤكد أنهم شعب غيور من إنجاز الخضر، كما أسهب في الحديث عن أصوله، وبدا أن المصريين لا يستندون على شيء ملموس في اتهاماتهم، لكن التقرب من الحارس جعلنا نعرف السبب الحقيقي وراء هذه الخزعبلات، إذ وقفنا على حقيقة أنه الوشم في رقبته "نجمة" لا تمت بأي صلة لنجمة داوود ذات المثلثات الستة وإنما خماسية المثلثات، وهو السبب الذي ربما جعل أحفاد الفراعنة يهرولون لإطلاق العنان لسمومهم. الأنصار كادوا يخطفون مطمور في جنيف سرق مهاجم الخضر وغلادباخ الألماني الأضواء من الجميع في مطار جنيف، وكان الأكثر طلبا، لكن هيستيريا الأنصار كادت تتسبب فيما لا يحمد عقباه، إذ ومن شدة فرح أحد الأنصار بتقربه من اللاعب حاول خطفه لولا تدخل قوات الأمن التي احتوت الوضع بسرعة.