يواصل أنصار الخضر، توافدهم على مرتفعات كرانس مونتانا بسويسرا، لمساندة زملاء بوڤرة، رغم أن الأمر لا يتعلق بمباراة وإنما بتربص تحضيري استعدادا للمونديال، حيث يتزايد عددهم منذ وصول تشكيلة سعدان إلى سويسرا، وانتظارهم والترحيب بهم هناك، إذ أن الجو الرائع والمساندة الكبيرة التي اندهش منها الجميع زادت في جلب آخرين الذين شدوا الرحال من عدة دول أوروبية نحو سويسرا، من أجل التقرب من زملاء زياني، والتأكيد على دعمهم المطلق وتشجيعهم على التألق في العرس الكروي العالمي، وبالرغم من أن الأمن الجزائري الذي تنقل رفقة المنتخب الوطني حاصر جيدا فندق "الڤولف"، إلا أن ذلك لم يثن من عزيمة الجزائريين المقيمين في أوروبا، على التنقل إلى كرانس مونتانا للتقرب من اللاعبين وأخذ على الأقل صور معهم، إذ ومن أول يوم التحق فيه اللاعبون والأنصار يتوافدون، لكن أمس، العدد كان كبيرا مقارنة باليومين الأوليين، باعتباره يوم عطلة في سويسرا، وهو ما استغله الأنصار ليس المقيمين في سويسرا فقط وإنما حتى من فرنساوألمانيا، خاصة أن المسافة ليست بعيدة، والغريب أنهم يبقون ساعات طويلة أمام الفندق غير مبالين لا بالبرد ولا بالمطر، وتجدهم في كل مرة يحاولون التسلل إلى الفندق، لكنهم يصطدمون برفض قاطع، وهو دليل على المكانة التي يحتلها "محاربو الصحراء" في قلوب جماهيرهم خاصة وأنهم أدخلوا الفرحةإليهم وهي التي غابت منذ 24 سنة، وأحيت في نفوسهم أمل رؤية الجزائر تتألق في كأس العالم مع كبار اللعبة من جديد. الهروب من "كاستولي" و"كوفرتشيانو" لم يجد نفعا ومن جراء التوافد الكبير لأنصار المنتخب الوطني على تربص كرانس مونتانا، للإقتراب من نجوم الخضر أكثر ومتابعة التحضيرات عن كثب بالرغم من أن المكان اختير بدقة وإحكام، بغية إبعاد الأنصار عن المنتخب، إلا أن "الفاف" أدركت في آخر المطاف أنها لو قررت إجراء تربص الخضر في كوكب آخر لتنقل الأنصار، مما يعني أن الهروب من مركز كاستولي بفرنسا، وكوفرتشيانو بإيطاليا لم يجد نفعا أمام ولع أنصار الخضر بحب منتخب بلادهم وتمجيد نجومهم الذين بلغت شهرتهم الذروة، والأكيد أن الأيام المقبلة بحكم رصدنا الأجواء ستشهد تدفق أعداد هائلة أخرى من أنصار الخضر. الأوروبيون يجمعون على أن أنصار الخضر ظاهرة ولم تقتصر الدهشة على ما يفعله أنصار الخضر، على لاعبي المنتخب فقط، بل حتى الأوربيون اندهشوا لحب الجزائريين لمنتخب بلادهم بما فيهم السويسريين، الذين أجمعوا على أن الجزائريين وحدهم الكفيلين بقلب هدوء سويسرا إلى ضوضاء، وعموما انتشرت شهرة أنصار الخضر بسرعة البرق في القارة العجوز، إلى درجة أن كل من تجاذبنا معهم أطراف الحديث من أجانب، أجمعوا على أن أنصار المنتخب الجزائري ظاهرة وتكهنوا بمنافسة شديدة مع إنجلترا والهوليغانز في جنوب إفريقيا، مادام أن المنتخبين يلعبان في مجموعة واحدة. كل العرب وراء الخضر والشعبية تتزايد ولعل الملفت للإنتباه، أن من توافدوا على فندق الڤولف، بمرتفعات كرانس مونتانا السويسرية، ليسوا من جنسية جزائرية فقط، بل سجلنا حضور مغاربة وتوانسة ومهاجرين عرب من مختلف البلدان لم يشاءوا تفويت فرصة لقاء عناصر المنتخب الوطني أثناء تواجدهم بسويسرا، وهذا ما يجعلنا نجزم بأن شعبية الخضر في تزايد مستمر، وأنها فاقت كل التوقعات، كيف لا والأمر يتعلق بالممثل الوحيد للعرب في مونديال جنوب إفريقيا، والذي تعلق عليه آمالا كبيرة. أغلبية الأنصار تنقلوا من فرنسا بالمقابل، أغلب الأنصار المتواجدين بضواحي كرانس مونتانا، قدموا من فرنسا، مادام أن الحدود البرية مفتوحة والتكلفة ليست باهضة، ويرتقب أن يبلغ الحضور الجماهيري ذروته اليوم، باعتبار أن الأحد يوم عطلة، وكل الجالية الجزائرية في المهجر لا ترغب في تفويت فرصة تواجد الخضر بأوروبا دون الاقتراب منهم، وقد سجلنا حضور أيضا أنصارا من شمال أوروبا من فنلندا وحتى من هولندا والنمسا. عزل المنتخب مستحيل وسعدان مجبر على فتح الأبواب وأمام ازدياد شعبية الخضر التي بلغت الذروة، ليس بوسع المسؤولين على المنتخب بما في ذلك رئيس الإتحادية الجزائرية محمد روراوة والمدرب سعدان، سوى فتح الأبواب أمام الأنصار ولو لوقت وجيز، لأن هوس الأنصار بحب منتخب بلادهم من شأنه أن يدفعهم لاختراق كل الحواجز من أجل الإقتراب من اللاعبين، وبالتالي لا يستبعد أن يخصص سعدان بعض الحصص المفتوحة التي يسمح فيها بحضور الأنصار. أخذ صورة مع نجوم الخضر لا يقدر بثمن ومن بين الأمور التي لفتت انتباهنا خلال تواجدنا بكرانس مونتانا مع المنتخب الوطني، أن هناك أنصار يتوسلون لأخذ صور مع لاعبي الخضر أو للحصول على إمضاءاتهم، حتى أن بعض الإناث اللواتي لا يتمكن من بلوغ هدفهن المنشود بسبب الإزدحام تجدهن يبكين ويذرفن الدموع، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على مدى الشعبية الكبيرة التي بلغها لاعبو المنتخب الوطني، حيث قال رياض، الذي تنقل من جنوبفرنسا إلى كرانس مونتانا للإقتراب من عناصر الخضر: "صراحة أنا سعيد جدا بتواجدي قرب المنتخب الوطني، بالرغم من أنهم لم يسمحوا لنا بالدخول للفندق، ولكن عموما أخذ صورة مع زياني أو بوڤرة لا يقدر بثمن". الشيخ.. النجم الأول بدون منازع وبالرغم من أن المنتخب يعج بالنجوم الكبار الذين يلعبون في أقوى الأندية الأوروبية، إلا أن الناخب الوطني يعد الأكثر شعبية من لاعبيه، وهذا أمر قلما يحدث على مستوى المنتخبات، إلى درجة أن سعدان تعلم حيلا تمكنه عادة من التسلل في وسط الجماهير دون أن يحسّسهم بأنه يتهرب منهم، ثم إنه في كل مرة يطلب منه الأنصار السماح لهم بالاقتراب من اللاعبين يجيبهم بلباقة وبذكاء، ويؤكد لهم أن الأمور خارجة عن نطاقه، وهو الأمر الذي يجعله يحافظ دائما على شعبيته الواسعة النطاق. الجدد تفاجأوا ولم يفهموا شيئا وإذا كان اللاعبون القدامى في المنتخب الوطني قد اعتادوا على مثل هذه الأمور، ويعرفون جيدا حب الأنصار وتعلقهم الكبير بالمنتخب، فإن الجدد تفاجأوا، وأكدوا أنهم لم يكونوا يتوقعون مطلقا مثل هذه الأجواء المنقطعة النظير، على غرار ما أكده مبولحي وكارل مجاني، هذا الأخير قال إنه ندم على التحاقه المتأخر بالخضر، وأنه سيفعل كل ما في وسعه ليثبت جدارته وأحقيته بحمل الألوان الوطنية، ولكي يتواصل الحلم الجميل الذي يعيشه مع الخضر، في انتظار التحاق البقية الذين سيعيشون نفس الأجواء على غرار بودبوز ومصباح. في ألمانيا "الروبلة" والجالية الجزائرية تحضّر.. وبما أن الحضور الجماهيري كان قويا حتى في مرتفعات كرانس مونتانا الوعرة، فالأكيد أنه لا يمكن مطلقا تصور الأجواء في ألمانيا خلال الشطر الثاني من التربص، باعتبار أن هناك جالية جزائرية معتبرة تقيم بألمانيا، والأكيد أنهم لن يفوتوا على أنفسهم فرصة متابعة المحطة التحضيرية الأخيرة للمنتخب قبل أن يشد أشبال سعدان الرحال إلى بلاد مانديلا، لخوض غمار كأس العالم، ومهما كانت الإجراءات الأمنية التي ستتخذها "الفاف" لعزل الخضر، فالأكيد أنها لن تكون قادرة على إبعادهم عن فضول وشغف أنصار الخضر وحبهم الكبير الذي لا يقدر بثمن لمنتخب بلادهم.