كانت الخرجة الودية الأولى لكتيبة محاربي الصحراء، منذ بداية استعداداتهم تحسبا للعرس الكروي العالمي، سهرة أمس، أمام المنتخب الإيرلندي، فرصة مناسبة للناخب الوطني رابح سعدان، من أجل الوقوف عن قرب على نتائج العمل الذي تم إنجازه خلال التربص الذي أجرته التشكيلة الوطنية في مرتفعات كرانس مونتانا السويسرية، وذلك بتقييم مردود الخطوط الثلاثة للفريق، غير أن ما شد انتباه كل الجمهور الجزائري الذي تابع المواجهة باهتمام منقطع النظير، هو المردود الشاحب الذي ظهر به أصحاب الخط الأمامي الذي ظهر عقيما كالعادة. الاعتماد على مهاجميْن لم يشفع لتحريك الخط الأمامي وإذا كانت التشكيلة الوطنية لم تظهر ككل بمستواها المعروف وقدمت مباراة سيئة على طول الخط، باستثناء الظهير الأيسر لنادي ليتشي الإيطالي، جمال مصباح، الذي كان اكتشاف الجزائريين في هذه المواجهة، فإن التركيبة الهجومية للخضر، أعادت طرح العديد من الأسئلة، لأن الناخب الوطني اعتمد في بداية هذه المواجهة على مهاجميْن صريحين وفقا لخطة 4-4-2، في خطوة جريئة لمن يعرف جيدا المدرب الوطني والخطط التي اعتاد انتهاجها طيلة المرحلة التصفوية. فرصة واحدة من مدافع وبكرة ثابتة كالعادة ورغم أن سعدان دخل المواجهة بمهاجميْن صريحين وقرر الاعتماد على غزال وجبور معا منذ البداية من أجل تنشيط الآلة الهجومية لمحاربي الصحراء، إلا أن ذلك لم يشفع له من أجل إحراج الحارس الإيرلندي سوى في مناسبة واحدة، كان وراءها المدافع ڤديورة، الذي ارتطمت رأسيته بالعارضة الأفقية، والغريب أن الأمر كان كالعادة، عن طريق كرة ثابتة، وفي وقت عجز فيه كل المهاجمين الآخرين عن صنع الخطر، ما عدا لاعب الوسط زياني، الذي سدد كرة قوية صدها الحارس بعد مجهود فردي منه. غزال ظهر تائها وجبور لم يجد ضالته وبالعودة إلى المردود الفردي لأصحاب القاطرة الأمامية للخضر، نجد أن المهاجمين اللذين دخلا في التشكيلة الأساسية لم يؤديا الدور المطلوب منهما وهو التسجيل أو على الأقل خلق المساحات وإحراج الدفاع الإيرلندي، حيث ظهر لاعب سيينا، غزال، تائها وسط دفاع المنافس كعادته، ولم يتمكن ولو في مناسبة واحدة من التفوق في الصراعات الثنائية أو المرور أمام الجدار الإيرلندي، ونفس الشيء بالنسبة لمهاجم آيك أتينا رفيق جبور، الذي خيّب آمال الجماهير الجزائرية التي كانت تأمل منه مردودا أفضل، وأن يتمكن من إيجاد الوصفة المناسبة للقضاء على إشكالية غياب الفعالية أمام الشباك، وهو ما طرح العديد من التساؤلات كما أعاد طرح قضية القائمة النهائية التي اختارها سعدان. صايفي لم يعط الإضافة.. والهجوم يبقى نقطة الضعف ورغم أن الناخب الوطني، رابح سعدان، عمد إلى القيام بتغييرات عديدة أثناء اللقاء، من أجل إعطاء نفس جديد للتشكيلة ومنح الفرصة لكل اللاعبين من أجل تأكيد أحقيتهم بمكانتهم والكشف عن قدراتهم الحقيقية، إلا أن ذلك لم يعط ثماره، حيث لم يقدم البدلاء ما كان منتظرا منهم على صعيد الهجوم، على غرار رفيق صايفي، الذي لم يكن دخوله موفقا في الشوط الثاني، إذ لم يقدم أي إضافة للهجوم الجزائري، رغم بعض الكرات التي وصلته، خاصة وأنه لم يتمكن من التفوق على مدافعي المنافس الذين يمتازون بالبنية المورفولوجية الكبيرة، ليبقى الخط الأمامي للتشكيلة الوطنية حلقة الضعف الأساسية لكتيبة محاربي الصحراء، المقبلة على المشاركة في أكبر تظاهرة كروية عالمية.