بعث المدرب الوطني رابح سعدان برسالة واضحة إلى الجمهور الرياضي الجزائري, من مرتفعات كرانس مونتانا السويسرية, قائلا إنه يجب الاطمئنان على وضعية الخضر وأن كل شيء سيتضح بشأن التشكيلة بعد لقاء الإمارات الودي, كما وصف المرحلة الأولى من هذه المحطة الإعدادية بالناجحة جدا الأسبوع الأول كان ناجحا جدا على صعيد آخر أشار الشيخ سعدان إلى أن الأسبوع الأول من التربص الإعدادي الذي يجريه المنتخب الوطني بضاحية كرانس مونتانا بسويسرا، كان ناجحا إلى أبعد الحدود، و بلغ مستوى طموحات الطاقم الفني، لأن البرنامج المسطر تجسد بنسبة كبيرة جدا، في ظل توفر كل الإمكانيات اللازمة، لأن التركيز في الأيام السبعة الأولى كان على تأقلم اللاعبين مع الظروف المناخية الاستثائية وخاصة منها الارتفاع عن سطح البحر والذي يفوق 1500 متر، إضافة إلى إخضاع كل عنصر لفحوصات طبية دقيقة، مع الوقوف على الاستعداد البدني لكل لاعب. كان عليّ تقسيم اللاعبين إلى مجموعات أصر سعدان على التأكيد أن توزيع التعداد على مجموعات ساعد في تقدم استعدادات المنتخب تحسبا لمونديال جنوب إفريقيا، لا سيما بعد تدعيم الطاقم الطبي بترسانة من الأخصائيين التابعين لمصحة ”أسبيطار” القطرية، لأن هذا الطاقم سهل من مأمورية المدرب في متابعة الحالة الصحية لكل عنصر، وأصبح كل مصاب يخضع لبرنامج تحضير يراعي تطور حالته الصحية. لست قلقا من كثرة المصابين وفي رده على سؤال بخصوص مدى تأثير كثرة الإصابات على برنامج التحضيرات، أكد سعدان أن المتابعة الصحية لحالة كل لاعب تندرج في إطار البرنامج المسطر، لأن الطاقم الطبي قدم الضمانات الكافية لوضع أغلب المصابين تحت تصرف الطاقم الفني في أسرع وقت ممكن، ليجزم قائلا إن الأمور تسير على أحسن ما يرام في تربص سويسرا، وإن الأجواء السائدة وسط المجموعة تبعث على الكثير من الارتياح والتفاؤل. قبل تنقلنا إلى لقاهرة عانينا من نفس المشكل.. وتأهلنا وعاد سعدان إلى التذكير بما حدث للمنتخب في رحلته التصفوية حين كشف بأن 80 بالمئة من التشكيلة الأساسية كانت مصابة قبل موقعة القاهرة ولو صرح بذلك وقتها لتشاءم الجميع، لكنه عرف كيف يسيّر الأمور وكان النجاح حليفه بنيل تأشيرة المرور إلى نخبة الكبار أمام منتخب الفراعنة. عودة تدريجية للاعبين وبخصوص الحالة الصحية للمصابين، أوضح سعدان أن حليش وصايفي اندمجا رسميا مع المجموعة صبيحة الجمعة، وذلك بشروعهما في العمل الميداني بعد خضوعهما لفترة علاج دامت قرابة أسبوع، وكذلك الشأن بالنسبة لمدحي لحسن، في انتظار التحاق عنتر يحيى ومبولحي، وكذا حسان يبدة الذي شرع في الركض وفق برنامج خاص بداية من المرحلة الثانية من التربص. هؤلاء لن يشاركوا ضد إيرلندا أشار سعدان إلى أنه إضافة لمراد مغني الذي تبقى وضعيته رهن إشارة الطاقم الطبي رغم التحسن المستمر لحالته من يوم لآخر، فإن كل من مجيد بوڤرة، رياض بودبوز وكارل مجاني ليسوا معنيين بالمشاركة في المباراة الودية المقررة بعد أقل من أسبوع ضد المنتخب الإيرلندي، وذلك بسبب الإصابات الخفيفة التي يعاني منها كل من هؤلاء اللاعبين، حيث قرر الطاقم الطبي إخضاع هذا الثلاثي إلى مرحلة علاج وكذا إعادة تأهيل بدني تسمح للاعبين بالحفاظ على ”الفورمة”، كون مجاني وبودبوز بحاجة إلى راحة لمدة أسبوع، وبوڤرة عليه أن يبتعد عن التدريب بالكرة لفترة لا تقل عن 10 أيام. لن أتسرع في ضبط القائمة النهائية وفيما يخص القائمة الرسمية التي ستمثل الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا، أشار سعدان إلى أنه سيأخذ كل وقته قبل الإعلان عنها، كون آخر أجل حددته الفيفا هو يوم 31 ماي الجاري وعليه فهو يفضل دوما التريث والأهم هو أن قائمة ال23 لا بد أن تضم لاعبين جاهزين من جميع الجوانب للدفاع عن الألوان الوطنية في أكبر تظاهرة كروية عالمية. لا تهمني نتيجة مباراة إيرلندا وفيما يخص مقابلة إيرلندا فستكون حسب المسؤول الأول عن العارضة الفنية فرصة ستمكنه من ضبط كافة التدابير، وذلك بالتقييم الفردي لمردود ومستوى كل عنصر، وكذا تجريب بعض الخيارات التكتيكية، والوقوف على مدى نجاعتها خاصة في الجانبين الدفاعي والهجومي، وهو المغزى الأساسي من المواجهة الودية أمام إيرلندا، وأكد عدم اهتمامه بالنتيجة وعلى الجميع تفهم هذا الأمر. القدماء سهلوا اندماج الجدد أشار سعدان إلى أنه عقد جلسة عمل مطولة مع الوجوه السبعة الجديدة التي دعمت تعداد المنتخب لأول مرة، لتحضيرها من الناحية النفسية، رغم أنها لم تجد - على حد قوله - أيه صعوبة في الاندماج مع المجموعة بفضل حنكة الركائز الأساسية التي سهلت عليهم مهمة التأقلم والاندماج في المجموعة، وهم مشكورون على ذلك، وأضاف أن صغر سن الوافدين الجدد يعني أنهم مستقبل الخضر، وأي منهم تتاح له فرصة اللعب كأساسي عليه انتهاز الفرصة، وقال إن هذه العناصر برهنت أننا لم نخطئ عندما وجهنا لها الدعوة لخوض التربص الإعدادي الذي يسبق نهائيات كأس العالم، كونها أظهرت مهارات فنية عالية تبشر بمستقبل زاهر. حققنا الأهم بالتأهل والمهم مشاركة مشرفة اعتبر الناخب الوطني رابح سعدان أن الحديث عن الهدف من المشاركة الجزائرية في نهائيات كأس العالم المقبلة يعد سابقا لأوانه، وأوضح في هذا السياق أن العناصر الوطنية حققت الهدف المنشود بالتأهل إلى المونديال، لأن هذا الإنجاز لا يستهان به، بحكم أن تواجد الجزائر في موعد جنوب إفريقيا جعل ”الخضر” من بين أقوى المنتخبات على الصعيد العالمي، مشيرا في معرض حديثه عن هذا الجانب إلى أن سعي الطاقم الفني يتمثل في حث اللاعبين على بذل قصارى الجهود، وأداء مباريات تليق بسمعة الكرة الجزائرية، واللعب دون مركب نقص أمام عمالقة الكرة في العالم لتأدية مشوار مشرف. المهمة صعبة.. لكن ليست مستحيلة أكد الناخب الوطني أنه لن يفرض أي ضغط نفسي أو بسيكولوجي على اللاعبين، وأن الحديث عن قدرة الجزائر على المرور إلى الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا يبقى يغذي طموح الأنصار، لكن الواقع داخل المجموعة الوطنية يختلف - حسبه - كلية، لأن تعداد المنتخب لا يضم أي عنصر سبق له المشاركة في حدث كروي عالمي، فضلا عن كون الأمر يختلف بين ”الكان” و ”المونديال” والجميع على دراية بالصعوبة الكبيرة التي وجدها المنتخب الجزائري في اجتياز عقبة الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في جانفي الماضي بأنغولا، ليخلص إلى القول في هذا الشأن إن التحضيرات الجادة التي يقوم بها ”الخضر” تعد مؤشرا أوليا على قدرة المنتخب على بلوغ مستوى تطلعات ملايين المناصرين الجزائريين والعرب، لأن اللاعبين تحدوهم عزيمة كبيرة لرفع التحدي وتقديم أفضل ما لديهم في العرس الكروي العالمي. سنواجه منتخبات من العيار الثقيل ولم يتردد سعدان في التأكيد على أن المأمورية لن تكون سهلة أمام عملاق بحجم إنجلترا الذي يعتبر من أكبر المرشحين للتنافس على اللقب العالمي، والتصريح الأخير لمدربه فابيو كابيلو دليل على ذلك، وكذا منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي سرق الأضواء في كأس العالم للقارات، فضلا عن حضوره بصفة منتظمة في الدورات الست الأخيرة من المونديال، بالإضافة إلى منتخب سلوفينيا الذي تأهل على حساب منتخب روسيا. منتخبنا دخل الاحتراف بقوة من جهة أخرى، أكد سعدان أن الظروف السائدة وسط المنتخب الوطني تتماشى مع الاحترافية الكبيرة التي أصبحت تميز تسيير شؤون الكرة في بلادنا، لأن حنكة روراوة انعكست بصورة واضحة على صورة المنتخب، بتحديد مهام وصلاحيات كل طرف، الأمر الذي دفعه إلى الجزم بأنه لم يخضع لأي ضغوطات بشأن الخيارات التكتيكية والتعداد، وأنه صاحب القرار الأول والأخير، ما يعني بأن القائمة لم يكن لأي كان دخل فيها، وقد تم إشعار رئيس الفاف قبيل الإعلان الرسمي عنها، وكذلك الشأن بالنسبة للتعداد النهائي الذي سيكون محل جلسة عمل بين أعضاء الطاقم الفني في السهرة التي تعقب مقابلة الجمعة المقبل ضد إيرلندا. 10 أيام تكفي للتأقلم مع الارتفاع ونوه المدرب الوطني بالمجهودات المبذولة من قبل الاتحادية الجزائرية التي سخرت للخضر كل شيء، وكل الدولة التي عجلت بإدخال بطولتنا عالم الاحتراف، وأكد أن الأخصائيين أعلموه بأن التأقلم مع الارتفاع يتطلب 10 أيام وبما أن منتخبنا سيمكث 15 يوما في أعالي كرانس مونتانا فهذا دليل على أن ”كل شيء يسير بصورة ممتازة ويمكن لنا أن نفتخر باحترافية منتخبنا”. دراسة منافسينا متواصلة وبخصوص منافسي الجزائر في المونديال والشروع في أخذ نظرة شاملة عنهم، أوضح سعدان أن هذه المهمة أسندت لترسانة من التقنيين والخبراء المتواجدين مع المنتخب في سويسرا، لأن الفاف استعانت بخدماتهم، وقد تقرر إيفاد أعضاء من الطاقم الفني لمعاينة المباريات الودية التي ستجريها منتخبات إنجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا طيلة الفترة التي ستسبق المونديال، من أجل المعاينة عن قرب وحصر نقاط قوة وضعف منافسينا، هذا بالإضافة إلى معاينة بعض أشرطة الفيديو على هامش تربص كرانس مونتانا، حيث تكفل بهذا الجانب تقني أجنبي، والمساعد زهير جلول إلى جانب بقية أعضاء الطاقم الفني الوطني، وكذا أحد أعضاء المديرية الفنية الوطنية التابعة للفاف، على أن يتم تقديم تقرير مفصل عن كل منافس وتمكين المسؤول الأول على العارضة الفنية من أخذ صورة واضحة عن كل منافس.