شرع المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب رابح سعدان، خلال الساعات الأخيرة، في الأمور الجدية وفي تطبيق البرنامج التحضيري الذي سطره الطاقم الفني الوطني استعدادا لأكبر حدث كروي عالمي، المرتقب في جنوب إفريقيا بعد أقل من شهر، حيث تسير تدريبات محاربي الصحراء المتربصين حاليا في مرتفعات كرانس مونتانا السويسرية في أجواء رائعة جدا بعد التحاق جل عناصر التعداد بمقر التربص، وهو ما جعل سعدان يعطي إشارة انطلاقة العمل الجدي خاصة وأن الخضر لم يعد لديهم المزيد من الوقت ليضيعوه. الأمر الذي جعل المسؤول الأول عن العارضة الفنية رابح سعدان مطمئنا ومتفائلا خاصة وأن كل الترتيبات موجودة في مقر التربص حيث الهدوء والسكينة التي تساعد على التركيز والذي يوفر كل ما تحتاجه الطواقم الفنية والطبية والإدارية للمنتخب الوطني للقيام بعملها في أحسن وجه، وبعيدا عن الأضواء يجتهد المدرب رابح سعدان بمعية مساعديه والطاقم الطبي في وضع اللمسات الأخيرة على القائمة التي سيرسل بها إلى الفيفا يوم 30 ماي الجاري. وبالرغم من مرور حوالي أسبوع من بداية تربص المنتخب الوطني، ما تزال عدة أسماء خارج تدريبات الخضر، حيث لم ينضم كل من رفيق صايفي، مراد مغني، عنتر يحيى، مجيد بوڤرة، رفيق حليش، إلى الحصة التدريبية التي تجري بملعب القولف، وبقاء الأسماء الخمسة السابق ذكرها في الفندق وهذا لمواصلة العلاج عن إصابتهم المتفرقة التي يعانون منها، مكتفين بالركض، تقوية العضلات والاسترخاء في المسبح. بحيث أعد الطاقم الفني للمنتخب الوطني بقيادة المدرب رابح سعدان، برنامج تحضيري خاص بالنسبة للاعبين المصابين و الملتحقين مؤخرا بتربص الخضر بكرانس مونتانا السويسرية، يسيرون عليه وفق معايير وترتيبات معينة من خلال هذا التربص الذي سيحكم عليهم في إمكانية دخولهم وسط المجموعة خلال الأيام القليلة القادمة أم لا، وهذا جراء الإصابة التي لا زالت تلازمه، وعمد سعدان على تخصيص مثل هذا البرنامج حتى يستطيع اللاعبين العودة للمنافسة، والجاهزية في أقرب وقت ممكن للتأقلم والدخول مع المجموعة والتدرب بصفة جيدة. اللاعبون واعون بما ينتظرهم وحتى مع كل هذه العراقيل يظهر على زملاء معشوق الجماهير الأسكتلندية مجيد بوڤرة، أنهم في أفضل أحوالهم المعنوية رغم الموسم الاستثنائي والشاق الذي قضوه مع أنديتهم، سواء بسبب لعنة الإصابات وفقدانهم لمكانتهم الأساسية، أو بسبب سوء النتائج وسقوط أنديتهم إلى القسم الأدنى، غير أن ذلك لم يكن ليؤثر على رفقاء الوافد الجديد الحارس مبولحي رايس وهاب، الذين التحقوا بتربص سويسرا بمعنويات جد مرتفعة، مؤكدين أنهم واعون بما ينتظرهم ولا يفكرون في الفترة الحالية سوى في كيفية ضمان أفضل تحضير من أجل تحقيق مشاركة مشرفة في كأس العالم وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، خاصة أن معظمهم اشتاق لأجواء الاحتفالات ويريد تكرار سيناريو التصفيات بإخراج ملايين الجزائريين للشوارع وتأكيد أن الجزائر تملك منتخب المواعيد الكبرى. ويرغب الشيخ في هذه الظروف استعادة لاعبيه في أقرب الآجال لتنطلق المرحلة الثانية التي ستكون أكثر قوة، خاصة في الجانب البدني الذي يولي له الناخب الوطني أهمية بالغة سيما مع التأخر الكبير الذي يعرفه أغلب اللاعبين. حتى الجدد تأقلموا بسرعة ومثلما كان متوقعا، لم تجد العناصر الجديدة الذين وجه لهم الناخب الوطني الدعوة لأول مرة للالتحاق بالخضر، صعوبة في التأقلم على غرار مبولحي، بلعيد، مصباح، ڤديورة وكارل مجاني، والمتتبع للتدريبات لا يكاد يعرف أنهم يشاركون لأول مرة في تربص مع المنتخب، باعتبار أنه لا وجود مطلقا لسياسة التكتلات، والناخب الوطني رابح سعدان وأعضاء طاقمه الفني يعاملون الجميع بالتساوي وهو ما سهّل عملية الاندماج. حرب المناصب تشتعل والكل يريد تأكيد مكانته وقد ظهر جليا من خلال الحصص التدريبية الأولى التي أجرتها التشكيلة الوطنية بسويسرا، أن كل العناصر قد دخلت في صلب الموضوع دون مقدمات، كيف لا والأمر يتعلق هذه المرة بتربص تحضيري لكأس العالم، التي يحلم كل لاعب بالمشاركة فيها، وهو ما عكسته الطريقة التي تدرب بها رفقاء الوافد الجديد كارل مجاني، الذين ظهرت عليهم ملامح الجدية وأكدوا أنهم جاءوا إلى كرانس مونتانا من أجل إقناع الطاقم الفني بإمكاناتهم وأحقيتهم بتمثيل بلد المليون ونصف المليون شهيد خلال هذه التظاهرة العالمية، خاصة وأن الجميع يدرك بأن هذا التربص هو أهم محطة تحضيرية لهم والسبيل الوحيد من أجل كسب ثقة الناخب الوطني رابح سعدان، الذي سبق له التأكيد أنه سيحدد معالم القائمة النهائية في نهاية التربص ويعلن عن اسمي اللاعبين اللذين سينسحبان من السباق، في خطوة الهدف منها دفع اللاعبين إلى بذل كل ما في وسعهم وتحسين لياقتهم، وهو ما كان له الأثر الإيجابي لدى رفقاء عنتر يحيى بدليل اشتعال حرب المناصب مبكرا. مباريات تطبيقية في نهاية كل الحصص وما يؤكد أن عناصر النخبة الوطنية قد شعرت فعلا في العمل الجدي في تحضيراتهم للمونديال القادم، هو البرنامج الذي سطره الناخب الوطني رابح سعدان، فبغض النظر عن التدريبات الشاقة التي يخضع لها أشباله منذ بداية تربص سويسرا، فإنه عمد في نهاية كل حصة تدريبية إلى برمجة مباريات تطبيقية فيما بين اللاعبين، من خلال تقسيم التعداد المتوفر إلى مجموعتين مختلفتين ومتكافئتين قصد إعطاء التدريبات حيوية أكبر والسماح لعناصره باستعادة معالمهم ولمس الكرة لأكبر فترة ممكنة، باعتبار أن جل عناصر التعداد تفتقد للمنافسة بعد التهميش الذي عانوا منه في أندتيهم. الطاقم الطبي يطمئن بخصوص الإصابات حتى فيما يخص الحالة الصحية لعناصر الخضر والتي أصبحت الشغل الشاغل لكل الشارع الرياضي الجزائري وللناخب الوطني رابح سعدان، فيبدو أن الأمور قد تحسنت كثيرا وتسير نحو القضاء نهائيا على هذه الإشكالية التي أرهقت كاهل سعدان، بدليل ما أكده أعضاء الطاقم الطبي للخضر، الذي جاءت كل توقعاتهم وتصريحاتهم في خانة التفاؤل بشفاء كل اللاعبين في أقرب وقت ممكن، وهو الأمر الذي من شأنه أن يريح عشاق كتيبة المحاربين، ويزيل مخاوفهم من احتمال غياب ركائز التشكيلة عن هذا الحدث الكروي العالمي الهام. وحسب أغلب المختصين، فإنه بإمكان الطاقم الفني النجاح في إعادة اللاعبين إلى مستواهم، فيما يخص المصابين والذي كانوا في الاحتياط ضمن أنديتهم على غرار مغني وزياني وحليش.. مما يعني أن مدة شهر كافية للقيام بالعمل المسطر من طرف سعدان ومساعديه لبلوغ المستوى المنتظر سواء بالنسبة لتربص كرانس مونتانا أونور مبارغ (ألمانيا) خلال الأسبوع الأول من جوان. فحوصات طبية يومية لجل اللاعبين ولهذا الصدد برمج الطاقم الفني الوطني بالتنسيق مع الطاقم الطبي حصص فحص يومي لكل اللاعبين، حيث يتم الوقوف على الإصابات الخفيفة التي يتلقاها اللاعبون مع وزن كل لاعب ومدى العمل المنجز والمحقق مع كل عنصر من النخبة الوطنية. للتذكير، فإن المنتخب تلقى دعما نوعيا في ما يخص الطاقم الطبي، حيث تم الاستنجاد بدكاترة ومدلكين من طراز رفيع سبق لهم العمل على أعلى مستوى. يعني هذا أن كل الأمور تبعث على الارتياح داخل أسرة الخضر، فالتشكيلة اكتملت والوافدون الجدد تأقلموا بسرعة مع رفقاء زياني وحتى المصابين استرجعوا لياقتهم البدنية، فلم يبق سوى العمل والمثابرة أكثر في هذا التربص لتمثيل الكرة الجزائرية أحسن تمثيل خاصة في مثل هذه الظروف الملائمة.