أحس مهاجم الخضر، عبد القادر غزال، بمسؤولية الهزيمة التي تلقاها رفقة المنتخب الوطني أمام سلوفينيا أول أمس، في أول لقاء في مونديال جنوب إفريقيا، وكشفت مصادر مطلعة، أن غزال، لم يتمالك نفسه وانعزل بمفرده وبكى بحرقة، حيث التزم الصمت طيلة الرحلة من بولوكواين إلى دوربان، ورفض حتى التحدث مع زملائه من شدة تأثره بالرغم من أنهم حاولوا الرفع من معنوياته من خلال التأكيد بأن الهزيمة يتحملها الجميع وبدون استثناء، وأجهش غزال بالبكاء أمام أنظار كل زملائه بعد أن اعتذر منهم، سيما أنه مهدد حتى بعدم المشاركة في المباراة الثالثة والأخيرة أمام أمريكا بعد استنفاذه للعقوبة، خصوصا أن سعدان وصلته أصداء من الجزائر، تقول بأن الجمهور جد غاضب من غزال ويحمّله القسط الأكبر من مسؤولية الهزيمة. أما الحارس فوزي شاوشي، فقد بقي تحت الصدمة رغم محاولة الجميع الرفع من معنويات اللاعبين حتى يتسنى لهم مواصلة المشوار في أحسن الظروف والأحوال، إلا أن التأثر بدى واضحا على ملامح اللاعبين الذين أدركوا أنهم ضيّعوا فوزا سيندمون عليه كثيرا، سيما أن المنافس كان في المتناول، وتأكد شاوشي أنه ارتكب خطأ لا يغتفر إلى درجة أنه لم يصدق نفسه أنه ارتكبه، فكان وقع الصدمة كبيرا على الحارس السطايفي، والأكيد أن هذا سيؤثر عليه سلبا في المباراتين المتبقيتين، خصوصا أن المدرب سعدان، أكد أنه سيواصل وضع ثقته فيه في اللقاءين القادمين أمام إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية على التوالي، ورفض تحميله مسؤولية الهزيمة بمفرده. شاوشي تلقى اتصالا من الجزائر .. وكلمات والدته أعادت له الروح وكان حارس الخضر فوزي شاوشي قد تلقى اتصالا من الجزائر، حسب ما كشفته مصادر مقربة من محيط المنتخب الوطني، حيث أنه ارتاح قليلا إثر سماعه لكلمات والدته، التي شعرت أن ابنها لا يوجد في أحسن أحواله وعليها التدخل لتخفيف عنه الصدمة ومحاولة الوقوف إلى جانبه لإعادة تحفيزه لإثبات قوته في مثل هذه الأوقات الحرجة، وتلقى شاوشي عقب نهاية المباراة العديد من المكالمات الهاتفية من مقربيه الذين حاولوا الرفع من معنوياته، على غرار أحد أصدقائه الذي يعد أقرب المقربين إليه، ولم يتردد شاوشي، حسب نفس المصادر، في سؤال صديقه عن الأجواء في الجزائر وماذا قال الجمهور على الطريقة التي تلقى على إثرها الهدف، وكانت والدة شاوشي قد حاولت الرفع من معنوياته إدراكا منها أنه جد متأثر من جراء الطريقة التي تلقى بها الهدف. جدير بالذكر أن رحلة العودة من بولوكواين إلى دوربان، كانت طويلة جدا بالنسبة لعناصر المنتخب الوطني، الذين خابت كل آمالهم في إحراز فوز على الأقل في هذا المونديال، سيما وأنه على الورق سلوفينيا هي المنتخب الوحيد الذي كان بإمكانهم الفوز عليه مقارنة بإنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية، هذان الأخيران يعدان خصمين صعبي المنال، حيث يحتاج أشبال سعدان إلى مفاجأة أو معجزة للفوز عليهما. اللاعبون صدموا بعد معاودتهم مشاهدة المباراة.. وسعدان أراد تصحيح الأخطاء وصل أفراد وعناصر المنتخب الوطني إلى مقر إقامتهم بدوربان وبالضبط بسان لامير، في ساعة متأخرة وهم منهكين جراء السفر والمواجهة التي خاضوها، سيما وأنهم تكبدوا هزيمة جاءت عكس تطلعاتهم تماما، وبعد تناول اللاعبين لوجبة الغداء أعاد التلفزيون المحلي الجنوب إفريقي بث مباراة الخضر مع سلوفينيا، وكانت الفرصة مواتية لعناصر المنتخب الوطني لمشاهدتها، حيث أدركوا حقا أنهم ضيّعوا فوزا ثمينا كان في متناولهم وسيندمون عليه كثيرا مستقبلا، باعتبار أن فرصا كهذه لا تتاح إلا نادرا في المونديال، وكان أكبر المتأثرين من هزيمة أول أمس، الحارس شاوشي، الذي ارتكب خطأ فادحا في لقطة الهدف، بالإضافة إلى المهاجم غزال، الذي تعكر مزاجه وتحولت حيويته إلى سكون، حيث بكى بحرقة وحمّل نفسه المسؤولية وقام بالاعتذار من زملائه، كما بلغت مسامع غزال، أنه مغضوب عليه من الجمهور الجزائري جراء طرده بالبطاقة الحمراء، فازداد حدة التأثر على غزال، وأحس بالذنب اتجاه كل الجزائريين. سعدان تفادى المحاسبة مؤقتا .. واللاعبون تضامنوا فيما بينهم تفادى الناخب الوطني رابح سعدان، محاسبة لاعبيه مؤقتا، حيث يريد إعطاءهم فرصة أخرى في بقية المشوار، كما حاول الرفع من معنوياتهم إدراكا منه بأن المهمة لم تنته بعد، وأنه من الضروري الحفاظ على معنوياتهم مرتفعة لإكمال المشوار في ظروف جيدة، ولكن الأكيد أن هذا لا يعني مطلقا أنه سيمر مرور الكرام على هذه الهزيمة التي جاءت مخالفة لكل التوقعات، بل الأكيد أن المحاسبة ستكون بعد نهاية المنافسة، ومما لا شك فيه أن عددا كبيرا من اللاعبين وخصوصا منهم الذين تقدموا في السن سيغادرون المنتخب الوطني بعد أن أصبحوا عاجزين على منح الدفع الإضافي اللازم للخضر، على غرار صايفي ومتوسط الميدان منصوري، وبالمقابل تضامن اللاعبون فيما بينهم وخفّف بعضهم على بعض من وقع الهزيمة القاسية، حيث بعد وصول الخضر إلى مقر إقامتهم بسان لامير، أجمعوا على ضرورة نسيان الهزيمة أمام المنتخب السلوفيني التي جاءت مخالفة لكل التوقعات، وضرورة التركيز على ما تبقى من مشوار، سيما وأن حظوظ التأهل إلى الدور الثاني مازالت قائمة وبإمكانهم إحداث المفاجأة، وهم مستعدون للتضحية بكل ما لديهم أمام إنجلترا، رغم صعوبة المهمة ما دام الخصم قد رشحه البعض للتربع على العرش العالمي.