وصل عناصر المنتخب الوطني إلى مقر إقامتهم بدوربان وبالضبط بسان لامير في ساعة متأخرة وهم منهكين جراء السفر والمواجهة التي خاضوها، سيما وأنهم تكبدوا هزيمة جاءت عكس تطلعاتهم تماما، وبعد تناول اللاعبين لوجبة الغذاء أعاد التلفزيون المحلي الجنوب افريقي بث مباراة الخضر مع سلوفينيا وكانت الفرصة مواتية لعناصر المنتخب الوطني لمشاهدتها، حيث أدركوا حقا أنهم ضيعوا فوزا ثمينا كان في متناولهم سيندمون عليه كثيرا مستقبلا باعتبار أن فرصا كهذه لا تتاح إلا نادرا في المونديال، وكان أكبر المتأثرين من هزيمة أول أمس الحارس شاوشي الذي ارتكب خطأ فادحا في لقطة الهدف بالاضافة الى غزال الذي تعكر مزاجه وتحولت حيويته الى سكون حيث بكى بحرقة وحمل نفسه المسؤولية بعد أن اعتذر من زملائه، كما بلغت أصداء الى مسامع غزال أنه مغضوب عليه من الجمهور الجزائري من جراء طرده بالبطاقة الحمراء فازدادت حدة الضغط المفروض عليه وأحس بالذنب اتجاه كل الجزائريين شأنه شأن زميله شاوشي الذي لم يكن محظوظا على الإطلاق. شاوشي لم يصدق أنه تلقى هدفا بتلك الطريقة وبالرغم من محاولة الطاقم الفني الرفع من معنويات اللاعبين حتى يتسن لهم مواصلة المشوار في أحسن الظروف والأحوال، إلا أن ملامح التأثر بدت واضحة على ملامح اللاعبين الذي أدركوا أنهم ضيعوا فوزا سيندمون عليه كثيرا، سيما وأن المنافس كان في المتناول، وأثناء معاودة شاوشي لرؤية المباراة تأكد أنه ارتكب خطأ لا يغتفر إلى درجة أنه لم يصدق أنه ارتكب خطأ مثل هذا فكان وقع الصدمة كبيرا عليه، والاكيد أن هذا سيؤثر عليه سلبا في المبارتين المتبقيتين، خصوصا وأن المدرب سعدان أكد أنه سيواصل وضع ثقته فيه في المباراتين المتبقيتين ورفض تحميله مسؤولية الهزيمة بمفرده. والدته اتصلت به ورفعت معنوياته كشفت مصادرنا أن شاوشي تلقى عدة اتصالات عقب نهاية المباراة من مقربيه الذين حاولوا الرفع من معنوياته على غرار أحد أصدقائه الذي يعد أقرب المقربين منه، ولم يتردد شاوشي حسب نفس المصادر في سؤال صديقه عن الأجواء في الجزائر وماذا قال الجمهور عن الطريقة التي تلقى على اثرها الهدف، كما أن والدة شاوشي اتصلت به وحاولت بدورها الرفع من معنوياته، إدراكا منها أنه جد متأثر من الطريقة التي تلقي بها الهدف. جدير بالذكر أن رحلة العودة من بولوكواني الى دوربان كانت طويلة جدا بالنسبة لعناصر المنتخب الوطني الذين خابت كل أمالهم في إحراز فوز على الأقل في هذا المونديال سيما وأنه على الورق سلوفينيا هو الفريق الوحيد الذي كان بإمكانهم الفوز عليه مقارنة بانجلترا والولايات المتحدةالامريكية اللذين يعدان خصمين صعبي المنال، حيث يحتاج أشبال سعدان الى مفاجأة أو معجزة للفوز عليهما. غزال لم يتمالك نفسه.. انعزل بمفرده وبكى بحرقة وكشفت مصادرنا أن المهاجم عبد القادر غزال التزم الصمت طيلة الرحلة من بولوكواني الى دوربان، ورفض حتى التحدث مع زملائه من شدة تأثره بالرغم من أنهم حاولوا الرفع من معنوياته من خلال التأكيد أن الهزيمة يتحملها الجميع وبدون استثناء، وقد أجهش غزال بالبكاء أمام أنظار كل زملائه بعد أن اعتذر منهم سيما وأنه مهدد حتى بعدم المشاركة في المباراة الثالثة والأخيرة أمام أمريكا بعد استنفاذه للعقوبة، خصوصا وأن سعدان وصلته أصداء من الجزائر أن الجمهور جد غاضب من غزال ويحمله القسط الأكبر من مسؤولية الهزيمة. اللاعبون تضامنوا فيما بينهم وبعد وصول ''الخضر'' الى مقر اقامتهم بسان لومير أجمعوا على ضرورة نسيان الهزيمة أمام المنتخب السلوفيني التي جاءت مخالفة لكل التوقعات وضرورة التركيز على ما تبقى من المشوار سيما وأن حظوظ التأهل الى الدور الثاني مازالت قائمة والخضر بإمكانهم إحداث المفاجأة بالفوز على الانجليز في المواجهة المقبلة، بالرغم من أن المهمة صعبة للغاية أمام منافس لن يرضى سوي بالفوز سيما وأنه يطمح للتتويج باللقب ويعد من أقوى المرشحين على الورق. سعدان يؤجل المحاسبة إلى ما بعد المنافسة من جهته لم يعاتب الناخب الوطني رابح سعدان لاعبيه على الهزيمة وحاول الرفع من معنوياتهم إدراكا منه أن المهمة لن تنتهي وأنه من الضروري الحفاظ على معنوياتهم مرتفعة لإكمال المشوار في ظروف جيدة، ولكن الأكيد أن هذا لا يعني مطلقا أنه سيمر مرور الكرام على هذه الهزيمة التي جاءت مخالفة لكل التوقعات بل الأكيد أن المحاسبة ستكون بعد نهاية المنافسة، ومما لا شك فيه في هذا السياق أن عددا كبيرا من اللاعبين وخصوصا منهم الذين تقدموا في السن سيغادرون المنتخب بعد أن أصبحوا عاجزين على منح الدفع الإضافي اللازم للمنتخب على غرار صايفي والقائد منصوري.