لم يتردّد المدرب الوطني رابح سعدان مباشرة بعد نهاية المباراة في التأكيد أن المستوى العالي لا يسمح بارتكاب أخطاء، خاصة في اللقاءات الهامة مثل التي لعبها أشباله أمس سعدان ظهر راضيا على ما قدّمه رفقاء عنتر يحيى، ولم يخف ذلك. ليؤكد أن حظوظ المنتخب الجزائري تضاءلت بعد هذه الهزيمة، لكنه لا يفقد الأمل في إحداث المفاجأة أمام إنجلترا لأن كل شيء ممكن في كرة القدم. “المباراة كانت صعبة وأشكر اللاعبين على أدائهم رغم الهزيمة” حديث سعدان بدأ بتقييمه للمواجهة، حيث قال: “اعتقد أنني لم أخطئ في كلامي عندما قلت إن المباراة ستكون صعبة جدا وهو ما تبيّن فعلا فوق أرضية الميدان، أين وجد الفريقان صعوبة كبيرة خلال اللقاء في فرض سيطرتهم على المنافس. أنا جد راض على أداء فريقي، كما قمت بشكر اللاعبين على ما قدّموه في هذه المواجهة لأنهم أعطوا كلّ ما عندهم وطبقوا التعليمات لكن النتيجة لم تكن في صالحنا. واعتقد أن الهدف الذي سجل علينا كان في وقت حرج جدا، إضافة لكون الطرد الذي تعرض له غزال أثر علينا. لكني على العموم ليس لديّ ما أطلبه من اللاعبين أكثر من الذي قدّموه“. “نوعية الكرة وأرضية الميدان أعاقتنا كثيرا، لكنني لست بصدد تبرير الهزيمة“ المدرب الوطني واصل حديثه عن المباراة وأسباب الهزيمة التي تلقاها “الخضر“، ليقول: “الجميع ربما كان اشتكى من نوعية الكرة التي نلعب بها في هذا “المونديال“، حيث لا يتمكن أي لاعب من التحكم في هذه الكرة بما في ذلك الحراس الذين اشتكوا كثيرا من ما يعانوه مع هذه الكرة الجديدة، وحتى أرضية الميدان التي كانت نصف طبيعية ونصف إصطناعية، أي ممزوجة، لم تساعد اللاعبين من كلا الفريقين على التمريرات المحكمة، وهذا الكلام لا أقوله لأجل تبرير الهزيمة، لكننا اليوم فعلا عانينا كثيرا من هذا الجانب“. “اللاعبون لم يطبّقوا تعليماتي فيما يخصّ القذف... وسلوفينيا استفادت من ذلك” وعمّا قدّمه من تعليمات للاعبيه بعد أن درس المنتخب السلوفيني، قال سعدان: “رغم أن اللاعبين قدّموا ما عليهم في هذه المواجهة إلا أنهم لم ينفذوا تعليماتي فيما يخصّ القذف من بعيد، خاصة في ظل ما تحدثت عليه فيما يخصّ الكرة ونوعيتها، لكن المنافس استغل هذا الأمر وقامت عناصره بالقذف في كل مرة، ليأتي الهدف عبر إحدى هذه القذفات التي خادعت الحارس“. “الآن يجب الإسترجاع والتفكير في مواجهة إنجلترا” وفي حديثه عن ما جرى في المباراة، كشف المدرب الوطني أن الأهم الآن هو التفكير في اللقاء القادم، حيث قال: “أظن أن اللقاء الآن انتهى وعلينا أن نسترجع قوانا لأن الذي ينتظرنا هام جدا، حيث سنواجه منتخب إنجلترا الأقوى في هذه المجموعة، وأنا متأكد أن اللقاء سيكون هاما بالنسبة لنا ويجب ألا نضيّعه رغم أن مهمتنا أصعب مما كانت عليه اليوم أمام سلوفينيا، ويجب أن نركز من الآن على هذا اللقاء“. “لو تعادلنا لكان الأمر جيّدا، لكن الهزيمة تعقّد مهمّتنا كثيرا“ وفي السياق نفسه، أضاف سعدان أن المنتخب الجزائري ستصعب مهمته كثيرا للتأهل للدور المقبل، خاصة أن “الخضر“ سيواجهون في المباراة القادمة أقوى منتخبات المجموعة. وتابع: “لو حققنا التعادل لكان الأمر جيدا بالنسبة لنا قبل المواجهة القادمة، لكن بعد هذه الهزيمة أظن أن التأهل سيكون صعبا للغاية خاصة أن منافسنا القادم ليس سهلا وتعادل في اللقاء الأول. لذا لا يجب الآن أن نقوم بحسابات كثيرة ونلعب كل ما عندنا في المواجهة الثانية وفقط“. “شاهدت مواجهة إنجلترا وأمريكا ولاحظت أن الأمور صعبة جدّا علينا” وعمّا ينتظر المنتخب الجزائري أمام المنافسين القادمين وهل قام سعدان بمعاينة المنتخبين في المواجهة التي جمعتهما، قال سعدان: “لقد شاهدت المباراة بين إنجلترا وأمريكا.. وصدقني أن اللقاء كان مستواه رفيعا جدا، وهو ما يؤكد أن مهمّتنا أمام هذين الفريقين صعبة للغاية، وهذا في كل المجالات، لأن الاستعدادات التي شاهدتها أظهرت أن إنجلترا وأمريكا هما الأقوى في هذه المجموعة، لكن ذلك لا يعني أننا لن نقدّم مردودا طيبا في ما تبقى من المشوار“. “مشكلتنا تبقى في الهجوم وظهرت حقيقة المستوى العالمي” رابح سعدان الذي واجه العديد من الأسئلة التي تخصّ نقص الفعالية في الهجوم، قال عن هذا العقم: “منذ مدة ونحن نتحدث عن مشكلة الهجوم، وبعد أن تمكنا من جلب بعض اللاعبين الجدد من ذوي المستوى العالي مثل يبدة، مغني ولحسن لم نتمكن من القيام باستقدامات تخصّ الهجوم بلاعبين كثيرين لهم مستوى عال جدا. لذا يبقى هذا المشكل دائما يعاني منه المنتخب، وأظن أنه في مثل هذه المباريات يتبيّن المستوى العالمي الذي يستوجب علينا أن نصله، فالأمور ليست سهلة وهذا الفريق يجب أن نترك له الوقت ليصل لما نريده“. “نحن نتعلّم ومازلنا بعيدين عن المستوى العالي” وعندما طلب منه بعض الصحفيين ما ينتظره من مواجهة إنجلترا الجمعة المقبل، صرّح رابح سعدان قائلا: “أظن أننا مازلنا نتعلم ويجب ألا نخجل من قول هذا الكلام، خاصة أننا نحضّر فريقا شابا للمستقبل ومجرّد الاحتكاك بمنتخبات عالمية مثل إنجلترا وأمريكا يسمح لنا بتعلم أشياء كثيرة وهامة جدا، لأن الإكثار من مثل هذه المباريات يجعلنا أقوى في المستقبل ونقترب قليلا من المستوى العالمي لأننا بعيدون عنه حاليا“. “حتى حارس إنجلترا ارتكب خطأ فادحا.. ولا يجب أن نلوم شاوشي” وعن ما حدث في المباراة وتسبّب الحارس شاوشي في الهدف الذي تلقاه “الخضر“، قال سعدان: “علينا ألا نلقي اللوم على شاوشي لأن كرة القدم أخطاء قبل كلّ شيء، وإلا لما تمكن أيّ فريق من التسجيل. أظن أن الذي حدث علينا أن لا نضخمه بدليل أن حارس المنتخب الإنجليزي هو الآخر ارتكب خطأ فادحا، ولا يعني ذلك أن هذا الحارس ليس جيدا فشاوشي قدّم مباراة في المستوى وتصدّى للعديد من الفرص للمنافس، لكنه ارتكب خطأ وربما أن أرضية الميدان ونوعية الكرة أيضا ساهما في تلقي هذا الهدف، لذا يجب أن لا نلومه أكثر من اللازم“. “شاوشي طلب السماح من زملائه وغزال لم يكن جاهزا نفسيا” وتابع سعدان حديثه بخصوص شاوشي قائلا إن اللاعب طلب المعذرة من زملائه بعد اللقاء، كما لام رابح سعدان المهاجم غزال الذي لم يكن من جاهزا الناحية النفسية، حيث قال: “فيما يخصّ غزال أنا متأكد أنه لم يدخل المباراة ولم يكن جاهزا من الناحية النفسية وهو ما جعله يتلقى إنذارين في وقت قصير.. على كل سأتركه يراجع نفسه، لكنني لا أستطيع توبيخه لأن هذه الأمور تحدث في كرة القدم، وحتى شاوشي بعد المباراة طلب السماح من زملائه الذين لم يحمّلوه مسؤولية الهزيمة، بالعكس شجعوه وطلبوا منه نسيان ما حدث“. “لن أغيّر التشكيلة أمام إنجلترا، وشاوشي سيبقى الرقم 1 إلا ّإذا رفض اللعب” وعن التغييرات المرتقبة تحسبا لمواجهة إنجلترا المقرّرة الجمعة القادم، قال سعدان: “قلت لكم إنني راض على ما قدّمه اللاعبون ولن أغيّر التعداد إلا إذا حدثت هناك إصابات - لا قدر اللّه- أما ماعدا ذلك فسوف لن أغيّر إلا الجانب التكتيكي، لأن إنجلترا لا تلعب بنفس أسلوب سلوفينيا، وحتى في حراسة المرمى سوف لن نغيّر أي شيء، فشاوشي هو أحسن حارس في الجزائر حاليا ولن نغيّره في المباراة القادمة وهذا طبيعي، لأن مدربا مثل كابيلو لا أظن أنه سيغيّر الحارس لأنه ارتكب خطأ واحدا، فهذا غير معقول“. “إنجلترا أبهرتني رغم تعادلها وليس لنا ما نخسره في هذه المباراة” وفي سؤال يتعلق بالحلول التي يراها المدرب الوطني ممكنة لمحاولة إحداث المفاجأة أمام المنتخب الإنجليزي، قال سعدان: “أظن أننا منتخب صغير مقارنة بالمنتخب الإنجليزي، ونحن لا نخسر شيئا أمام هذا المنتخب، لذا سنعمل على إعطاء كل ما عندنا أمام هذا العملاق الذي تبقى حظوظه أكبر، لكننا سنحاول اللعب دون عقدة لأن كل شيء ممكن في كرة القدم. ورغم أن المنتخب الإنجليزي أبهرني، إلا أننا سنكون في الموعد واللاعبون ستكون لهم فرصة العمر للبروز أمام هذا المنتخب القوي“. “سلوفينيا لم تلعب أمامنا بمستواها الحقيقي ويمكنها إحداث المفاجأة والتأهل“ وعن حظوظ المنتخب السلوفيني في التأهل للدور المقبل خاصة بعد أن حصد النقاط الثلاث في الجولة الأولى، صرّح سعدان قائلا: “أظن أن المنتخب السلوفيني لم يلعب أمامنا بالمستوى الذي يملكه عادة، لذا من المنتظر أن نشاهده بمستوى أفضل ويملك كل الحظوظ للتألق وتحقيق المفاجأة بالتأهل للدور الثاني، خاصة أن المباراة الأخيرة ستكون مصيرية بين سلوفينيا وأمريكا، وبعد أن أصبح المنتخب السلوفيني في المرتبة الأولى كلّ شيء ممكن“. سعدان يُحمّل كرة “جابولاني“ مسؤولية الهزيمة أمام سلوفينيا حمّل المدرب الوطني رابح سعدان “جابولاني“، وهي الكرة المستخدمة في مباريات كأس العالم، مسؤولية الهزيمة أمام المنتخب السلوفينى بهدف نظيف، مؤكدا أن هذه الكرة تخدع حراس المرمى، وهو ما حدث مع شاوشي حارس الجزائر، والأمر نفسه حدث أول أمس السبت مع روبرت ڤرين حارس مرمى إنجلترا، رافضا تحميل حارس مرماه مسؤولية الهزيمة. وقال سعدان في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء: “اللاعبون أدوا ما عليهم خلال مباراة اليوم، ولكن التوفيق غاب عنهم”. وأضاف: “سأعمل خلال اليومين المقبلين على إخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة استعدادا للمباراة القادمة أمام إنجلترا هذا الجمعة“. ----------------------- شاوشي كان مُحبطا وطلب السماح من زملائه كان الحارس شاوشي أوّل اللاعبين الجزائريين الذين خرجوا من غرف تغيير الملابس، وكان مرفوقا بعونين للحراسة من الشرطة الجزائرية، حيث بدا في قمّة الإحباط ومرّ بسرعة من المنطقة المختلطة الخاصة بالحوارات الصحفية، رافضا التحدّث تماما لأيّ من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية. تأثره برز في عدم ذهابه نحو الجمهور وقد برز التأثر في شاوشي بسبب الهدف الذي تلقاه، وهو الأمر الذي جعله يغادر الميدان بسرعة كبيرة، وكان الوحيد الذي لم يتوجه مع اللاعبين لتحية أنصار الفريق الوطني بعد نهاية اللقاء. سعدان يؤكد أنه اعتذر في غرف الملابس وقد أكد المدرب الوطني رابح سعدان في الندوة الصحفية أن الحارس فوزي شاوشي طلب السماح من زملائه، متحمّلا مسؤوليته الكاملة في خسارة الجزائر الأولى في “المونديال“ الجنوب إفريقي. حليش واسى شاوشي بعد الهدف اللاعب الوحيد الذي توجه إلى الحارس فوزي شاوشي بعد الهدف هو المدافع رفيق حليش الذي قام بمصافحته، خاصة أن شاوشي وماعدا الهدف الذي تلقاه فإنه أدى لقاء رائعا إلى غاية (د79). اللاعبون حيّوا الأنصار بصفة جماعية ماعدا شاوشي الذي كان متأثرا جدا، فإن بقية لاعبي المنتخب قدّروا موقف الأنصار الذين تنقلوا من أجلهم إلى جنوب إفريقيا، ورغم مرارة الخسارة إلا أن لاعبي المنتخب الوطني توجهوا إلى مدرجات الأنصار من أجل تحيتهم. بلحاج تأثر كثيرا ولم يقو على النهوض وكان أيضا الظهير الأيسر للمنتخب الوطني الجزائري بلحاج من بين اللاعبين الذين تأثروا كثيرا بالهزيمة المرة التي تلقاها “الخضر” في أول ظهور خلال المونديال الإفريقي، إذ وبعد إطلاق الحكم صافرة النهاية وقع على الأرض ولم يقو على النهوض خاصة أنه لم يكن يتوقع أن يتعرضوا لهزيمة بهذا الشكل في وقت كانوا قادرين على الخروج غانمين بنقطة على الأقل. ------------------------- لاعبو “الخضر” عادوا مستائين إلى “سان لامير” عاد لاعبو الفريق الوطني أمس من “بولوكوان“ إلى “سان لامير“ ولم تكن أجواء العودة كما أرادوها، فإضافة إلى الخسارة لم تكن رحلة العودة مباشرة من مطار “بولوكوان“ إلى “سان لامير“ كما كان مقررا بسبب مشكل رخصة الملاحة الجوية من أجل النزول في مطار “مارغايت”. الرحلة تأخرت ساعة وكان لاعبو الفريق الوطني والوفد الجزائري قد تنقلوا إلى المطار مباشرة من الملعب إلى الفندق، وهذا من أجل أن يكون السفر من “بولوكوان“ إلى “مارغايت“ في الساعة السابعة من مساء لكن بعد ركوب اللاعبين في الطائرة في الوقت المحدد بقوا فيها لحوالي 40 دقيقة إضافية قبل أن تقلع. اللاعبون قلقوا لما تغيّر المسار إلى دوربان والأكثر من ذلك أن اللاعبين وكل أعضاء الوفد الجزائري كانوا في قمة الاستياء والغضب لما علموا بأنهم لن يسافروا مباشرة إلى “مارغايت“ وأنهم مجبرون على التوجه إلى مطار دوربان، لأنهم إضافة إلى التأخر سيكونون مجبرين على قطع مسافة 170 كم برا من مطار دوربان للوصول إلى “سان لامير“. وصلوا بعد منتصف الليل ولأن عناصر المنتخب الوطني لم تصل إلى مطار دوربان سوى في الساعة التاسعة ونصف قبل أن تتوجه برا إلى “سان لامير“ فإن الوصول إلى فندق “ماندازور“ كان بعد الساعة منتصف الليل، وهو الأمر الذي أقلق اللاعبين كثيرا وكل أعضاء الوفد لأنه لو عاد الفريق الوطني عبر مطار “مارغايت“ لكان الوصول على الساعة التاسعة ونصف. التخوّف من الآن من البرمجةالقادمة ولأن الفريق الوطني عرف مشاكل في التنقل من “مارغايت“ إلى “بولوكوان“ بسبب قضية رخصة الإقلاع من المطار الرئيسي بجوهانسبروغ ومشاكل أخرى في رحلة العودة أمس التي تحولت من “مارغايت“ إلى دوربان، فإن “الفاف“ من الآن مطالبة بإيجاد حل لهذه القضية مع اللجنة المنظمة قبل التنقل يوم الخميس إلى كاب تاون أو تغيير مقر الإقامة في “سان لامير“ التي لم يعد مطارها صالحا للملاحة الجوية.