رغبة منا في أن نكون في الموعد، وكذلك عملا بمقولة "أهل مكة أدرى بشعابها"، ارتأت يومية "الشباك" أن تستطلع آراء بعض المدربين الجزائريين، حول نقطة واحدة، وهي آداء النخبة الوطنية خلال المباريات الثلاث، بمونديال جنوب إفريقيا، وكذلك مستقبل الناخب الوطني رابح سعدان، على رأس العارضة الفنية للخضر، في ظل الغموض الكبير، الذي يكتنفه هذا الملف الثقيل، حيث أجمع كل من تحدثت إليهم "الشباك"، بأن الآداء العام للمحاربي الصحراء خلال المواجهات الثلاث، كان مقبولا على حد بعيد، خاصة خلال المواجهة الثانية ضد المنتخب الإنجليزي، مؤكدين بأن هناك عدة عوامل، أثرت على تحضيرات الخضر للمونديال، أبرزها الإصابات وغياب المنافسة لبعض الركائز، إذ أجمع الكل على أن نقطة الخلل كانت على مستوى الهجوم. وبالمقابل أثنى الجميع، على العمل الكبير الذي قام به الناخب الوطني رابح سعدان، خلال فترة توليه العارضة الفنية للخضر، حيث أن النتائج المحققة تتحدث عن الرجل، مطالبين بعدم نكران الجميل للشيخ سعدان، حتى وإن خرج فيجب أن يخرج من الباب الواسع، لأنه كان أحسن سفير للمدرب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا. فؤاد بوعلي مدرب وداد تلمسان: "سعدان مدرب كبير.. حمَّلناه فوق طاقته ويستحق كل الاحترام والتقدير" أكد مدرب وداد تلمسان، فؤاد بوعلي، بأن مشوار الخضر خلال المباريات الثلاث بمونديال الإفريقي، كان في المستوى، بدليل أن النخبة الوطنية أعطت انطباع جيد للمستديرة الجزائرية، العربية والإفريقية، مضيفا بأن الآداء كان مقبولا على العموم، بسلم تصاعدي من المباراة الأولى أمام سلوفينيا، أين أكد بوعلي بأن الخضر ضيَّعوا الفوز في ذلك اللقاء، لكن الحظ لم يكن معنا، لأننا لعبنا بشكل جيد، لولا بعض الأخطاء خاصة خروج اللاعب غزال بالبطاقة الحمراء، الذي كان منعرج المباراة، إضافة إلى الخطأ الفادح من الحارس شاوشي، مضيفا بأن المباراة الثانية شهدت تطور كبير في المستوى العام للفريق، خاصة من حيث التجانس بين منطقتي وسط الميدان والدفاع، إضافة إلى تألق الحارس مبولحي، مؤكدا بأن سعدان قدم درسا كبيرا في كرة القدم للإنجليز، ومدربهم كابيلو، خاصة من حيث ضرورة احترام الخصم. بوعلي تحدث عن اللقاء الأخير ضد أمريكا، أين أكد بأن التعب نال من الجميع، ونقص المنافسة كان واضحا على متخلف اللاعبين خاصة زياني، عنتر، بوغرة ويبدة، لكنه أثنى على الآداء العام للفريق وخاصة الحارس رايس وهاب مبولحي الذي اعتبره مستقبل الكرة الجزائرية. مدرب وداد تلمسان اعتبر المشوار بصفة عامة جد إيجابي، كوننا كسبنا لاعبين شباب، سيكون لهم مستقبل زاهر مع المنتخب الوطني، على غرار كل من مبولحي، قادير، بودبوز ولحسن، مضيفا بأن الفضل في كل هذا يرجع للناخب الوطني رابح سعدان، الذي استطاع في ظرف وجيز تكوين منتخب تنافسي، أصبح يلعب في أعلى المستويات، مذكرا الجميع بمستوى المنتخب الوطني قبل ثلاثة سنوات فقط. الكوتش التلمساني، طالب الجميع بعدم القسوة على الشيخ سعدان، لأنه كان أحسن سفير للمدرب المحلي في مونديال جنوب إفريقيا، حيث حملناه كجزائريين فوق طاقته، فعندما تسمع الجماهير تقول نريد كأس العالم، فهذا غير منطقي مطالبا بضمان الاستمرارية والاستقرار داخل المنتخب الوطني، لأننا وضعنا فقط الأساس لمنتخب وطني، ويلزمنا عمل كبير من أجل تحقيق المزيد من النجاحات، ومعالجة النقائص المسجلة خاصة على مستوى الهجوم، نقطة الخلل في هذا المونديال، مضيفا بأن بقاء الناخب الوطني على رأس الخضر أمر ضروري من أجل تحقيق ذلك، لأن المدرب يجب أن يعمل على المدى البعيد، وأنظروا إلى أمريكا التي جنت الآن ثمار 10 سنوات من العمل. شريف الوزاني سي الطاهر: "تجربة المونديال تعلمنا منها الكثير وسعدان يجب أن لا يخرج من الباب الضيق" أكد متوسط ميدان الخضر سابقا، شريف الوزاني سي الطاهر، أن المنتخب الوطني، كان بإمكانه تحقيق أحسن من النتيجة، بحكم أن كل المعطيات كانت في صالحنا، من أجل المرور إلى الدور الثاني، لكن نقص تجربة لاعبينا في مثل هذا المستوى الكبير، حالت دون تحقيقنا الهدف المنشود، مضيفا بأن تضييع نقاط المواجهة الأولى ضد سلوفينيا، كان بمثابة المنعرج الكبير في مسيرة الخضر خلال المونديال، لأننا يضيف شريف الوزاني، كنا الأحسن بشهادة الجميع، وضيعنا نقاط المواجهة بسذاجة وبأخطاء فادحة، خاصة خروج غزال وخطأ شاوشي، مضيفا بأن الآداء المقدم أمام إنجلترا وأمريكا كان ممتازا، لكن يفتقد للمسة الأخيرة، التي هي مهمة جدا في كرة القدم، مضيفا بأننا كسبنا حارس بارع، دفاع متجانس ووسط ميدان في المستوى، بقيادة كل من يبدة ولحسن مؤكدا بأن المشكل كان فقط في غياب صانع ألعاب حقيقي، وقناص للأهداف. مضيفا بأن عبدون وبودبوز كان بإمكانهما تقديم الإضافة اللازمة، خاصة في ظل تراجع مردود زياني، معبرا عن احترامه الكبير لاختيارات الناخب الوطني. شريف الوزاني، أكد بأنه مهما قيل عن المنتخب، فإننا تعلمنا الكثير من هذا المونديال، وكسبنا فريق بلاعبين كبار، سيكون لهم شأن عظيم مستقبلا، مطالبا الجميع بعدم نكران الخدمات الكبيرة التي قدمها الشيخ سعدان، طيلة فترة توليه العارضة الفنية للمحاربي الصحراء، مؤكدا بقوله حتى وإن خرج من المنتخب، فيجب أن يخرج من الباب الواسع، مضيفا بأن رئيس الإتحادية محمد روراوة، رجل يعرف كرة القدم ولديه كامل الثقة في أن يكون اختياره صائبا. عبد الكريم بن يلس: "سعدان وضع حجر الأساس لمنتخب كبير أتمنى أن يتركوه يواصل العمل" أثنى المدرب التلمساني القدير، عبد الكريم بن يلس، على الآداء الكبير للخضر خلال المواجهات الثلاث، ضمن مونديال جنوب إفريقيا، معتبرا أن الجزائر كسبت منتخبا كبيرا، سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب، بالنظر إلى سن اللاعبين الحاليين، مثمنا الدور والعمل الكبير الذي قام به الناخب الوطني رابح سعدان، قصد تحضير هذا المنتخب في ظروف صعبة، بالنظر إلى أن الجميع يدرك جيدا أن المنتخب عانى كثيرا من الإصابات، ونقص المنافسة للكثير من ركائز الفريق، خاصة بالنسبة لزياني الذي أثر عليه كثيرا غياب المباريات الرسمية مع فريقه، وغياب مغني وعدم وجود يبدة، بوغرة وعنتر في أحسن أحوالهما البدنية والفنية. مطالبا الجزائريين بعدم القسوة على هذا المنتخب، ومواصلة دعمه قصد تسجيل نتائج أخرى مستقبلا، معتبرا المونديال الإفريقي بمثابة البداية لهؤلاء الشبان، نحو تألق قادم إن شاء الله. كما أكد بأن سعدان وضع النواة الأساسية لمنتخب كبير، سيكون له شرف تمثيل الجزائر لأزيد من عشرة سنوات مقبلة، موضحا أن العمل يجب أن يكون مسطر على المدى البعيد، فهل يعقل أن نطالب بأن نتوج بكأس العالم، ونحن نتذكر أين كُنَّا قبل سنتين فقط؟ مضيفا بأن الإستمرارية في العمل والاستقرار سر نجاح أي فريق، مبديا تمنياته في أن يواصل الشيخ سعدان عمله على رأس العارضة الفنية للخضر، لأنه لديه كل الإمكانات للوصول بهذا المنتخب إلى أعلى المستويات من جديد، سيما وأنه أدرى بالنقائص التي يعاني منها حاليا. عمر بلعطوي مدرب مولودية وهران: التجربة على العموم كانت مفيدة وروراوة الوحيد المخوَّل له الحديث عن مستقبل سعدان أثنى مدرب مولودية وهران عمر بلعطوي، كثيرا على الإمكانات الكبيرة للحارس الجديد للكتيبة الخضر رايس وهاب مبولحي، معتبرا بأن هذا الحارس سيكون له شأن كبير خلال المناسبات المقبلة مع النخبة الوطنية، حيث أكد بأن مباراة يوم أمس أمام أمريكا، كشفت مرة أخرى أننا لا نمتلك خطة هجومية بحتة بل نمتلك دفاع متجانس، وسط ميدان ممتاز، لكن كل هذا لايمكنه أن يفعل أي شيء في ظل العقم الهجومي للمنتخب وهو ما كلف غاليا الفريق الوطني. كما أكد عمر بلعطوي، بأن المنتخب وقع في بعض الأمور قد نراها نحن هفوات مثل عدم إقحام بودبوز وعبدون، لكن لا أحد يعرف الأسباب التي جعلت الناخب الوطني يلجأ إلى ذلك القرار، كونه بدون شك لديه الأسباب اللازمة لذلك، مضيفا بأننا كان بإمكاننا تحقيق الأحسن لكن التجربة على العموم كانت إيجابية، مضيفا بأننا حمَّلنا سعدان واللاعبين فوق طاقتهم، لأننا في المونديال بعد 24 سنة من الغياب، وهو الإنجاز في حد ذاته، مفضلا عدم الحديث في مستقبل المدرب رابح سعدان مع الفريق الوطني، مكتفيا بالقول هناك رئيس إتحادية يعرف جيدا مصلحة المنتخب وبدون شك سيتخذ القرار المناسب.