يفتح المهاجم الدولي السابق ولاعب شبيبة القبائل سابقا، فوزي موسوني، قلبه ل"الشباك" ويتحدث بصراحة كبيرة عن كل الأمور التي تتعلق بحال الكرة في الجزائر، كما عرج في حديثه معنا للمنتخب الوطني وإلى موضوع بقاء سعدان ومشكلة الخط الأمامي وحتى المساعد الجديد فؤاد بوعلي، الذي أكد أنه شخص محترم وقام بعمل جيد في تلمسان، كما تحدث عن البطولة الوطنية التي أكد أن مستواها تراجع كثيرا وحتى فريقه السابق شبيية القبائل تدهور مستواه بالمقارنة بما كان عليه في الماضي، وتحدث عن المباراة التي أجراها الكناري سهرة أمس أمام الإسماعيلي المصري، في إطار منافسة رابطة أبطال إفريقيا، ومشاركته هو مع الشبيبة في العديد من المرات في ذات المنافسة، كما تطرق إلى موضوع الاحتراف الذي أكد أنه يجب أن يكون في الذهن قبل الميدان، كما تمنى أن تعطى الفرصة لجيله حتى يساعدوا بخبرتهم ويعوضوا ما فاتهم بسبب الفترة الصعبة التي منعتهم من التألق وإهداء لقب للجزائر، رغم أنهم كانوا منتخبا قويا لكن غياب الدعم المعنوي والمادي حال دون ذلك. السلام عليكم، كيف هي أحوالك فوزي؟ بخير والحمد للّه، لقد عدت من العطلة السنوية التي استغليتها لقضاء وقت من الراحة رفقة العائلة، وأنا الآن في البيت أحاول الاستراحة قبل انطلاق الموسم الجديد. وماذا قررت هل ستواصل اللعب أم ستعتزل؟ إلى حد الآن لم أقرر بعد، أنا في انتظار العروض التي تصلني وإذا كان هناك عرض في المستوى على جميع الأصعدة فسأواصل اللعب، خاصة إذا أعجبني المشروع لأني أريد وضع خبرتي في خدمة الشبان ومساعدة الفرق التي تود الاستفادة من خدماتي كلاعب أو كمدرب. وأين لعبت الموسم الفارط؟ لقد لعبت في إتحاد أميزور، المنتمي إلى بطولة الجهوي الأول، ولعبنا من أجل الصعود إلى آخر جولة، وللأسف ضيّعناه في آخر المطاف بسبب مرحلة الذهاب الذي أهدر فيها الفريق نقاطا كثيرة، كما كنت مساعدا للمدرب وكثيرا ما ساعدت التشكيلة الشابة وأسديت العديد من النصائح للاعبين الشبان الذين كانوا يشكلون الفريق، وبصراحة لا أدري إن كنت سأواصل مع الفريق أو لا، وأنتظر اجتماع المكتب الفيدرالي الذي سيناقش ويحدد الكثير من الأمور. وهل لديك عروض هذا الموسم؟ هناك بعض الاتصالات والوعود فقط، وكل مرة ألتقي مسيري بعض الفرق يقولون لي "إن شاء اللّه تعاونّا هذا الموسم" لكن لا شيء رسمي لحد الآن، خاصة أني عائد من عطلة وكنت بعيدا نوعا ما عن كرة القدم، بالإضافة إلى أني قلت لك لحد الآن لم أتخذ قراري بالمواصلة أو التوقف عن اللعب، وذلك مرتبط بنوعية العرض والهدف، لأني أريد المشاركة في مشروع النهوض بالكرة الجزائرية عبر بوابة إحدى الفرق. لن تغادر ميدان الكرة؟ أنا ابن كرة القدم ونشأت على حبها ولا يمكنني الابتعاد عنها سواء بقيت ألعب أو تحولت إلى مهنة التدريب، لأني لا أريد أن أفعل مثل الكثير من اللاعبين الذين انسحبوا من الميادين وتركوا المجال للانتهازيين و"الشحّامين" الذين غزوا عالم الكرة وحوّلوه إلى "تبزنيس"، ولو كان أصحاب الصنعة لا يزالون في كرة القدم فإننا لن نسمع بالأشخاص "البزناسية" في كرة القدم. لكن لماذا ينفر اللاعبون السابقون من كرة القدم بعد الإعتزال ويعودوا بعد سنوات؟ أظن أنهم يفضلون قضاء بعض أوقات الراحة بعد مسيرة طويلة على المستطيل الأخضر، وسنوات من السفر والانتقال إلى البلدان والملاعب و الفنادق، لذلك يفضلون الابتعاد قليلا قبل أن يعودوا لعالم الكرة، لأنهم كبروا فيه ولا يمكن أن يعيشوا بعيدا عن كرة القدم مثلي تماما، فأنا لا أتخيل نفسي في ميدان آخر ولا أنوي الابتعاد عن كرة القدم وأترك المجال للمتطفلين. ومتى سنراك مدربا لإحدى الفرق؟ أنا الآن بصدد الدراسة ولقد تحصلت على الدرجة الثانية في التدريب، وكنت أدرس الموسم الماضي بانتظام، كما أني لاعب دولي وساعدني هذا كثيرا دون أن أنسى الخبرة التي اكتسبتها فوق الميدان خلال مسيرتي الكروية في مختلف النوادي والمنافسات التي شاركت فيها، وسأواصل الدراسة حتى أتحصل على ديبلوم أحسن وسأسافر إلى الخارج لحضور التربصات، وحين أكوّن نفسي جيدا إن شاء اللّه، سأشرف على النادي الذي يتصل بي، كما أني مستعد حتى لقبول منصب مدرب مساعد. فوزي، لماذا لا نراكم أنتم اللاعبون الدوليون تُشرفون على النوادي مثلما يحصل في أوروبا؟ بصراحة لما أشاهد لوف، على رأس العارضة الفنية لمنتخب ألمانيا، وبلان مدربا لمنتخب فرنسا، وديشان على رأس فريق كبير كمرسيليا، وڤوارديولا على رأس البارصا، أتساءل لماذا في الجزائر نفس الأسماء تتداول منذ أكثر من عشرين سنة، ولماذا لا يضع المسؤولون الثقة في اللاعبين الدوليين، فالطبيعي أن لا تستغني النوادي عن لاعبيها بمجرد اعتزالهم، بل من الواجب تأطيرهم وتكوينهم وبعدها منحهم منصبا في الطاقم الفني لتجدهم بعد سنة أو اثنين على رأس العارضة الفنية، ولا أدري لماذا لا يستنجد بنا المسؤولون، وفي هذا الشأن من الأفضل أن تتصل بهم ليجيبوك. إذن المسؤولية يتحملها الرؤساء والمسيرون؟ أكيد، فهم يبحثون عن المدرب الذي يتحكمون فيه ويوجهونه، ويدركون أنهم لا يمكنهم فعل ذلك معي أو مع أي لاعب دولي آخر، لأننا نملك شخصية قوية وتعاملت في مشواري مع مدربين كبار ورؤساء كذلك، ولن يأتي الآن مسؤول ليفرض نفسه عليّ أو يضع لي التشكيلة إذا أصبحت مدربا، خاصة أن الدخلاء يتواجدون بقوة في كرة القدم الجزائرية. لكن الأمور ستتغير بدخول عالم الإحتراف؟ الإحتراف! هل هو ممكن الآن؟!. وأين المانع فوزي؟ يا أخي أنت تعرف أن المحيط متعفن والاحتراف يجب أن يكون في الذهنيات قبل الميدان، لقد لعبت في فرنسا وأدركت معنى الاحتراف الحقيقي ولا أتصور أن نصل إليه إلا بعد سنوات طويلة أو بعد تغيير جذري في كرتنا المريضة، وخاصة أن بطولتنا عاجزة عن توفير لاعب واحد للمنتخب الوطني. لكن الاحتراف لم يعد خيارا بل أمرا محتما؟ أتفهم روراوة الذي يبذل كل ما في وسعه للنهوض بكرتنا، إلا أن يدا واحدة "ما تصفقش" ويجب تظافر جهود الكل لتحقيق هذا المشروع الذي لم نر منه الآن أي شيء، وتبقى مشاكل كبيرة تواجه الأندية والهاجس الأكبر هو الملعب، وأنا أتساءل أين ستستقبل الأندية هل فوق الطارطون؟!، أظن أننا بعيدين عن الاحتراف الآن، كما يجب تغيير الذهنيات للنجاح في الإقتراب من عالم من الاحتراف، وبعدها يمكننا معالجة المشاكل الأخرى. لنعرج الآن عن المنتخب الوطني، ما رأيك في بقاء سعدان؟ لقد قلتها من قبل، المشكل ليس في بقاء أو إبعاد سعدان، لأنه لا أحد يُنكر أن هذا الأخير قام بعمل جبار وتمكن من تحقيق نتائج معتبرة، لكن التغيير ضروري في بعض الأحيان لتحقيق "الدكليك" كما يقال وتجديد الدماء، لكن إذا رأى روراوة مصلحة المنتخب في بقاء سعدان، فهو أدرى بذلك لكني صراحة أعيب عليه شيئا واحدا. ما هو؟ أتمنى أن يكون جادا أو قاسٍ بعض الشيء في قراراته ولا يعامل اللاعبين بود كبير حتى يحسب أنه ضعف، لأن المدرب مهما كانت علاقته باللاعبين جيدة، فيجب أن يبقى حازما في اتخاذ القرارات وخاصة التأديبية منها وما يتعلق بالأمور الانضباطية، وإن شاء اللّه في المرحلة القادمة سيكون أكثر حزما في التعامل مع اللاعبين. وما هي الحلول لمشكلة الهجوم الموجودة الآن في المنتخب؟ أرى أنه يجب الاستعانة بالأفضل ولمّا أقول الأفضل يعني في الخارج أو في البطولة المحلية، وبتكثيف العمل سيجد الطاقم الفني للمنتخب حلا، كما أرى أن نوعية اللاعبين الموجودين اجاليا ليست في المستوى، ومهاجمونا لم يكونوا في أحسن أحوالهم خلال المونديال لذلك لم نسجل أي هدف. وهل ترى أن هناك لاعبين في البطولة المحلية قادرين على تدعيم المنتخب الوطني؟ أكيد وما الفائدة إذن من هدر الملايير على اللاعبين وإقامة البطولة الوطنية إذا كانت لا تنتج لاعبين قادرين على اللعب في المنتخب الوطني، خاصة أن الموهبة موجودة ويجب فقط العمل على مستوى الأندية، فالحلم مشروع والطموح كذلك ويجب وضع المنتخب الوطني هدفا إذا أردت الوصول إليه. ما رأيك في الفرق الكبيرة التي تتصل بلاعبي المنتخب الوطني؟ أمر جميل وأتمنى أن تتجسد تلك الاتصالات ولا تبقى مجرد كلام فقط مثلما يحدث الآن، وصراحة لا أتوقع أن يمضي أي لاعب لهذه الفرق الكبيرة مثل ليفربول وأرسنال الإنجليزيين، لأنه أمر مستبعد جدا، وبحكم تجربتي في الخارج أرى أن مكانهم في الفرق المتوسطة أو في البطولة الفرنسية. أكيد أنه لا يمكننا ذكر اسم موسوني دون الكلام على الشبيبة، أنت بعيد عن البيت لماذا؟ واللّه هي الظروف بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين أصبحوا قريبين من الشبيبة، أما عني فالحمد للّه، فأنا كالملك في القبائل ككل والناس كلهم يحبونني وأينما أحل يُحيّيني الجميع ويسأل عني، وهو ما يشعرني بسعادة كبيرة، لأنه رغم مرور سنوات طويلة إلا أن الكل لا يزال يذكرني، وهو ما يشعرني بالفخر وأدرك أني ساهمت في إسعاد هذه الجماهير في وقت ما. وعلاقتك بحناشي؟ ممتازة جدا والأمور بيني وبين موح الشريف عادية ولا توجد أي مشاكل والحمد للّه، وإن شاء اللّه سيأتي اليوم الذي أعود فيه إلى بيتي الثاني لأصنع أفراح القبائل كمدرب بعدما صنعتها كلاعب. بماذا تريد أن تختم حديثك؟ أريد أن أوجه نداء إلى عائلة كرة القدم الجزائرية، وهو أن تُطهّر محيط كرتنا من الانتهازيين والبزناسية إذا أردنا حقا التطور والخروج من الأزمة، وحتى أنتم الصحافيين مهمتكم كبيرة ويجب أن تكشفوا الحقائق وتعطوا الحق والفرصة لأصحاب الصنعة من أجل الكلام، وليس من هب ودب يصبح مسؤولا ويتحدث عن كرة القدم مثلما كان الشأن خلال كأس العالم، حين أصبح الكل محللا وهمش أصحاب الخبرة، وإن شاء اللّه ستتحسن الأمور وتتقدم إلى الأمام.