أنا رجل ناجح سياسيا، وترشحت للمجلس الشعبي في أيام بطش الإرهاب في هذا الحوار المفتوح يتحدث محمد زعيم، رئيس اتحاد البليدة بكل شفافية على كل الأمور الخاصة بحياته، وكذا فريق اتحاد البليدة، سنترككم تكتشفونها لأول مرة في حوار حصري مع الشباك.. كيف عاش رئيس أكبر فريق في البليدة طفولته؟ توفي أبي سنة 1969، وتركنا بلا مأوى ولا معيل وكنت ساعتها الأكبر في إخوتي، رأس مال الوالدة كان 320 دج تركها لنا الوالد..أمي لم تكن تعرف أي شئ عن المحيط الخارجي آنذاك...عشنا ظروفا مزرية جدا، وفي نفس الوقت كنت لاعبا في صفوف اتحاد البليدة أصاغر، وتدرجت في صفوفه حتى سنة 1976، وقد لعبت لكل الأصناف وكنت لاعب وسط ميدان هجومي، وصانع ألعاب، وكانت لدي رجل يسرى سحرية كما كان يقال عني.. يضحك. وهل تتذكر أول مباراة لك مع الأكابر؟ بالتأكيد أول مباراة لي مع الأكابر كانت ضد شبيبة القبائل بملعب أوكيل رمضان، وكنت في صنف الأواسط، وإن لم تخني الذاكرة فعمي حسني الجيلالي كان هو أول مدرب لعبت معه في الأكابر، كما تدرجت على يد مدربين قديرين كأحمد قراش، ومحمد معوش ومحمد أوعراب ،وكذلك فضيل تيكانوين. فلماذا ابتعدت عن الكرة؟ تركت الكرة لأنني كنت مجبرا علي هذا، لم أستطع التوفيق بين العمل والدراسة، خاصة لما انتقلت للعمل عند أخي الغير شقيق، والذي خيرني بين الكرة أو العمل، وكنت مجبرا على الرضوخ لرغبته لسببين، الأول هو أنني كنت المعيل الوحيد لأسرتي، رغم محاولات الوالدة أن تعيلنا، إلا أنني رفضت وكان صعبا عليها ذلك، والسبب الثاني، أنني وفي عملي السابق كغاسل للفناجين والكؤوس في أحد المقاهي بالبليدة، لم يكن يكفيني الأجر الذي كنت أتقاضاه، فقد كان زهيدا جدا ولم أكن أستطيع أن أوفر به ضروريات الأسرة. وبعد عملك مع شقيقك؟ انتقلت للعمل مع زميل لي في الدراسة والكرة، كمغلف في مطبعة ثم وفقني الله وأصبحت لدي مطبعة صغيرة، وهنا بدأت أعمالي تزدهر وأوضاع العائلة كذلك، وبعد هذا أنشأت مصنعا خاصا بصناعة الأحذية، هو الأول على المستوى الوطني، وكان ذلك سنة 1988، وبعدها دخلت عالم الإستيراد و كنت أول مستورد للمواد، المتعلقة بتغذية الأنعام. فقد كانت47 ولاية تأتي إلى بوعرفة لتشتري من عندي، كما كنت أول منتج للقارورات الأليمنيومية والبلاستيكية الخاصة بالمشروبات الغازية على المستوى الوطني، وهذا سنة 1991، كما اشتغلت في ميدان الإستثمار العقاري منذ بداية 1996، ودخلت عالم الفندقة في سنة 1998، بإنشائي لأول فندق لي بوهران-عيون الترك- كل هذا لم يمنعني من العودة إلى الفلاحة وتربية المواشي، فحاليا أمتلك 82000 م من الأراضي المغروسة بالبليدة، كما اشتريت وعن طريق المزايدة المحطة الإستشفائية لحمام لوان في مارس 2006، والتي تشرفت بزيارة فخامة رئيس الجمهورية لها، كما لي عدة مشاريع أخرى منها ما أنجز، ومنها ما هو في طور الإنجاز كفندق بالبليدة والمكون من ثمانية طوابق. كان لك مشوار سياسي مميز، أليس كذلك؟ نعم، وكلل مشواري السياسي بالنجاح، ونجحت بالدخول للمجلس الشعبي الوطني في تشريعات1997، في ولاية البليدة، عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ووفقنا فيما فيه صلاح للبليدة ولسكانها، خاصة وأن الولاية كانت تئن تحت وطأة الإرهاب الغاشم والذي عمل على تخريبها، وقد أفدنا البليديين بالعديد من المشاريع التي فكت العزلة عن الولاية، وحولتها إلى قطب صناعي، وكذلك زراعي وساهم في تحقيق الأمن والأمان الذي أصبح متفشي في البليدة. لنتكلم عن فترة رئاستك لفريق إتحاد البليدة لقد انتخبت كرئيس للفريق في جوان 1996، ولعهدة واحدة قابلة للتجديد تنتهي في سنة2000، وأعيد انتخابي في الجمعية العامة الموالية للفريق في 2000 لعهدة جديدة تنتهي في 2004، وأنا بلا فخر أول رئيس للفريق استطاع أن يبقى لعهدتين منذ تأسيس الفريق سنة 1932، وحققت معه نتائج جيدة فخلال فترتي على رأس الفريق لم نواجه شبح السقوط، وكنا نحتل المراكز الأولى في البطولة الوطنية وأحرزنا المركز الثاني والمركز الرابع في ترتيب البطولة، كما تأهلنا ثلاث مرات إلى نصف نهائي كأس الجمهورية، وحقق أيضا انجازات على مستوى الأشبال والأواسط، وكونت عدة لاعبين على مستوى عال ومن أبناء الفريق، كما كانت البليدة تؤمن العديد من اللاعبين إلى المنتخب الوطني أمثال خرخاش، بداش، حركاس، صمادي، كريبازة، ديس، قالول، خزروني، الأخوين زواني بلال ورضا وغيرهم. كما كانت لنا مشاركة عربية في الكأس العربية وقدمنا أداء مشرفا رغم عدم لعبنا لأدوار متقدمة فيها. على ذكر المشاركة العربية فقد لعبتم مع الزمالك المصري وأحرزتم معه التعادل في عقر داره نعم وكان بإمكاننا أن نعود بنقاط المباراة، ولكن الحظ خاننا، وقد كان الإستقبال جيدا، ولم نلقي أي مشاكل مع إخواننا المصرين، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الأزمة التي حدثت بين منتخبنا الوطني والفراعنة، لا تعدو أن تكون زوبعة في فنجان وإن أبواق الفتنة المصرية وإعلامهم المغرض، هو السبب في ما حدث وفي توجيه الرأي العام والشارع المصري إلى هذا"ربي يهديهم أو يسمحلهوم". ولكن رغم هذا غادرت الفريق بعد نهاية عهدتك الثانية فلماذا؟ لأسباب شخصية وكذلك أردت الإبتعاد عن الضغط، ثمانية سنوات على رأس فريق رياضي جعلتني أنسى نفسي وأهلي، وأهملت عملي أيضا كما أنني كنت وما مازالت أعشق هذا الفريق حتى النخاع وهذا ما جعلني أمنح كل طاقتي للفريق حتى تعبت، كما أنني أردت أن أترك الفرصة لأشخاص آخرين، فاتحاد البليدة ليس ملكية خاصة لأي أحد، ويجب التداول على رئاسته وكل من يمكنه إفادة هذا الفريق فأهل البليدة سيرحبون به. ولكن الحنين قادك إلى العودة من جديد وقبل نهاية عهدة زحاف الذي قدم استقالته نعم هذا ما حصل، ولكن ليس الحنين وحده الذي أرجعني إلى اتحاد البليدة،بل رؤية الإتحاد يصارع من أجل البقاء في الدرجة الأولى هي ما أجبرني على العودة، إنه لشيء مؤسف ففي ديسمبر2007 وعند عودتي وجدت الفريق وبدون أن أتحدث عن الأمور الإدارية قد لعب 11 مقابلة وكان متذل الترتيب، بلغة الحسابات الفريق كان على وشك السقوط، وأيضا الدعوات التي كانت تأتيني من طرف السلطات المحلية والولائية ومديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة. لكن ما كان يحز في نفسي من يوم ابتعادي عن الفريق وإلى غاية عودتي من جديد إليه، هم أنصار البليدة البسيطين، والذين لا يحلمون بسكن فاخر أو سيارة أو عمل محترم بل أحلامهم الوحيدة أن يروا فريقهم يلعب في أعلى المستويات، ويحقق نتائج جيدة، وكانوا يلحون علي بالعودة والوقوف مع الفريق في الظروف الصعبة التي كان يمر بها. رغم هذا الموسمين الماضين لم يكونا على مستوى تطلعات الأنصار نعم، ولكنني في موسم 2007-2008 استلمت الدفة في وسط الموسم كما سبق وقلت لك، و في الموسم الموالي لي موسم 2008-2009 ورغم توفير كل شئ، إلا أن النتائج الجيدة جانبتنا، والسبب المشاكل التي كانت في العارضة الفنية، وهو ما أثر على المردود العام للفريق البليدي. أما في الموسم المنصرم ورغم أنني شخصيا تفاءلت منه خيرا، إلا أننا أدينا موسم كارثي وانهينا مشوارنا في البطولة الوطنية في المركز الرابع عشر، ولكن لكل أمر مسببات، والسبب الكبير خارج عن النطاق الرياضي. هل لنا أن نعرفه السبب واضح وهو سوء التحكيم، الذي لازمنا مع الجولات الأولى للبطولة وحتى نهايتها، وأيضا في كأس الجمهورية وهذا أمر غير معقول، أضف إلى ذلك الإستقبال خارج الديار والبرمجة التي ضرتنا كثيرا. لكن في الموسم الماضي العديد من الفرق اشتكت من سوء التحكيم ورغم هذا أدت مشوارا طيبا أظن أنك لم تتابع مبارياتنا، والأمثلة موجودة، ففي مباراتنا مثلا مع وفاق سطيف في البطولة، وكذلك في الكأس عانينا الأمرين. أتعلم أن الحكام الذين أداروا هذه المقابلات لم يديروا بعدها أي لقاء، أتعلم ما معنى أن يمنح الحكم للفريق المنافس ضربة جزاء خيالية وفي الوقت البدل الضائع، وهذا ما حدث لنا في مباراتنا ضد الوفاق، أو أن يحرمك من ضربة جزاء شرعية ولا غبار عليها في الأنفاس الأخيرة لمباراة اتحاد العاصمة، لا يمكن لأي فريق أن يحقق نتائج في ضوء الأخطاء التحكمية المتكررة، بعض الحكام عار على الصافرة الوطنية، ويجب استئصالهم حتى لا يتفشى الداء. ولكنني لا أنكر أيضا أننا وعلى مستوى الإدارة قمنا ببعض الأخطاء، فمثلا استقدامنا للحارس غانم من رائد القبة لم يكن موفقا، وضرنا كثيرا وقد ساهم غانم أكبر مساهمة في النتائج السلبية خاصة وأن البديل لم يكن متوفرا. لكن هذا الموسم دعمتم تشكيلتكم بالحارس لوناس ڤاواوي، وعليه فإن مشكل الحراس غير مطروح لقد عملنا المستحيل لنستقدم حراس ذوي مستوى عالي، حتى لا يتكرر المشكل ولهذا استقدمنا الحارس لوناس ڤاواوي، وهو غني عن التعريف وحارس متألق ومتخلق، وله من الخبرة والرزانة ما يجعلنا غير متخوفين على شباكنا، وأنا متأكد أنه سيعود إلى مستواه المعهود وسيفيد الفريق البليدي كثيرا، وكذلك الحارس خالدي من شباب تغنيف، والذي لديه إمكانيات جيدة ويتمتع بالموهبة. إذن أنت تعد الأنصار بموسم استثنائي أليس كذلك؟ "إذا كتب ربي" فنحن على مستوى الإدارة، حاولنا توفير كل مقومات النجاح للفريق، وقمنا بتدعيم البنية الأساسية للفريق بلاعبين يمكن أن يفيدونا، كما لدينا بعض اللاعبين على مستوى الأواسط، والذين لديهم مستوى كبير، وسيفجرون طاقتهم معنا بتضافر جهود الجميع، يمكن أن نطمح أن يكون هذا الموسم جيدا ويعيد للبليديين فرحتهم وفخرهم، المهم أن يتحلى الجميع وخاصة الأنصار بروح المسؤولية، وأن يؤازروا الفريق ويدعمونه. وكيف يكون هذا؟ كل شخص يعتبر نفسه مناصراعليه أن يكون عونا للفريق، وأضعف الإيمان أن يدفع ثمن تذكرته لمشاهدة لقاءات فريقه، وأنا على استعداد أن أدفع ثمن تذكرتي من جيبي الخاص حتى أساهم في مداخيل فريقي العزيز. كيف ترى عودة الخضر إلى ملعب تشاكر؟ أنا شخصيا أرحب بعودة المنتخب الوطني إلى البليدة، ولكن أنا أناشد الرابطة الوطنية، والمسؤولين عن الكرة في الجزائر، أن يراعوا مصالح الفريق البليدي. وكيف يكون هذا؟ فمثلا لو تزامنت مقابلة يستقبل فيها الإتحاد البليدي مع مقابلة للمنتخب الوطني، فالأولوية بطبيعة الحال ستكون للخضر، وهذا ما لا ينكره إلا جاحد لأن هذا يعتبر واجب وطني، ولكن لا يمكن بأي حال أن نجبر بالإستقبال خارج ملعبنا ولن أقبل بهذا، ويمكن إيجاد حل وسطي يمكن أن نتبادل مع الفريق المنافس، فمثلا أواجه الفريق الخصم في ملعبه، وفي الإياب أستقبله في ملعبي، وبالتالي لا أحرم من أولوية اللعب في مركب محمد تشاكر، و لا أحرم من أنصار فريقي، وهذا سيعود بالفائدة على فريقي وكذلك لن يضر بالرزنامة الوطنية للبطولة، وقي هذا عدل وإنصاف لكل الفرق، من غير المعقول في ضل الإحترافية أن أجبر على الإستقبال خارج ميداني. على ذكر الإحترافية سيكون لكم شرف تنشيط أول بطولة محترفة نعم، وأنا أبارك بدخول عالم الإحترافية ولكن أكرر وأقول أنه للإحترافية أسس متينة يجب أن تبني عليها، وركائز حتى يمكن إنجاحها يجب توفر العديد من المقومات، ويجب أن تكون الرابطة محترفة، والأهم أن يكون التحكيم محترفا، لأن هذا هو أكبر أساس لنجاحها، ويجب على المسؤولين على الكرة الجزائرية أن يواصلوا ما بدءوه، فقد استطاعوا وبفضل الله أن يكونوا بطولة محترفة، وكما قاموا بمجهودات مضنية للوصول إليها، يجب عليهم الآن أن يتحلوا بروح المسؤولية اتجاه كل الفرق الناشطة، تحت لواء الإتحادية وأن يعرفوا أنهم ملزمون اتجاه كل الفرق، حتى يصبح بإمكان الفرق أن تكوًن لاعبين محليين بعقلية احترافية، يكون خير مدد للأجيال القادمة، والتي شرفت المنتخب الوطني في مختلف المحافل الدولي،ة ويعيدون للكرة الجزائرية بريقها ومجدها، وكذا هيبتها على المستوي القاري والعالمي إن شاء الله، كما أناشد المسؤولين إلى تدعيم الفرق الوطنية ومساعدتنا، حتى نبدأ في تكوين أجيال كروية في المستوى، لا يمكن أن نكون لاعبين كالجيل الذهبي للكرة الجزائرية، والفئات الشبابية لا تجد ملاعب أين تتدرب وإن وجدت فإنها تقتسم بين العديد من الفرق أو الأصناف، و هذا لا يسمح للمدربين أن يطبقوا مخططاتهم، لا للإحترافية بدون توفر ملعب لكل فريق، يجب أن يصبح هذا من أولويات الإتحادية وأن يساعدها في هذا رؤساء الفرق. أتعلم أن فريق وداد بوفاريك لم يقبل علي مستوى الإتحادية آه، كم تحسرت على الوداد، إنه فريق كبير وحاليا هو في غير المكان الجدير بأن يكون فيه، وتمنيت من صميم قلبي أن تتوفر فيه الشروط ويتمكن من الإستفادة من مميزات الإحترافية، إن شاء الله سنمتع الجمهور الكروي قريبا بالداربي المتيجي، وأنا متأكد أن الوداد سيشرفنا في القسم الأول الممتاز. يجب على الكرة البليدية أن تعود إلى سابق عهدها، وتصبح مصدرا للاعبي للمنتخب الوطني، وأنا من خلال جريدة "الشباك"، أصرح بأنني على أتم الاستعداد لكي أساند فريق الوداد وأن أقدم له كل المساعدة التي يحتاجها، من أجل أن تكون الكرة البليدية هرم البطولة الوطنية ونعيد هيبة الفرق المتيجية ونعيد الفرحة للأنصار البليديين. من هو اللاعب الذي يعجبك؟ دزيري بلال فهو لاعب قدير، وفنان داخل الملعب، كما ينجلي دوره القيادي على الفريق داخل الميدان، وأنا شخصيا أعتبره اللاعب الكبير في المناسبات الصغيرة، واللاعب العظيم في المناسبات الكبيرة. وعلى المستوي الدولي؟ الجوهرة السمراء"بيليه"، واللاعب زين الدين زيدان، الذي هو عملة نادرة في الملعب وخارجه، وأنا أعشق فيه مبادراته الخيرية وكذا افتخاره بأصله، وهو مثال يجب على لاعبينا الإقتداء به. وما هو فريقك المفضل على المستوى الدولي؟ الإتحاد الملكي لبرشلونة. كلمة ختامية محمد أتمنى أن أوفق، وأؤدي مشوارا يليق بسمعة المدينة، وتاريخ الفريق، وادعوا من أنصارنا أن يقفوا معنا، وأن يؤازرونا، كما فعلوا دائما وأن يساندونا في الحلوة والمرة، كما أرجوا أن يقدم اللاعبون للفريق مثلما منح لهم.