زعيم البليدة للشروق: عدت لتسيير مشاكل الفريق ولن يقف أحد في وجهي

فجر الرئيس الجديد القديم للبليدة محمد زعيم قضايا كثيرة تبقى تصنع الرأي العام الرياضي لأول مرة، وكشف الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عودته لرئاسة النادي بعد أن أقسم على عدم العودة سابقا، وأسرار خفية عن حياته الشخصية يبوح بها لأول مرة، وكثيرا من التفاصيل والقضايا‮ التي‮ تصنع‮ الحدث‮ في‮ الايام‮ الاخيرة‮ تكتشفونها‮ فيما‮ يلي‮.
حكيم بلقيروس‮ فيسة‮/ يوسف‮ بن‮ محمد‮/ بلال وهاب
جاؤوا‮ بي‮ في‮ 96‮ ولم‮ أكن‮ أعلم‮ أنه‮ في‮ القسم‮ الثاني‮
عن ولوجه عالم تسيير الفريق البليدي قال محمد زعيم إن بعض الأطراف المقربة هي من جاءت به إلى رئاسة النادي، إضافة إلى الأنصار، في وقت لم يكن يتابع أخبار الفريق من 76 الى 96 بسبب الانشغالات المهنية، وقال زعيم انه كان يجهل أن الفريق يتواجد في القسم الثاني، وقد تم‮ إعادته‮ إلى‮ القسم‮ الأول‮ في‮ أول‮ موسم‮.‬
المسؤولية‮ تكليف‮ وبسبب‮ البليدة‮ "‬ربحت‮" أعداء
"المسؤولية تكليف وليس تشريف"، بهذه المقولة عبر محمد زعيم عن ترأسه للجمعية الرياضية التي قال إنها سببت له مشاكل عديد مع بعض الاشخاص "بسبب صرامتي وشخصيتي ربحت أعداء كثر بدون فائدة، حيث ان صرامتي في مواقف عديدة أغلقت الباب في وجه عدة اسماء، الساعية للمصلحة، وما‮ يجب‮ التنبيه‮ له‮ هو‮ أن‮ ما‮ قمت‮ به‮ هو‮ واجب‮ تشرفت‮ بالقيام‮ به‮ على‮ أكمل‮ وجه‮".‬
‮ الوالي،‮ ملاح،‮ خلايفية‮ والأنصار‮ كانوا‮ سبب‮ عودتي‮ وهدفنا‮ البقاء
قال‮ ضيف‮ الشروق‮ إن‮ عودته‮ إلى‮ رئاسة‮ الجمعية‮ الرياضية‮ لاتحاد‮ البليدة‮ بعد‮ أربع‮ سنوات‮ من‮ المغادرة،‮ جاءت‮ بعد‮ ضغوطات‮ كبيرة‮ من‮ الشارع‮ الرياضي‮ والمسؤولين‮ المحليين‮ يتقدمهم‮ السيد‮ والي‮ الولاية‮ واضح وكذا مدير الشباب والرياضة ملاح إضافة إلى المكلف بالمنتخبات الوطنية سابقا محمد خلايفية الذي كان من بين الشخصيات المؤثرة التي ساهمت في عودتي باعتباره مقرب ووفي لي، ولم ينس زعيم إلحاح الأنصار البليديين الذين كانوا يوميا بين الغادي والرائح، ورفضت مشاهدة النادي‮ في‮ وضعية‮ خطرة‮ وأبقى‮ أتفرج‮.‬
وسيكون‮ البقاء‮ في‮ القسم‮ الأول‮ كهدف‮ أول‮ ينبغي‮ تحقيقه‮ خلال‮ الفترة‮ الحالية‮.‬
انتخبت‮ حتى‮ جوان‮ وورثت‮ فريقا ‮"‬خردة‮"‬
رفض زعيم الحديث عن أهداف الفريق الموسم المقبل وإمكانية اللعب على إحدى الجبهات لمنح الاتحاد أول تاج وطني، حيث شدد على أن مهمته تنتهي شهر جوان المقبل، وبعد ذلك لكل حادثة حديث، وحتى وان رفض تسمية الرئيس الاسبق محمد زحاف إلا انه أكد على أنه ورث فريقا غير عاد أشبه‮ ب‮"‬الخردة‮"‬،‮ حيث‮ أن‮ النادي‮ منهار‮ على‮ جميع‮ المستويات‮ ويجب‮ هيكلته‮ كلية‮.‬
أنا‮ رئيس‮ للجمعية‮ وكرة‮ القدم‮ فقط‮ تكلفنا‮ 5‮ ملايير‮
الحديث عن كرة القدم بشكل موسع جعل زعيم يذكر بأنه رئيس الجمعية الرياضية بكل فروعها التي يسعى بالرقي بجميع الرياضات وتحسين نتائجها، كما أن تسيير فرع كرة القدم في الستة أشهر يلزمه 5 ملايير للمواصلة، وهي القيمة التي يجب توفيرها لضمان البقاء.
بلال‮ "‬متقاعد‮"‬ وشقته‮ الحالية‮ ملك‮ البليدة
برر زعيم طرده للمهاجم بلال زواني فور عودته لرئاسة البليدة بعدم حاجة النادي للاعب لا يقدم اي شيء، وبقاؤه كعدمه خاصة وان الفريق قدم له مباراة اعتزالية موسم 2003 ضد البرج رفقة حانيشاد، مستغربا من بقائه في الميادين لكل هذه الفترة، مانعا الشباب من التألق مستدلا بمقولة المدرب الفلسطيني حاج منصور الذي قال "بلال انتهى ولم يبق له الا توديع الملاعب"، مضيفا أن الفريق ساهم في إعانته في حل مشكلة السكن، حيث يقطن حاليا في شقة تابعة للفريق وفرشناها له منذ مدة. لكننا لن نلجأ الى طرده.
مهداوي‮ عارضت‮ طرده‮ وهذه‮ نكتتي‮ مع‮ معوش‮
عاد بنا ضيفنا إلى فترة زمنية سابقة وطريقة تسييره ومعاملاته، مسردا لنا عدة نقاط مهمة يجهلها القارئ البليدي، أهمها معارضته للمدرب لطرد اللاعب مهداوي، حيث أكد على ان اللاعب يتمتع بإمكانات كبيرة فجرها فيما بعد، فيما تبقى قصته مع لاعب أهلي البرج حاليا كمال معوش أكثر اثارة وأشبه بالنكتة على حد تعبير محدثنا "ففي أحد المواسم وبعد ان تغلب الفريق في إحدى المباريات كان يعتقد اللاعب اننا نسينا معاقبته وتم خصم قيمة هامة من قيمة إمضائه وصلت الى 120 مليون، لكن اللاعب تبقى علاقته معي مميزة وحين يتصل يقول معك اللاعب الذي أمضى‮ بدون‮ مقابل‮".‬
حركاس‮ عزيز‮ مكرم‮ واحتضن‮ الأعداء‮ من‮ أجل‮ البليدة‮
رغم ان الجميع كان يعتقد ان زعيم سيطرد بلال حركاس بسبب العلاقة المكهربة بينهما سابقا والتي وصلت حد الدخول لأروقة المحاكم، الا ان الرئيس خالف كل التوقعات وضرب معارضيه بالضربة القاضية، حين تحدث مع اللاعب ووالده، مؤكدا له ثقته فيه "بلال لاعب جيد وما حدث سابقا يبقى‮ للماضي‮ وتحدثت‮ معه‮ ومع‮ والده‮ وقلت‮ له‮ انه‮ سيكون‮ معززا‮ مكرما‮ معي‮"‬،‮ مضيفا‮ ان‮ اللاعب‮ ليس‮ عدوا‮ وحتى‮ اعدائي‮ أحتضنهم‮ من‮ أجل‮ مصلحة‮ البليدة‮".‬
تال‮ مامادو‮ واحمادو‮ أول‮ المستقدمين‮ ولا‮ أمانع‮ عودة‮ زميت‮ وباداش
‮ فيما يخص قائمة اللاعبين المستهدفين قال زعيم ان البوركينابيين تال مامادو واحمادوا سيكونان مع الفريق بعد تكليف أحد معاونيه بإنهاء الصفقتين، ولم يمانع في عودة باداش وزميت اللذين يبقيا يحظيان بالثقة، واستبعد زعيم رفض الشارع عودة باداش، مؤكدا ان اللاعب لو يدشن عودته‮ بأهداف‮ فسيكسب‮ شعبية‮ كبيرة‮".‬
اللاعبون‮ منهارون‮ بدنيا‮ وبلواهم‮ سنمنحه‮ لمن‮ يطلبه
استغرب زعيم للحالة البدنية الضعيفة للاعبي البليدة "في الحقيقة استغرب من الضعف البدني الكبير للاعبين، فما لا يقل عن 14 لاعبا مطالبا بإعادة تحضير جذرية. وحسب أغلبهم فإن الطاقم الفني السابق لم يقم بأي تحضير والحصص التدريبية كانت مخصصة لمباريات تطبيقية للمتعة. وسيتم برمجة تربص مغلق بالجزائر، كما تطرق الى اللاعب بلواهم الذي قال انه مسرح رسميا إلى الفريق الذي يطلبه وسيتم تسهيل انتقاله، مبررا إبعاده برفضه التدرب دون تقديم حجة مقنعة "لن نتعامل بالعاطفة وكل شيء يجب ان يتغير".
اخترت‮ افتسان‮ وحانيشاد‮ لأنهما‮ الأنسب‮ للبليدة‮
عن اختياره للمدرب يونس افتسان قال ضيف الشروق إنه الأنسب لتدريب الفريق رغم الأسماء المعروضة علي، مضيفا ان صداقتي السابقة معه سهلت لنا الاتفاق السريع، حيث كان من بين ضيوفي في حمام ملوان، نفس الأمر لمدرب الحراس حانيشاد الذي يملك نظرة جيدة عن البليدة".
اندزنقا‮ منحته‮ الاموال‮ فأصابته‮ الدهشة‮
ما يؤكد الحالة الفوضوية التي كان عليها النادي هو ما تجسد في تصرف اندزنقا، فبعد عودتي منحته راتب شهرين ولما لمس الاموال أصبح يتفحص فيهم بفرح شديد قائلا "منذ شهور لم ألمس الاموال، انه أمر غاية في السعادة".
أحرق‮ بيته‮ بيده‮!‬
اعترف محمد زعيم بأنه كاد أن يتسبب في كارثة داخل بيته في أحد الأيام الشتوية، حيث قال زعيم "قبل أن أخرج إلى السوق لقضاء بعض الحاجيات العائلية أوقدت مدفأة البيت التي لم تشتعل منذ مدة وكان يوما مثلجا وتركتها وخرجت، وعند عودتي حضرنا كل شيء للغذاء ولاحظت قبلها أن حرارة البيت لم تكن اعتيادية، لكني لم أولِ اهتماما بذلك، لأن البرد كان قارصا في الخارج، وبعد وقت قصير ناداني أحد الأصدقاء وقال بأن دخانا كثيفا يخرج من سطح البيت ولمته على ذلك وقلت بأنه دخان المدفأة، وأصر على العكس، وكان محقا واكتشفت بأن سقف البيت ملتهبا وكاد‮ البيت‮ كله‮ أن‮ يحترق،‮ وهذه‮ القصة‮ ربما‮ من‮ بين‮ طرائف‮ زعيم.‬
يتمنى‮ مباراة‮ صلح‮ مع‮ العميد‮ وبوفاريك
وتبقى إحدى أمنيات زعيم هي إعادة الحياة إلى مجاريها بخصوص علاقات البليدة مع الفرق الأخرى على غرار مولودية الجزائر والجار الآخر وداد بوفاريك "كرة القدم ما هي إلا رياضة فقط وأسعى لإذابة الجليد بين أنصار البليدة وأنصار مدينة بوفاريك الذين يوجد فيهم محبون للبليدة، فنحن جيران وليس من اللائق أن تكون بيننا عداوة، وأريد أن نلعب لقاء صلح بين الاتحاد والوداد وكذلك مع مولودية الجزائر بملعب بوفاريك، ولما لا نصر حسين داي، لكي نساهم على الأقل في الحد من ظاهرة العنف في الملاعب التي تشوه صورة الكرة الجزائرية".
متفرقات
‮ *‬‮ ملاح‮ لم‮ يخط‮ في‮ قضية‮ الملعب‮ ومستحقات‮ الفريق‮ محددة‮ بمرسوم‮ وزاري‮ وهي‮ 30‮ بالمئة‮
* لدي‮ وعود‮ من‮ الصناعيين‮ لتقديم‮ الدعم‮ كما‮ سأجتمع‮ مع‮ رئيس‮ الصناعيين‮ سيم‮ الزغيمي‮ وايضا‮ مع‮ جيزي‮.
*‬‮ فيما‮ يخص‮ زان،‮ زواني‮ رضا‮ وباشا‮ فإن‮ مصيرهم‮ تم‮ الفصل‮ فيه‮ بمغادرتهم‮ نهائيا،‮ حيث‮ طلبت‮ من‮ افتسان‮ ان‮ كان‮ يرغب‮ في‮ أحدهم‮ وأكد‮ عدم‮ حاجته‮.
*‬‮ قضية‮ إبعاد‮ رضا‮ زواني‮ إلى‮ اتحاد‮ العاصمة‮ سابقا‮ لا‮ أتحملها‮ حيث‮ ان‮ المدرب‮ انذاك‮ هو‮ من‮ فصل‮ وطلب‮ تسريحه‮.
*‬‮ اصطحب‮ زعيم‮ أحد‮ مقربيه‮ يدعى‮ سفيان‮ وهو‮ من‮ الاوفياء‮ له‮ وبإمكانه‮ إفادة‮ الفريق‮ في‮ أمور‮ كثيرة‮.
*‬‮ في‮ البليدة‮ جلبوا‮ 300‮ مسير‮ ولم‮ يقومو‮ ا‮ بشيء،‮ في‮ حين‮ أعمل‮ وحدي‮ مع‮ بعض‮ المقربين‮ الذين‮ يصلحون‮.
*‬‮ احتراما‮ لزملائي‮ الرؤساء‮ لم‮ اتصل‮ بأي‮ لاعب‮ ولن‮ يكون‮ ذلك‮ الا‮ بموافقتهم‮ كما‮ لم‮ يتصل‮ بي‮ أي‮ رئيس‮ يطلب‮ أحد‮ لاعبينا‮.‬
*‬‮ ليس‮ لي‮ اي‮ علاقة‮ مع‮ زحاف‮ عمليا‮ او‮ شخصيا‮
*‬‮ أنا‮ مقصر‮ في‮ حق‮ عائلتي‮ بسبب‮ أشغالي‮ والرياضة‮ ايضا‮ وأرجو‮ ان‮ يعذروني‮
*‬‮ ليس‮ من‮ يمنح‮ 50‮ مليونا‮ يضع‮ اسمه‮ في‮ قميص‮ الفريق‮
*‬‮ سنسترجع‮ مقر‮ الفريق‮ فهو‮ ملكية‮ شخصية،‮ كما‮ سيتم‮ مناقشة‮ اللاعبين‮ عن‮ عقودهم‮ وكل‮ حسب‮ امكاناته‮.
*‬‮ ماروسي‮ يذكرني‮ باللاعب‮ الارجنتيني‮ أرديلاس‮ وله‮ إمكانات‮ كبيرة‮ ان‮ حافظ‮ عليها‮
*‬‮ يعجبني‮ دزيري،‮ عمور،‮ شويح‮ ومونشاري‮.‬
بورتريه
محمد‮ زعيم.. حينما‮ يصنع‮ الحرمان‮ زعيما
من‮ رحم‮ المعاناة‮ والحرمان‮ ولد‮ سعيد‮ ساطا‮ الذي‮ أصبح‮ "‬زعيم‮" البليدة‮ فيما‮ بعد‮ ورئيس‮ فريقها‮ حاليا،‮ رفع‮ التحدي،‮ ورضع‮ من‮ حليب‮ الشقاء‮ الذي‮ يُشبع‮.‬
يحكي‮ محمد‮ زعيم‮ يوميات‮ الطفولة‮ بحرقة،‮ والدي‮ تزوج‮ من‮ اثنتين‮ "‬فلي‮ أشقاء‮ من‮ الأب‮ فقط،‮ ونور‮ الدين‮ شقيقي‮ يصغرني‮ من‮ الأم‮".‬
لا يكنّ حقدا لمن ظلمه في طفولته، وهو الذي عانى ويلات الاضطهاد من شقيقه من الأب فقط والذي كان يضطره للعمل أكثر من 13 ساعة في اليوم في المقهى الذي يملكه، لكنه لا يكنّ حقدا له حاليا لأنه يؤمن "بالعفو عن المقدرة".
يقول‮ محمد‮ زعيم‮ أن‮ أصول‮ والده‮ من‮ مليانة،‮ لكنه‮ بصر‮ النور‮ في‮ البليدة،‮ رغم‮ أنه‮ عاش‮ الطفولة‮ في‮ "‬دهليز‮ مظلم‮" واضطر‮ للتوقف‮ عن‮ الدراسة‮ في‮ السنة‮ الخامسة‮ ابتدائي‮ ليعيل‮ أسرته،‮ ويبرّ‮ بوالدته‮.‬
يقول‮ "‬والدتي‮ كانت‮ تشتغل‮ كعاملة‮ نظافة‮ في‮ بوفاريك،‮ حيث‮ كنت‮ أدرس‮ هناك،‮ فوجدت‮ نفسي‮ مضطرا‮ لأن‮ أغادر‮ مقاعد‮ الدراسة،‮ وأحفظ‮ كرامة‮ والدتي‮".‬
محمد زعيم ليس بعيدا عن المجال الرياضي، حيث تعلم أبجديات الكرة في فريقه المحبوب إتحاد البليدة وتدرج في صفوفه الى سن الأكابر، قبل أن يتوقف في ال 19 من عمره بسبب "المحسوبية التي ميّزت عالم الكرة" ليتفرغ للبحث عن لقمة العيش، اضطر لولوج عالم التجارة فبدأها بالطباعة‮ والمتاجرة‮ في‮ السيارات‮ في‮ الثمانينيات،‮ ليقتحم‮ عالم‮ المشروبات‮ في‮ التسعينيات‮.‬
مبدأه "التجارة شطارة" فصنع اسما لنفسه في عالم الأعمال، ليتسلم رئاسة الفريق في 96 ويقوده للدرجة الأولى وقاده لأفضل إنجاز في تاريخ الفريق، ليغادره مرغما ويعود إليه مرغما، على حد قوله، "المسؤولية تكليف وليست تشريف"، لذلك سيدفع رئيس إتحاد البليدة الغالي والنفيس‮ لإنقاذ‮ الفريق‮ من‮ شبح‮ السقوط‮ الذي‮ يتهدده‮.‬
زعيم رجل الأعمال الحالي يدير العديد من المؤسسات، فمن مسير لشركة المشروبات "أورونجينا" الى مقاول، حيث يشرف على إنهاء فندق "الورود" من خمسة نجوم إلى مستثمر سياحي يدير حمام ملوان إلى تاجر في صناعة الورق، إلى فلاح ومربي للأبقار كلها أعمال يديرها بنجاح.. أليس هذا‮ بزعيم؟؟
عكس‮ التيار
‮"‬أنا‮ ديكتاتوري‮ ولا‮ أريد‮ بطانة‮"‬
"‬أنا‮ مسير‮ مشاكل‮ البليدة‮ ولست‮ رئيسا‮ لها‮" هكذا‮ وصف‮ محمد‮ زعيم‮ عودته‮ للفريق،‮ وهو‮ ما‮ يميزه‮ عن‮ باقي‮ رؤساء‮ الأندية،‮ إنه‮ يتمتع‮ بصراحة‮ متناهية،‮ ومستعد‮ للمجابهة‮ دون‮ أن‮ يخشى‮ لومة‮ لائم‮.‬
يؤكد زعيم أنه ديكتاتوري في تسييره لشؤون الفريق، ولا يريد حاشية أو بطانة لا تغنيه عن شيء بل تزيده مشاكل، لكن هل لزعيم مستشارين؟ رد على سؤال "الشروق"، "في أغلب الأحيان لا أستشير أحدا، لكني أتشاور كثيرا مع المدرب وفي الأخير تكون الكلمة الأخيرة لي".
لكن البعض يصف الرئيس الحالي لاتحاد البليدة بصعب المراس، فرد على ذلك " أنا احترم نفسي وأضع حدودا لي ولغيري، هناك احترام متبادل مع كل من أتعامل معهم والحكم يبقى لكم، فأنا لست شيطانا ولا ملاكا".
من‮ الذاكرة
‮"‬لم‮ أشهر‮ مسدسي‮ في‮ وجه‮ أحد‮ وهذه‮ حكايتي‮ مع‮ حيمودي‮"‬
لأول‮ مرة‮ يخوض‮ محمد‮ زعيم‮ في‮ قضيته‮ المشهورة‮ مع‮ الحكم‮ جمال‮ حيمودي،‮ والذي‮ اتهمه‮ بتهديده‮ بالقتل،‮ حينما‮ طارده‮ وأشهر‮ المسدس‮ في‮ وجهه‮.‬
ضيف‮ "‬الشروق‮" أعاد‮ شريط‮ الذكريات‮ إلى‮ ثماني‮ سنوات‮ خلت،‮ وباح‮ لأول‮ مرة‮ بتفاصيل‮ الحادثة‮.‬
قال زعيم: "بصراحة سأقص التفاصيل بكاملها دون زيادة أو نقصان"، ثم تابع "حينما أدار الحكم حيمودي مباراة فريقي البليدة ضد مولودية قسنطينة، وبينما كنا متفوقين بهدف دون مقابل، منح حيمودي ضربة جزاء خيالية للفريق الضيف في الوقت بدل الضائع".
اعترض زعيم عن هذا القرار وقال بأنه أعلن في المرة الأولى أنها مخالفة قبل أن يتردد ويعلنها ضربة جزاء، يصمت زعيم برهة ثم يقول "حينها كان يتردد في ذهني حديثي مع رئيس مولودية قسنطينة آنذاك عبد الحق دميغة الذي أقسم بأن نقاط الفوز ستكون لفريقه".
ويواصل ضيف "الشروق" سرد الحادثة "حيمودي ومساعداه، أتذكر أحدهما هو جزار فرا على جناح السرعة مع نهاية المباراة، فطاردتهما بسيارتي إلى أن وصلنا الى منطقة عين الرمانة (تبعد حوالي 20 كلم عن البليدة)، لقد وبخته لكني لم أشهر المسدس في وجهه".
ورد‮ زعيم‮ على‮ الاتهامات‮ التي‮ وجهت‮ له‮ من‮ طرف‮ الحكم‮ حيمودي‮ بالقول‮ "‬ليس‮ من‮ شهامة‮ الرجل‮ أن‮ اعتدي‮ على‮ الغير‮ بسلاح‮ تسلمته‮ للدفاع‮ به‮ عن‮ نفسي‮".‬
ويضيف‮ محدثنا‮ بأنه‮ لم‮ يتجرأ‮ إطلاقا‮ على‮ حمل‮ المسدس‮ أثناء‮ تواجده‮ بالبليدة،‮ "‬لكن‮ حيمودي‮ انتظر‮ إلى‮ غاية‮ وصوله‮ إلى‮ غليزان‮ ليحرر‮ شكوى‮ ضدي‮".‬
وقال‮ إن‮ رئيس‮ لجنة‮ التحكيم‮ آنذاك،‮ بلعيد‮ لكارن،‮ استدعى‮ مساعدَي‮ حيمودي‮ وسألهما‮ فيما‮ إذا‮ كنت‮ قد‮ أشهرت‮ المسدس‮ في‮ وجه‮ فردا‮ بالنفي‮.
‬ واعتبر‮ رئيس‮ إتحاد‮ البلبدة‮ أن‮ صفحة‮ الماضي‮ طويت،‮ وحيمودي‮ سيلقى‮ كل‮ الترحاب‮ إذا‮ تم‮ تعيينه‮ لإدارة‮ مباريات‮ الفريق‮ بالبليدة‮.‬
زعيم‮ ومشاكل‮ السياسة
"‬أجبرت‮ على‮ اقتحام‮ السياسة‮ ولن‮ أعود‮ إليها‮"‬
"‬لم‮ أكن‮ لألج‮ عالم‮ السياسة‮ ووجدت‮ نفسي‮ مجبرا‮ على‮ اقتحام‮ هذا‮ المجال‮"‬،‮ هكذا‮ وصف‮ محمد‮ زعيم،‮ البرلماني‮ السابق‮ عن‮ حزب‮ الأرندي،‮ مؤكدا‮ بأنه‮ أُخذ‮ عنوة‮ للسياسة‮ وهو‮ الذي‮ لم‮ يتمن‮ إطلاقا‮ الخوض‮ فيها‮.‬
وأشار‮ زعيم‮ إلى‮ أن‮ مناصب‮ سياسية‮ محترمة‮ عرضت‮ عليه‮ ورفضها‮ ويرفض‮ العودة‮ مجددا‮ للخوض‮ في‮ السياسة‮.‬
وفيما إذا كان ذلك بسبب قضية الخليفة، قال ضيف "الشروق": "إن الاستماع له في قضية الخليفة لا تخص شخصه وإنما كرئيس لاتحاد البليدة"، مؤكدا بأن الفريق استفاد من الخليفة ماديا مثلما استفادت الخليفة من الإشهار لها في أقمصة الفريق وفي الملعب، وهذا حق شرعي للفريق لا‮ ينازعه‮ فيه‮ أحد‮.‬
وعاد‮ إلى‮ تفاصيل‮ محاكمة‮ القضية،‮ حيث‮ اعتبر‮ زعيم‮ أن‮ مصفي‮ المجمع‮ المنهار،‮ بادسي،‮ أخطأ‮ في‮ معالجة‮ الموضوع‮.‬