يحتضن ملعب مصطفى بالبليدة، ظهيرة اليوم مباراة على بالغ من الأهمية بين أصحاب الذين لم يتذوقوا طعم الانتصارات إلى حد الآن، والضيوف من شبيبة بجاية الذين يطمحون للتنافس عن اللقب، واعتادوا على إحراز النتائج حتى خارج قواعدهم، في مواجهة تدخل في إطار الجولة التاسعة من البطولة الوطنية الرابطة المحترفة الأولى، وتحمل هذه المباراة في طياتها عدة خصوصيات أهمها أنّ أصحاب الأرض مجبرين على الفوز، ولا مجال مطلقا بالنسبة لهم للتعثر في ظل وضعيتهم الحرجة التي جعلتهم يتذيلون ترتيب البطولة الوطنية، وكذا التغيير الذي حدث على مستوى العارضة الفنية بالتعاقد مع المدرب الجديد عبد القادر يعيش، الذي قبل بمأمورية الإشراف على الفريق، إيمانا منه أنه قادر على إخراج الفريق من الأزمة وإعادة قاطرته إلى السكة الصحيحة. يحدث هذا في وقت بلغ فيه ضغط أنصار الإتحاد ذروته، بعد أن سئموا سلسلة النتائج السلبية والسياسة المنتهجة من قِبل الإدارة، على درجة أنهم اتفقوا على مقاطعة اللقاء تعبيرا عن استيائهم من الوضعية. بالمقابل أشبال المدرب مناد، سيخوضون المواجهة بنية الاستثمار في مشاكل البليدة، خصوصا وأنهم يملكون تشكيلة قوية تتكون من ترسانة من اللاعبين الكبار الذين يجيدون التعامل مع الضغط ويحرصون على تحقيق الانتصارات داخل وخارج قواعدهم، ولكن رغم كل هذه المعطيات لا عذر أمام رفقاء القائد شبيرة الذين يتعيّن عليهم الفوز لرد الاعتبار لأنفسهم بالدرجة الأولى، ولأنصارهم الذين سئموا تجرع مرارة الهزائم المتكررة منذ بداية الموسم. حذار من تكرار سيناريو الموسم الماضي وبالعودة إلى فعاليات مباراة الموسم الفارط بين البليدةوبجاية، والتي تزامنت مع مرحلة العودة بملعب تشاكر، نجد أنّ أبناء يما ڤورايا فعلوها الموسم الفارط في تشاكر، أين ألحقوا هزيمة نكراء بأبناء مدينة الورود، حين فازوا بهدفين نظيفين وأزموا أكثر من وضعية البليدة حينها والتي كانت مهددة بالسقوط بشكل كبير، وبالتالي يتعين على اللاعبين تفادي تكرار سيناريو الموسم الفارط بالحرص على عدم تكرار الأخطاء السابقة والتركيز واللعب بحرارة كبيرة في سبيل إحراز أول انتصار، من شأنه أن يسمح لهم بمواصلة المشوار في أحسن الظروف والأحوال، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. اللاعبون عازمون على رفع التحدي لمسنا رغبة كبيرة عند عناصر التشكيلة البليدة لرفع التحدي، وقول كلمتهم في مباراة اليوم أمام شبيبة بجاية، فرغم قوة الضغط المفروض عليهم، إلا أنهم يحاولون قدر المستطاع التخلص منه من خلال إحراز أول انتصار، سيما وأنّ انطلاقتهم الحقيقية تأجلت كثيرا، بالإضافة أنّ المدرب يعيش الذي أشرف مؤخرا على التشكيلة البليدية، ركز كثيرا على الجانب النفسي والظاهر أنه تمكن بشكل كبير من تمكين اللاعبين باسترجاع الثقة اللازمة في أنفسهم، وبالتالي فإن الجميع ينتظر منهم رد فعل إيجابي في مواجهة اليوم أمام شبيبة بجاية. يعيش أمام امتحان حقيقيا ويأمل في إحداث "الديكليك" وبالرغم من أنّ المدرب الجديد للاتحاد عبد القادر يعيش، أشرف حديثا على العارضة الفنية، إلا أن لمسته منتظرة في مباراة اليوم، حيث عاين المنافس جيدا وحرص على إعداد التشكيلة المثالية التي بإمكانها أن تحدث "الديكليك"، ويأمل بدوره أن يكون لاعبيه في المستوى وأن يبلون البلاء الحسن، لأن نجاحه في مهمته مرهون بشكل كبير بالفوز في مواجهة اليوم أمام بجاية، فالصديق الحميم للمدرب الذي الذي يمكن أن يشفع له هو النتائج الإيجابية. التسجيل في المرحلة الأولى يضمن التحرر وبالنظر إلى المعطيات التي يمكن أن تجري فيها المباراة، يمكن القول إنه في حال تمكن أبناء مدينة الورود من التسجيل في المرحلة الأولى، فالأكيد أنّ ذلك سيسمح لهم بالتحرر وتسير باقي أطوار المباراة بإحكام، علما أنّ البليدة لم تسجل أي هدف منذ بداية البطولة بملعب تشاكر والهدفين اللذان سجلهما جمعوني كان خارج القواعد، الأول في عنابة والثاني بملعب بولوغين، مما يوحي أنّ الفريق يعاني من عقدة في التهديف تعد بمثابة السبب الحقيقي للنتائج السلبية المحصل عليها.