المنتخب الأول يملك كل المؤهلات للإطاحة بأسود الأطلسي بكلمات مليئة بأسمى المعاني الفرحة عقب التتويج، يحدثنا قائد المنتحب الأولمبي سعيد بلكالام عن الإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني في المغرب، مشيرا في سياق حديثه إلى أهم النقاط التي قادتهم إلى تحقيق ذلك، والتي من شأنها أن تساعد منتخبنا الأول والمحلي في الاستحقاقات القادمة التي تنتظرهما في التصفيات وأمم إفريقيا على التوالي. بداية كلمة عن التتويج؟ ماذا تريدني القول أكثر من أنّي سعيد بهذا التتويج، لم يسبق لي تذوق حلاوة لقب مع المنتخب الوطني، أنا في قمة السرور وأتمنى أن نواصل على هذا المنوال حتى نتمكن من المرور إلى أولمبياد لندن إن شاء الله. أتقصد أنه الأول من نوعه بالنسبة لك؟ نعم إنه الأول من نوعه، أنا فخور به، لأن الأمر تعلق اليوم بتشريف الراية الوطنية، وأن تعلم أنك تحت أعين أزيد من35 مليون نسمة شيء كبير والإحساس به عظيم، سبق لي وأن عشت نفس الشعور مع الشبيبة التي أحترمها ما حيَيْت في رابطة أبطال إفريقيا بعد إطاحتنا بالأندية المصرية والتأهل إلى المربع الذهبي، وبوجه الخصوص المواجهة الكبيرة التي أنهيناها بالتعادل أمام الأهلي في القاهرة، لكن الاختلاف الموجود هو أننا اليوم وفقنا في رفع كأس "لوناف"، لكن مع الشبيبة لم نوفق في تجاوز عتبة مازامبي. هل لك أن تصف لنا شعورك وأنت تستلم الكأس؟ كما قلت، كنت جد سعيد، شعرت أنّي أحمل كأس يسعد بها كل الجزائريين لا أخفي عليك اليوم عرفت ما معنى التألق مع المنتخب الوطني، نكهته خاصة عن تلك التي تتواجد في الأندية مهما كنت تحب ناديك، فأنا مثل متيم بحب الكناري وأعشقه إلى حد الجنون، لكن ما عشته مع المنتخب أمرا آخرا. نفهم من كلامك أن وطنية اللاعب تظهر جليبا حين تقمص ألوان المنتخب والدفاع عنها؟ هذا ما أردت قوله، كلما تعلق الأمر بالوطن الحبيب، إلا وتجد اللاعب الجزائري يبذل مجهودات أقل ما يمكن القول عنها إنها كبيرة، حب الوطن يدفعك دائما إلى التضحية من أجله. كيف يمكنك أن تقيّم الدورة؟ مستوى الدورة كان لا بأس به في وجود منتخبات قوية على غرار المغرب، الكامرون وليبيا، الفرصة كانت مواتية لنا للوقوف عند المستوى الذي وصلنا إليه اليوم والحمد لله "الهدرة" اليوم ستكون في أولمبياد لندن التي سنعمل بإذن الله على الوصول إليها. أتقصد أن المستوى الذي ظهرتم به كان عالٍ؟ يمكن القول إننا كنا في المستوى إلى حد بعيد، كل من تابع المواجهات التي لعبنا أكد أننا كنا جيدين بدنيا وفنيا، والفضل يعود إلى الطاقم الفني بقيادة المدرب آيت جودي. ألا ترى أن مستوى المنتخبات الأخرى كان أضعف؟ لا، هذا غير صحيح من يقول إن مستوى الفرق الأخرى ضعيف فإنه مخطئ، صحيح أننا تمكنا من الإطاحة بجل الفرق وبنتائج ثقيلة، لكن هذا كان من منطلق أننا كنا الأحسن وليس له علاقة بمستوى المنتخبات الأخرى. كنتم من بين العناصر التي صنعت الحدث.. هل من تعليق؟ الحمد لله الذي وفقني على أداء واجبي على أتم وجه، أن أكون من العناصر التي تصنع أمجاد الجزائر فهذا يشرفني ويسرني كثيرا، عليّ الآن العمل أكثر من أي وقت مضى حتى أتمكن من تطوير إمكاناتي ولمَ لا الالتحاق بالمنتخب الوطني الأول. آيت جودي بدوره أثنى كثيرا على أدائك وقال إنك من بين العناصر التي سيكون لها شأنا مستقبلا، ماهو رأيك؟ آيت جودي مدرب كبير وهو يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين، حتى أنه كان بمثابة اللاعب رقم ال12من خلال النصائح التي كان يوجهها، وما وصلنا إليه اليوم هو بفضله وثناؤه على المردود الذي قدمته أعتبره تكليف أكثر منه تشريف لأنّي سأكون مطالبا بتطويره في الفترة القادمة. التحدي القادم سيكون التأهل إلى أولمبياد لندن كيف ترى ذلك؟ سنعمل كما قلت على تجاوز هذا الإنجاز والتركيز أكثر على العمل أولا مع الأندية وتحسين مستوانا حتى نكون في قمة العطاء، وإن شاء الله سنتمكن من تجاوز كل العقبات وتحقيق الهدف المنشود. أنت الآن ضمن المنتخب الأولمبي واسمك ضمن قائمة المنتخب المحلي، ماهو هدفك القادم؟ صحيح أنّي اليوم ضمن المنتخب الأولمبي واسمي مندرج ضمن قائمة اللاعبين المحليين، لكنّي إلى حد الساعة لم أضمن أي شيء على كما قلت، بذل مجهودات مضاعفة وتحسين مستواي وبعدها فقط يمكن الحديث عن الهدف الذي سطرته، وبالرغم من كل هذا فإنّي لا أخفي عليك إن هدفي هو الالتحاق بالمنتخب الأول هذا هو حلمي وحلم كل لاعب جزائري الغيور على وطنه. أتعني أن التحدي سيكون صعبا؟ الأسماء التي تتواجد ضمن القائمة من شأنها أن تتنافس بقوة لضمان مكانة ضمن التركيبة البشرية التي ستتنقل إلى السودان، لذا أؤكد أنّ التنافس سيكون على أشده بين كل العناصر والأحسن هو مَن سيفرض نفسه في الفريق، المهم والأهم هو مصلحة المنتخب الوطني وإعادته إلى السكة الصحيحة، وتأكيد نقطة مهمة وهي أنّ اللاعب المحلي قادر دائما على تشريف الراية الوطنية. هل ترى أنك قادر على فرض نفسك في ظل وجود الأسماء المحترفة؟ من دون أدنى شك، أنا دائم الوثوق في إمكاناتي سأعمل جاهدا على المحافظة على هذه الثقة لأنها تمدني بالقوة اللازمة، اللاعب منا عليه أن يتحلى بها حتى يتمكن من المُضي قدما نحو الهدف الذي سطره في مفكرته، فكرة القدم لا تعترف بمبدأ البطولة الأقوى أو الأسماء لكنها تؤمن بالمردود الذي يقدمه كل واحد فوق أرضية الملعب. من كلامك نلتمس نوعا من الثقة في قدراتك... أليس كذلك؟ لطالما كنت هكذا وسأظل كذلك، لأن اللاعب الذي لا يثق في قدراته عليه أن ينسحب من ممارسة كرة القدم، الثقة في النفس تدفعك إلى التألق أكثر وأكثر. كثُر الحديث عن المواجهة التقليدية بين الخضر وأسود جرجرة خاصة من جانب اللاعبين المغاربة، فما قولك؟ المواجهة من دون شك ستكون صعبة لأنك وكما قلت تقليدية، لكن منتخبنا الوطني قادرا على قول كلمته من خلال التجربة القصيرة مع المنتخب الأولمبي تأكدت أنّ كل الانجازات السابقة نابعة من الروح والإرادة الكبيرة التي تحذوا كل لاعب، لذا وبالمختصر المفيد سنحقق إن شاء الله الفوز على المغرب ولا يهمنا ما يقوله أشقاؤنا المغاربة لأن الساحرة المستديرة تلعب فوق المستطيل الأخضر، المباراة لتزال بعيدة والواجب في الفترة الحالية هو تركيز كل لاعب على تحسين مستواه قبل التربص القادم لضمان تحضير جيد وعندما تحين الساعة يكون الردّ. نرى أنك أخذت صورة على المنتخب المغربي من خلال مواجهة المنتخب الأولمبي، فما هي نصيحتك لبن شيخة؟ لا.. لا يمكن أن أقدم نصائح لمدرب بحجم بن شيخة، هو اسم كبير ويعرف عمله جيدا، ما أردت قوله هو أننا حين واجهنا المغرب أدركنا مفهوم مواجهة تقليدية المباراة كانت وكأنها داربي يلعب في الجزائر بين ناديين كبيرين، وفي مثل هذه المواجهات الروح والانضباط بالإضافة إلى التركيز وبرودة الأعصاب هي من تصنع الفارق، وإن شاء الله سيتمكن منتخبنا الوطني من تجاوز الفترة العصيبة والعودة إلى سكة الانتصارات. هل تود أن تكونا طرف في هذه المواجهة؟ مَن منّا لا يريد حمل ألوان المنتخب الأول والدفاع عن الراية الجزائرية، لكن هذا يتوقف على رغبة الناحب الوطني الذي أنا احترمه، إن كان لي الحظ وكنت ضمن القائمة فإنّي لن أبخل ببذل قصار جهدي للدفاع عن الجزائر. نعود إلى المنتخب المحلي كيف ترى حظوظه في دورة السودان؟ أرى أنها مجموعة متوازنة إلى أبعد الحدود بالنظر إلى المنتخبات الأخرى على غرار السودان، الغابون وأوغندا والحظوظ فيها متساوية، حيث أنّ جل المنتخبات تعرف بعضها البعض من خلال مشاركة أنديتها في المنافسة الإفريقية، لذا فإن الحظوظ ستكون متوازية والتأهل إلى الدور الثاني سيكون من نصيب الفريق الذي يحسن التعامل مع المواجهات الثلاث التي يلعبها. لكن منتخبنا مرشح بقوة للتأهل عن المجموعة... ألا تعتد ذلك؟ صحيح أننا على الورق نمتلك أسماء كبيرة من شأنها أن تصنع الفارق أمام المنتخبات الأخرى، لكن على أرض الواقع الأمر يختلف، حيث أنّ كل فريق سيدافع على حظوظه للظفر بتأشيرة التأهل إلى الدور الثاني وهذا ما يزيد من صعوبة المأمورية بالنسبة لكل تشكيلة، كما لا يخفى عليك أن المجموعة تضم البلد المنضم وهذا ما يعني أننا سنواجه منتخبا مدعوما بأنصاره وهذا حاجزا آخرا، لكن هذا لا يمنع أن نضع هدفا محددا ونسعى إلى تحقيقه. تقصد وضع اللقب الإفريقي كهدف من المشاركة في المنافسة؟ سبق وأن قلت اللاعب الذي لا يطمح ولا يسطر أهداف عليه أن يبتعد عن ممارسة كرة القدم، لأن الساحرة تدفعك إلى ذلك سنذهب إلى السودان من أجل الاستمتاع بممارسة كرة القدم وإمتاع جماهيرنا سنحاول تقديم الأفضل وكن متيقنا أن حالفنا الحظ وتمكنا من ذلك فإننا سنتمكن من الإطاحة بأي منتخب مهما كانت قوته. كلمة أخيرة أقول لكل أنصارنا عليهم الوثوق في إمكانات اللاعبين سواء أولئك المحترفون في أوروبا أو الأسماء المحلية، لأن ثقتهم ووقوفهم إلى جانبنا يمدنا بالقوة ويدفعنا إلى بذل مجهودات مضاعفة، وإن شاء الله سنكون عند حسم ظنهم ونعيد البسمة لشفاههم، كما أنهم مطالبين بمساندة بن شيخة لأنه مدرب كبير والعمل الذي يقوم به جبّار بالإضافة إلى آيت جودي. حاوره: فاتح. ب