أسماؤهم تختلف من أمين.. محمد.. يوغرطة.. وجوليان.. لوبيز.. كارل ولكن بقلب جزائري الفاف تدير ظهرها لهم وهم صغار وتجري وراءهم وهم كبار كثيرون هم اللاعبون الجزائريون بالخارج وخاصة في فرنسا، يوجد منهم المئات إن لم نقل الآلاف، خاصة وأنّ جاليتنا في فرنسا وحدها تقترب من رقم 2 مليون، لذا فإنّ اللاعبين الجزائريون أو لنقل من أصل جزائري يوجدون بكثرة في مختلف الأندية الفرنسية الكبيرة في "الليغ 1؛ الليغ 2" وحتى الأندية الصغيرة في القسمين الثالث والرابع الفرنسي، بل نجدهم حتى في الأندية المجهرية من الدرجات السفلى، هؤلاء اللاعبون لو تسألهم عن جنسيتهم فيجيبونك مباشرة، أنا جزائري وأنحدر من المنطقة الفلانية في الجزائر أسمائهم أحمد، محمد والعربي، يوغرطة، أمين وياسين وغيرها من الأسماء العربية وبعضهم يمتلكون أسماء أوروبية كفلوريان، جوليان لوبيز، أونطوني، مايكل وكارل وغيرها، لكن ما يجمعهم هو الانحدار من الجزائر رغم امتلاكهم للجنسية الفرنسية. المونديال جمع وقربهم كثيرا من الوطن الأم لو تسأل أي لاعب منهم عن الخضر، فسيجيبك ويعطيك أسماء كل اللاعبين ومناصبهم، كما يعطيك حتى المقابلات التي لعبت وكيف كان الأداء فيها، فيفتخر بالجمهور الجزائري ويعتبره الأفضل في العالم، نعم تعلقهم بالجزائر جعلهم يتابعون الخضر خطوة بخطوة، بداية من قهر السنغال ثم مصر فملحمة أم درمان وبعدها ترويض فيلة كوت ديفوار ثم ماذا؟... كوفي كوجيا مَن منّا لا يعرفه؟؛ وبعدها المونديال وهزيمة سلوفينيا، فالأداء الرائع أمام إنجلترا والخروج أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعد كل هذا لا يزال مغتربونا يتابعون المنتخب، فلقد شاهدو ما فعلته بنا تنزانيا وتألموا لمهزلة بانغي أمام إفريقيا الوسطى وحضروا لقاء ليكسمبورغ بقوة رغم البرد وتزامن اللقاء مع اليوم الثاني لعيد الأضحى، رغم أنّ أغلبهم ولدوا وترعرعوا في فرنسا، إلا أنهم دائما ما أكدوا على جزائريتهم والدليل ما كنا نراه من احتفالات بعد كل انجاز للخضر، حيث تكتسي مرسيليا حلة خضراء. ونفس الشيء، للشون زيليزي الذي يسقط في قبضة مناصري المنتخب الوطني، احتفالا بكل انتصار أو لقاءً كبيرا يؤديه رفقاء بوڤرة، هذا الشعور ليس وليد اليوم وليس بسبب انجاز أم درمان، بل ما حدث مؤخرا هو مجرد عودة للتقاليد القديمة حتى لما كانت الكرة الجزائرية تمر بأصعب مراحلها في بداية الألفية، فمن منّا لا يذكر لقاء الجزائرفرنسا بملعب "سان دوني" في قلب فرنسا؟، أين احتل الجزائريون ثلاثة أرباع الملعب وتركوا البقية لأصحاب الأرض في صورة أدهشت الجميع، أولهم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ووزراؤه الحاضرون آنذاك، والذين أدركوا أنّ من يحسبونهم فرنسيين لم ينسوا أبدا جذورهم، والدليل حضورهم بقوة وتشجيعهم للأفناك وأدائهم الرائع للنشيد الوطني. وفي المقابل، التصفير على "لامارساياز" وكلنا نعلم ما حدث بعدها، حيث توقف اللقاء بسبب اجتياحهم للملعب. زيزو الجديد.. النموذج الذي ما تزال الأندية الفرنسية تبحث عليه لا يكاد يخلو أي نادٍ فرنسي من البصمة الجزائرية، فاللاعبين المغتربون متواجدون تقريبا في كل الأندية، وخاصة الكبيرة منها فمرسيليا، ليون، سوشو، باري سان جيرمان، نانت وحتى موناكو، بوردو وماتز وفالونسيان وغيرها من الأندية تملك عديد الجزائريين في الفريق، وفي مختلف الفئات من أقل من 15 سنة وإلى غاية الفريق الأول، فالأندية الفرنسية تبحث عن زيزو أو بن زيمة أو حتى ناصري جديد، فالجزائري موهوب بالفطرة ولو تعطيه بعض الرعاية يعطك الكثير من المتعة، وكما قالها المدرب السابق للمنتخب الوطني في سنوات السبعينات فالونتان ماكري لنا، خلال لقاء اللاعبين القدامى الجزائريين والمغاربة في القاعة البيضاوية، أن الجزائريين موهوبون بالفطرة وزيدان فنان لأنه من أصل جزائري، وهذا لأن والديه جزائريان، فالجزائري يحب كرة القدم حبا جنونيا والدليل ما نراه من شبابنا المتعصبين للمنتخب الوطني ولأنديتهم، وفي المقابل الجزائريون يدخلون أولادهم لهذه المدارس الكروية، رغبة منهم في أن يصير أبناؤهم يوما ما نجما مثل زيدان أو بودبوز أو بن عربية أو حتى صايفي، ولكن لكل والد نظرته حول المنتخب الذي يطمح لأن يلعب فيه ابنه، إلا أن أغلبهم يتمنى لعب ابنه لمنتخب بلاده الأم. جيل جد مميّز في طريقه للبروز في أكبر الأندية الفرنسية نعم هم لاعبون موهوبون، فلا أحد ينكر العنصرية الموجودة في فرنسا ضد اللاعبين من أصول مغاربية، فهم يعانون أكثر من نظرائهم الفرنسيين ولكي تنال مكانة في نادي فرنسي يجب أن تكون أفضل من غيرك، ولو كان مستواك مثل نظيرك الفرنسي الذي أتى للتجارب فلن تكون لك مكانة مع الفريق، ولكن رغم هذا فنرى أن العديد من اللاعبين ينشطون في أقوى الأندية الفرنسية، فأولمبيك ليون مثلا يضم ما لا يقل عن 8 لاعبين جزائريين في الفريق من بينهم الخماسي: طافر، بلفوضيل، غزال، محامحة وزفان في الفريق الثاني وكلهم يمتلكون إمكانات كبيرة؛ فطافر مثلا غادر معارا إلى نادي "تولوز" وأصبح يلعب في كل مباريات الفريق الأول كأساسي أو احتياطي، وهو الذي لم يكن ليلعب أبدا مع "ليون" خاصة مع التعداد القوي الذي يضمه أقوى ناد فرنسي في العشرية الأخيرة، لكنه يبقى مرتبطا بعقد مع الفريق. أما اللاعب الآخر، محامحة كان قائد الزرق إلى غاية فئة أقل من 20 سنة؛ بلفوضيل لازال يلعب مع منتخب فرنسا لحد الآن، أما الثنائي زفان ورشيد غزال فيملكان إمكانات كبيرة جدا، ويوجد أيضا لاعبون آخرون في الفئات الصغرى مثل ياسين بن زيا هداف الأصاغر، وزكريا لعبيدي وسط الميدان البالغين 16 سنة وسبق لكليهما اللعب للمنتخب الفرنسي. وفي سياق متصل، نادي مرسيليا فهو الآخر يضم عديد اللاعبين من بينهم المدافع الأيمن القوي، سامي لاسامي وسمير عباس الذين استدعيا لعديد المباريات مع الفريق الأول حتى في رابطة أبطال أوروبا، أمّا أخوه الأصغر يانيس عباس فينشط في الفريق الثاني والذي يضم أيضا براهيم زنافي ونجيب عماري الدولي، الذي سبق له المشاركة مع المنتخب الوطني وكذا الحارس سيريل بوخيط والذي غادر الفريق هذا الموسم دون نسيان الجوهرة بلال عمراني البالغ من العمر 17 سنة، والمتابع من أكبر الأندية الأوروبية ويلعب مع المنتخب الفرنسي لأقل من 18 سنة، أما نادي "سوشو" أيضا يضم بعض اللاعبين من أمثال المتألق مروان مبراك مع فريق أقل من 19 سنة، وقائد فريق أقل من 17 سنة فاضل لودون، نفس الشيء لنادي "باري سان جيرمان" والذي يضم فلوريان مخجوف قائد الفريق الثاني لنادي العاصمة والمتألق مع أواسط الفريق يانيس تخربوشت الذي تلقى عديد الاستدعاءات لمنتخب فرنسا لكنه لم يلعب لهم، دون نسيان نادي "سانت إتيان" الذي يضم إدريس السعدي الذي خاض بعض المباريات مع الفريق الأول وكذا بلال عواشرية الدولي السابق مع الزرق في فئة أقل من 17 سنة بالإضافة للمتألق مع فريق أقل من 19 سنة كمال الشرقي، ويوجد لاعبون في مونبولييه ولوهافر وفالونسيان ونيم وغرونوبل وفي كل الأندية المحترفة تقريبا وحتى الأندية الهاوية ولو نذكرهم كلهم فلن تكفينا صفحات الجريدة. يحلمون باللعب للمنتخب وينتظرون دعوته بفارغ الصبر أغلب المغتربين يحلمون باللعب للخضر، ولو أنّ بعضهم يتمنى اللعب لفرنسا في الفئات الصغرى، لكن لمّا يتعلق الأمر بالأكابر فالخضر طموحهم الأكبر، ولو نرى ما يحدث من إهمال في منتخباتنا الوطنية الشبانية، فإننا نعذرهم خاصة أنّ ما تعطيه فرنسا للاعبين الشبان من اهتمام كبير وامتيازات سواء في المنتخب أو حتى في أنديتهم، يجعل اللعب للمنتخب الفرنسي طموحا مشروعا مادام باستطاعتهم اللعب للخضر في الأكابر، وأغلب من تحدثنا معهم أكدوا طموحهم وحلمهم باللعب يوما ما بالقميص الأخضر سواء كان ذلك في الفئات الشبانية أو في الأكابر مستقبلا فيانيس عباس لاعب مرسيليا وشقيقه سمير، بالإضافة لزميلهما في الفريق زنافي براهيم والواعد سامي لاسامي أكدوا رغبتهما باللعب للخضر، بينما يقول المتألق مع مونبوليي محمد بوزينة والذي يتنبأ له بمستقبل زاهر، خاصة وأنه متعدد المناصب ويلعب بطريقة رائعة في الدفاع من مواليد 1993 "لن أختار فرنسا وهدفي اللعب للخضر". في حين يؤكد هداف نادي "ليون" في فئة الأشبال، والذي لعب لمنتخب فرنسا ياسين بن زيا أنه سيلبي دعوة الخضر في حالة وصولها، وأن هناك العديد من حاملي ألوان الزرق سيفعلون ذلك، وما قاله بن زيا يؤكد أن الخطأ من عندنا لأننا لم نهتم بهم، في حين يؤكد بلال عواشرية الشاب الواعد ل"سانت إتيان والذي حمل ألوان الزرق هذا العام "اللعب للمنتخب الوطني يهمني، صحيح أنّ اللعب للزرق في الفئات الشبانية أمر مغر ولكن لمَ لا أحمل ألوان بلدي وأنا انتظر استدعاء المنتخب لالتحق به" ويوجد عديد اللاعبين أبدوا رغبتهم في القدوم ولعل من أبرزهم اللاعب المتألق هذا الموسم مع غرونوبل سفير تايدر سليتي. والمتابع من عديد الأندية الأوروبية الكبرى، والذي يحمل ثلاث جنسيات الجزائرية؛التونسية والفرنسية وسبق لشقيقه اللعب لمنتخب تونس، بينما يلعب هو حاليا في منتخب فرنسا رفقة بلفوضيل وسعدي وحتى من لم يسبق لهم اللعب للمنتخبين، يؤكدون يوما بعد آخر طموحهم للعب يوما ما تحت راية الجزائر، كما سبق لبوڤرة، زياني، مطمور، عنتر يحيى، بلحاج وغيرهم فعل ذلك.