تحدّث مهاجم نادي برشلونه "دافيد فيا" في مقابلة مطولة عن العديد من الأمور المهمة به وبفريقه. كما تحدّث عن الشح التهديفي الذي لاحقه معظم فترات الجزء الثاني من الليغا في الموسم الماضي، فأكّد أنه يساعد في أشياء أخرى غير تسجيل الأهداف . هل يعيش المهاجم لأجل الهدف؟
أنا أحاول دائماً أن أفعل أشياء أكثر من تسجيل الأهداف. بكل تأكيد أود أن أسجل الأهداف ولكنني أستطيع أن أقدم أشياءً أخرى غير تسجيلها. والمدرب يرى ذلك جيداً رغم أن تسجيل الأهداف يجعلني سعيدا وأشعر بشعور خاص، الا أن ذلك أحيانا لا يكون له أي معنى في حالة انهزام الفريق، لذلك أرى أن التسجيل مع فوز النادي الشيء المثالي في كرة القدم .
يقال إن المهاجمين أنانيون؟
أعتقد أن من الواجب أن يكون المهاجم أنانياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهذا الأمر قد يكون عاديا في المهاجم وصفة ثابتة، خاصة أن كبار المهاجمين الذين تركوا بصماتهم في كرة القدم، امتازوا بهذه الصفة، لكن لا يجب أن يؤثر على استقرار الفريق ووتيرة اللعب، خاصة أن المهاجم يكون الأقرب للشباك، ولذلك يرى نفسه الأقرب لوضع الكرة بالداخل عوض التمرير ..
هل تمر بلحظات صعبة حينما تلعب عدة مباريات ولا تسجل فيها أهدافا حتى لو كان فريقك فائزاً؟
المهاجم يجب أن يسجل أهدافاً كي يكون راضياً عن نفسه، ولكن عندما يفوز الفريق فلا أهتم بالأهداف، لقد واجهت هذه الوضعية الموسم الفارط مع برشلونة وصمت في عشر مباريات عن زيارة الشباك، لكني رغم ذلك لم أفقد الثقة في نفسي، ولعب المدرب بيب دورا رئيسا في ذلك، حين واصل الاعتماد عليّ، خاصة أنه لو أجبرني على الاحتياط لخلقت أزمة ثقة في اللاعب، وهو أصعب شيء يمكن أن يواجهه أي مهاجم في العالم .
وجاءت لحظة الفرج؟
تقصد هدف المان يونايتد في ويمبلي.. نعم أرى أن ذلك شيئا رائعا أن تصوم لفترة طويلة ثم تعود للتسجيل في لقاء هام كنهائي رابطة أبطال أوروبا وفي ملعب ويمبلي، وبذلك الجمال أمام حارس عملاق وملعب ممتلئ، إنها أجمل هدية بعد أن عاندتني الشباك لفترة طويلة .
كيف تقيّم موسمك الأول مع البارصا؟
حسناً، صرت أحب هذا النادي، وأنا فرح للغاية، فاللعب للبارصا يجعلك تشعر أنك واحد من عائلة هذا الفريق الذي يملك تقاليد كثيرة وعلاقات إنساينة داخل النادي لن تعرفها حتى تكون عضوا، والأخوّة الموجودة بين الجميع والتآزر في غرف حفظ الملابس والقيم الإنسانية، جعلتني أعشق أكثر هذا النادي .
يمكنك أن تعطي رسالة اطمئنان للجماهير قبل لقاء السوبر؟
من المهم أن نحقق الفوز في هذه المباراة وأن نسجل العديد من الأهداف، وعلينا أن نعيد شحن أنفسنا وأن ندخل الموسم بمعنوياتٍ كبيرة. ونحن على استعداد للمنافسة من جديد، وجماهير النادي تثق كثيرا في هذا الفريق والجيل الذي كثيرا ما أفرح عشاقه في العالم في المواعيد الكبرى، ومنها ضد الريال، لذلك أقول لهم: لا خوف على البارصا ضد الريال في السوبر .
في الواقع، ابنتك الكبرى كانت تشجع بويول حينما كنت لاعباً لفالنسيا، كيف عرفت ذلك؟
نعم، في البداية استغرق الأمر بعض الوقت، ولكن فيما بعد تقبلت الأمور، لقد كانت معجبة ببويل وطريقة لعبه، فهو لاعب مقاتل ويملك العديد من المعجبين، والآن بعد أن صار زميلي في فريق واحد هي أكثر سعادة لأنه يلعب بجوار والدها. كارليس لاعب رائع وشخص طيب، أتمنى له الشفاء والعودة الى الميادين بسرعة، خاصة أن الجماهير اشتاقت إليه . الى أين وصلت درجة الجاهزية للقاء الأحد؟ نحن نعمل بشكل جيد كي نكون في مباراة الأحد على أتم جاهزية. صحيح أن هناك بعض العناصر التي غابت عن جولتنا التحضيرية مثل ليو، الذي أعطاه المدرب راحة كان بأمسّ الحاجة إليها خاصة من الجانب النفسي، بعد أن عانى من خروج منتخب بلاده من كوبا أمريكا، التي أكد أنه سيفوز فيها مع منتخب بلاده، وأدرك أن صدمته على غرار كل الأرجنتينيين كانت كبيرة، ومع ذلك أتمنى أن يلتحق بنا، والتحضيرات متواصلة حتى نكون جاهزين للريال رغم أن في بداية الموسم الفريق لا يكون مثلما يكون عليه في منتصفه، لكن هذا الكلام ينطبق على الفريقين وليس على برشلونة فقط. كيف ترى المنافس الريال الذي تدعم بأسماء جيدة؟ لكلِ نادٍ خططه وأسلوب عمل خاص به، ونحن نريد فقط التفكير في فريقنا والفوز بالكأس، ولا يهمنا المنافس بقدر ما تهمنا حالة فريقينا وأسلوبنا في اللعب، الذي سنحاول الحفاظ عليه، خاصة أنه صنع الفارق عدة مرات ضد الريال، لذلك فالتركيز الكبير يكون على حالتنا يوم اللقاء وليس الاهتمام بأحوال المنافس. هل ترى حضور ليو ضروريا؟ ليو هو الأفضل في العالم بدون منازع، وحضوره في اللقاء سيعطي للفريق قوة كبيرة، فهو عنصر فعال ومهم في النادي، مما سيسعد الجميع؛ من لاعبين وطاقم فني وحتى الأنصار، وشخصيا أتمنى أن يكون حاضرا في اللقاء، لكن هناك لاعبين آخرين قادرون على صنع الفارق وتعويض غياب ميسي، فيوجد اياض بيدرو وتشافي وإنيستا، وهي عناصر تستطيع لعب دور القيادة وصناعة الفارق. المنافسة ستكون شديدة بانضمام سانشيز؟ سانشيز لاعب يحب العمل الجماعي، وهو لاعب مهاري ويستطيع أن يزعزع استقرار أي دفاع في العالم، وهذا مثير للاهتمام حقاً. والمهم أننا سنتنافس جميعا من أجل مصلحة برشلونة والنادي الذي نلعب لصالحه، وهو ما سيعود عليه بالفائدة من حيث النتائج والأداء أيضا، وسنواصل الطريق لحصد الألقاب. هناك أيضا سيسك؟ الكل ينتظرون قدومه، وأرى أن التحاقه سيجعل الجميع سعداء، فهو يعرف البيت جيدا، لأنه ابن النادي، ورغبته كبيرة في القدوم الى الكامب نو. أرى أن احترام رغبة أي شخص في الحياة أمر ضروري، لذلك أتمنى أن تتحقق رغبة فابريغاس وينتقل الى الفريق في أقرب وقت، لأنه يعيش فترات صعبة سبق أن عاشها في الصيف الفارط، لكن لدي أمل في أن الوضعية قريبة من الانفراج. تتجهون الى مدريد ومن ثم إلى إيطاليا، كيف ترى الموعد الودي؟ الانضمام الى المنتخب يجعلك سعيدا خاصة أننا نلتقي أصدقاءنا والمدرب ديل بوسكي ونسترجع ذكريات جميلة بالفوز بكأس العالم، نحن في الطريق الصحيح، وأتمنى أن نؤدي لقاء في القمة بين آخر من تُوج بكأسين عالميتين، وأن يكون اللقاء في مستوى وقيمة وتاريخ البلدين في كرة القدم. ك. م/ عن موقع برشلونة بتصرف