بعد ثلاثة أشهر ويوم واحد، وبالتحديد منذ تاريخ 13 ديسمبر من العام الماضي حين واجه نادي سيينا ضيفه أودينيزي، تمكن أخيرا الدولي الجزائري عبد القادر غزال من إنهاء مسلسل جد ممل طال انتظار نهايته من جماهير الفريق “الأبيض والأسود”، وبأضعاف مضاعفة من جماهير المنتخب الوطني التي تنتظر في كل جولة من البطولة الإيطالية ختام صيام النجم الجزائري عن التهديف، فقد ساهم مهاجم “الخضر” في تحقيق “المعجزة”، وعاد رفقة ناديه سيينا من بعيد في نتيجة لقائهم مع العملاق جوفنتوس، حيث عوضوا تخلفهم بثلاثية، إلى تعادل كان بالإمكان جعله فوزا لو أحسنوا استغلال الفرص، مع تألق جد لافت من صاحب الثنائية عبد القادر غزال. “الهدّاف“ تتنقل إلى سيينا = غزال يُسجّل قبل الحديث عن أحداث اللقاء البطولي للنجم الجزائري عبد القادر غزال، لابد من الإشارة إلى أمر حدث معنا للمرة الثانية، فحديثنا مع غزال في عدد يوم أمس هو ثاني حوار تجريه الجريدة في ذات اليوم الذي يمضي فيه أهدافا هذا الموسم، فقد وافق تاريخ 22 أوت الماضي أول أهدافه في أول جولة، وفي أمسية رمضانية أمضى غزال هدفا رائعا في مرمى العملاق ميلان، وفي صبيحة ذلك اليوم نشر حوار مطول مع غزال قام بإجرائه مبعوث “الهدّاف“ إلى إيطاليا، وبالتالي فإن المفارقة هي ارتباط تسجيل غزال أمام الكبار بحواراته مع “الهدّاف“. بداية شاحبة، ديل بييرو يحتفل وسيينا يغرق دخل الفريقان ملعب “ديلي آلبي” بطموحات متباينة، صنعها تموقعهما في جدول الترتيب وحقيقة الأسماء التي ترجح الكفة تماما لأصحاب الأرض، فنادي “السيدة العجوز” يراقب أصحاب المقدمة ويسعى إلى تحسين الأوضاع أكثر، أما نادي سيينا فيبقى دائما في الصف الأخير بعد 27 جولة من البطولة (مباراة يوم أمس تدخل ضمن الأسبوع 28)، وقد تُرجمت تلك الأمور منذ البداية، حيث لم يأخذ ذلك وقتا كثيرا من النجم الإيطالي أليساندرو ديل بييرو الذي نجح في الدقيقة الثالثة في فك شفرة دفاع سيينا بمتابعته كرة مرتدة داخل منطقة العمليات، وبعدها بأربع دقائق أضاف الهدف الثاني لفريقه ورقم 301 في مسيرته مع “اليوفي” احتفل بها كثيرا رفقة أفراد عائلته المتواجدين في المدرجات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أضاف الدولي الإيطالي الشاب أنتونيو كاندريفا هدفا ثالثا في الدقيقة العاشرة من تسديدة بعيدة، لكن كلمة جوفنتوس في اللقاء توقفت عند هذا الحد. الضيوف يعودون، يُقلصون بل ويُسيطرون في ظل سيطرة جوفنتوس ونزعته الهجومية في أول 10 دقائق، لم يتوقع أكثر المتفائلين من جانب الزوار نهاية اللقاء بأقل من خماسية أو سداسية، غير أن العكس تماما هو ما حدث، فأوضاع اللقاء انقلبت رأسا على عقب والتحكم بزمام الأمور أصبح بأيدي الزوار الذين سيطروا على وسط الميدان بفضل القائد “فرڤاسولا“، اليوناني “تزيوليس“ وأيضا عبد القادر غزال الذي مُنح حرية أكبر في التحرك وسط الميدان بعد أن كان مكلفا بالجهة اليسرى فقط من هجوم فريقه، ليُقلص إثر ذلك النجم “ماسيمو ماكاروني“ الفارق بعد انطلاقة سريعة من الجهة اليسرى أنهاها بتسديدة داخل مرمى “شيمونتي“ بديل العملاق “بوفون“ الغائب عن هذا اللقاء، ليتواصل تحكم الزوار بمجريات اللعب حتى صافرة نهاية المرحلة الأولى. نهاية الشوط، العلم الجزائري في الملعب وغزال في حديث مع المالي سيسوكو تحسن أداء نجم “الخضر” عبد القادر غزال كثيرا في آخر نصف ساعة من مرحلة اللقاء الأولى، حيث زاد معدل استحواذه على الكرة، كما أن تحركاته الكثيرة في الجهتين أرهقت دفاع “اليوفي“ بقيادة الخبير “كانافارو“، وبعد صافرة نهاية الشوط الأول لوحظ حديث بين الجزائري والدولي المالي محمد سيسوكو من جانب جوفنتوس، إذ تبادلا فيما يبدو أطراف الحديث حول مجريات الشوط الأول، ومن دون شك عن كأس إفريقيا الأخيرة التي تعارفا بمناسبتها في لقاء المنتخبين الجزائري والمالي في الدور الأول، والتي برز بعدها “الخضر” كثيرا أمام كوت ديفوار باستحقاق مثلما صرح به سيسوكو نفسه في تصريحات سابقة. ومثلما كان علم الجزائر حاضرا في معصم غزال (في الشوط الأول فقط)، شهدت مدرجات “ديلي آلبي” حضوره أيضا من جانب أحد المناصرين الجزائريين في الجهة المخصصة لأنصار سيينا. سيينا يبدأ بقوة وغزال ينهي أشهرا من الصيام مثلما كانت نهاية المرحلة الأولى لصالح لاعبي سيينا، سيطرة على الأقل، جاءت بداية الشوط الثاني قوية جدا منهم، حيث بادروا منذ بدايته إلى الهجوم بتغيير خططي ملحوظ تحول فيه الجزائري تارة إلى لاعب أطراف، وتارة أخرى إلى مهاجم أول أو ثان، وضعية جعلته في المكان المناسب لإنهاء أشهر من الصيام عن التهديف، حين دك شباك جوفنتوس في الدقيقة الثانية من تلك المرحلة بعد متابعته لكرة مرتدة من القادم تسببت فيها تسديدة نجم اللقاء “ماكاروني“، وإثر تسجيله مباشرة أشار غزال بيده ناحية المدرج الحامل للعلم الوطني، في ما يظهر وأنه إهداء خاص إلى المشجع الجزائري، ومن ورائه بالتأكيد جماهير “الخضر” التي انتظرت استفاقة مدللها طويلا. “الغزال” يُواصل الإبداع، يهدر فرصة ثم يُعادل النتيجة لم تتوقف طموحات سيينا بوصولها إلى مرمى جوفنتوس للمرة الثانية، بل تواصل الهجوم الكاسح والخطير للفريق بتألق لافت من غزال، حيث أوشك على دك الشباك للمرة الثالثة في (د55) لولا أنانية أحد الزملاء، ومن ثم تسديدة قوية في (د60) وجدت في طريقها النجم الإيطالي “كانافارو“ الذي حوّلها إلى ركلة ركنية، وبعدها أخطر كرة في اللقاء اصطدمت بالعارضة بعد تسديدة اليوناني “تزيوليس“، لتأتي لحظة الحسم قبل نهاية اللقاء بربع ساعة فقط، فبعد توغل من ماكاروني من الجهة اليسرى، نجح في إرغام المدافع على عرقلته، ما دفع بحكم اللقاء إلى إعلان ركلة جزاء شرعية، تقدم إلى تنفيذها الدولي الجزائري غزال الذي أودعها الشباك بروعة، في مشهد أجلس الحارس العملاق “بوفون” وهو يرى من المدرجات فريقه يعود من فوز بثلاثية إلى تعادل مخيب، لتتواصل بعد ذلك السيطرة من جانب الزوار، مع محاولات عقيمة ل “اليوفي”، قبل إعلان النهاية والأفراح لجماهير سيينا السعيدة ببطولية نجومها. كان محتاجا إلى دفعة، وجود المساندة حرّره وتسجيله الهدف أطلق العنان لعودته القوية ظهر غزال في لقاء أمس بمستويين مختلفين إلى حد بعيد، الأول كان في بداية اللقاء قبل أن يتحسن قليلا في نهاية المرحلة الأولى، أما الثاني فبدأ بعد تسجيله الهدف مباشرة، حيث ارتفع نسق لعبه وأخذ على عاتقه ثقة أكبر بالنفس جعلته يغامر بالتوغل وتمرير الكرات التي منحته عزيمة تتزايد بمرور الدقائق، حتى أنه في لحظة تسديد ركلة الجزاء بدا في قمة الاستعداد ودون أي تردد أودعها بكل قوة داخل الشباك، كما ساهم في ظهور غزال بمستوى كبير جدا وجود الدعم الهجومي، حيث تداول رفقة “ماكاروني“ والبديل الأرجنتيني “لاروندو“ على مركزي الهجوم الصريحين، خاصة في الشوط الثاني. صايفي إستعاد حاسته التهديفية أيضا، جبور متألق في اليونان وغزال أكمل السلسلة كان تألق غزال مساء أمس نهاية جد سعيدة لأزمة شغلت الشارع الرياضي الجزائري لأشهر ماضية، حين كانت النجاعة الهجومية الكابوس المزعج للناخب الوطني رابح سعدان، غير أن الأسبوع الحالي شهد انفراجها، على الأقل نفسيا بالنسبة للاعبين بعد التسجيل مع أنديتهم، حيث فك صايفي عقدته مساء الجمعة بتسجيله أول أهدافه مع ناديه الجديد إيستر، ومن ثم ثنائية غزال مساء أمس، دون تجاهل تألق رفيق جبور الدائم مع فريقه أيك أثينا، فحتى وإن لم يسجل يوم السبت، إلا أنه قدم لقاء كبيرا جدا على كل المستويات. “تسجيلي هدفين أمام جوفنتوس أحسن رد على الذين إنتقدوني” “سأواصل على هذا المنوال لأجل التأكيد مع الخضر في المونديال لأن الكثير أرادوا دفني” “أتمنّى مواصلة التسجيل خاصة مع المنتخب الوطني” بعد أن خصنا أول أمس عبد القادر غزال بحوار في سيينا قبل أن يتنقل لمواجهة جوفنتوس تمكن هذا اللاعب من هز شباك نادي السيدة العجوز أمس مرتين محققا نتيجة التعادل خارج الديار، لنحاور اللاعب عقب اللقاء هاتفيا هذه المرة حيث تحدث غزال عما صنعه في هذا اللقاء وعودته للتهديف إضافة إلى أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار. بداية ما تعليقك على هذا اللقاء الذي جمعكم مع ناد عريق مثل جوفنتوس؟ أنا مسرور جدا بالنتيجة التي حققناه أمام فريق كبير مثل جوفنتوس خاصة أننا لم ننهزم منذ 5 جولات وهذا مشجع جدا بما أننا نحقق في المدة الأخيرة نتائج إيجابية، كما أن العودة بتعادل أمام ناد مثل جوفنتوس ليس بالأمر السهل لأن هذا الفريق يطمح للعودة في السباق نحو البطولة ورغم ذلك أظهرنا أننا نملك إرادة قوية حتى لما نلعب أمام أندية كبيرة وقوية جدا. ومن الناحية الفردية تبدو سعيدا بعودتك للتهديف مرة أخرى. بطبيعة الحال أنا مسرور جدا بما قمت به اليوم أمام جوفنتوس خاصة أنني لم أسجل منذ مدة ولما سجلت فكان ذلك أمام فريق كبير، هذا مهم جدا لي خاصة من الناحية النفسية لأنني لا أريد أن أفقد الثقة في نفسي خاصة بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت لي وأتمنى المواصلة على هذا المنوال في الأسابيع القادمة خاصة أننا نريد أن لا نتوقف عند هذه النتيجة بل نريد تحقيق نتائج إيجابية أخرى. كنت قد صرحت لنا قبل مواجهة جوفنتوس بأنكم ستستغلون الجانب البدني لمحاولة تحقيق نتيجة إيجابية بما أن جوفنتوس لعب يوم الخميس مباراة في أوروبا ليغ، فهل حدث ذلك فعلا؟ نعم قلت لك أول أمس إننا في سيينا نريد أن نستغل فرصة التعب الذي سينال من لاعبي جوفنتوس بعد مباراتهم يوم الخميس وهذا ما حدث فعلا، حيث كنا منهزمين في الشوط الأول بنتيجة (3-1) لكننا عدنا في النتيجة في المرحلة الثانية واستغلينا التراجع الكبير لرفقاء تريزيڤي وحققنا تعادلا مستحقا أمام ناد لا يستهان به وكما قلت كان يريد استغلال فرصة تعثر الإنتير للعودة في السباق نحو المقدمة. الهدفين اللذين سجلتهما اليوم بالتأكيد سيفتحان شهيتك لأهداف أخرى بعد صيامك الطويل عن التهديف. أظن أن الهدفين اللذين سجلتهما يعتبران أحسن رد على الذين انتقدوني بعد عدم تسجيلي في المدة الأخيرة، ثم أنك كصحفي جئت من الجزائر من أجل أن تحاورني حول ما أشعر به في هذه الفترة التي أسجل فيها وأظن أن تسجيلي أمام جوفنتوس سيكون أحسن ردّ على الذين أرادوا دفني بمجرد أنني لم أسجل في المدة الأخيرة، لهذا أنا سعيد بأن إجاباتي على أسئلتك قبل المباراة تدعّمت بما قمت به في هذه المواجهة وأبقى أطمح لأكون أحسن. تبدو متأثرا من الانتقادات التي وجهت لك بعد عدم تمكنك من التسجيل في المدة الأخيرة. ما أثر فيّ أن الذين انتقدوني نسوا الكثير من العوامل وانتقدوني انتقادا ليس بنّاء لذا أنا مسرور بأن ردي كان في الميدان ويبقى الآن أن أوفق في التسجيل مع المنتخب الوطني الذي أطمح لأكون فيه الهداف في المباريات القادمة خاصة أننا على موعد مع المونديال ولا أريد التوقف عند هذا الحد. في كل مرة نجري معك روبورتاج في “الهداف“ تفاجئ الجميع وتسجل أمام الأندية الكبيرة مثلما حدث أمام ميلان. هذا يفرحني وأؤكد لك هذا فأنا في كل مرة أجري معكم حوارا أو روبورتاج هنا في إيطاليا أسجّل أهدافا بعد ذلك وهذا يفرحني كثيرا وأتمنى أن أواصل على هذا النحو. هل تكلمت مع المدرب بعد هذه المواجهة؟ نعم مدربي كان سعيدا جدا بالنتيجة المحققة وقام بتهنئة الجميع بعد المباراة لكنه بعد ذلك توجه إليّ وهنّأني شخصيا على الهدفين اللذين جعلا الفريق يعود بنقطة التعادل، وأتمنى فقط أن أكون في الموعد مع المنتخب الوطني لأسجل وأدخل الفرحة إلى قلوب ملايين الجزائريين الذين ساندوني رغم أنني لم أكن أصل للشباك. بالتأكيد أن مدرب سيينا سيواصل وضع الثقة فيك خلال الأسابيع القادمة. نعم خاصة بعد تسجيلي أمام جوفنتوس أتمنى فقط أن أسجل مرة أخرى لأنني لا أريد الاكتفاء بما حققته أمام جوفنتوس ويبقى الأهم بالنسبة لي هو التسجيل مع المنتخب الوطني. غزال الجزائري الرابع الذي يُسجل في مرمى جوفنتوس بعد الهدفين اللذين أمضاهما غزال أمس في مرمى جوفنتوس، أصبح اللاعب الجزائري الرابع الذي تمكن من التسجيل في مرمى “السيدة العجوز”، حيث سبق للاعبين جمال مناد، حسين ياحي ومغيشي أن سجلوا على جوفنتوس في مباراة ودية في ملعب 5 جويلية بالعاصمة سنة 1985. آنذاك كان حارس مرمى جوفنتوس هو تاكوني، حينها تحدث اللاعب الفرنسي بلاتيني مع بلومي وقال له: “أنت تملك موهبة برازيلية”، نظرا للإمكانات الفردية التي كان يتمتع بها بلومي في تلك الفترة. مناد: “هدفا غزال جاءَا في وقتهما المناسب” “في الحقيقة لم أشاهد المباراة حتى أتحدث عن المردود الذي قدمه اللاعب غزال، لكن بما أنه تمكن من تسجيل هدفين كاملين بغض النظر عن الكيفية التي سجل بها، فأظن أنه قدم مستوى جيدا. هذان الهدفان اللذان سجلهما جاءَا في وقتهما المناسب، حيث أنهما مهمان كثيرا من الناحية النفسية وسيُحرّرانه بعد الإنتقادات التي وجهت إليه مؤخرا، خاصة وأنه تمكن من تسجيل هدفين أمام فريق إسمه جوفنتوس وفي عقر داره أيضا”. “الضغط سينخفض عليه وعلى المدرب سعدان” “صحيح أن غزال لم يتمكن من التسجيل منذ مدة طويلة، لكنه يؤدي دوره كما ينبغي. هذان الهدفان سيُحررانه مثلما سبق وأن قلت ويُحفزانه على بذل مجهودات مضاعفة من أجل تسجيل المزيد، وأهم شيء أنه سيتخلّص من الضغط الذي يعيشه في المنتخب الوطني بعد فشله في إمضاء أي هدف مع التشكيلة الوطنية طيلة مواجهات كأس إفريقيا وبعدها أمام المنتخب الصربي، وحتى المدرب سعدان سينخفض عليه الضغط لأنه يبحث عن مهاجمين للقضاء على مشكل نقص الفعالية في الهجوم، والآن سيقتنع بأن الجزائر تملك مهاجما قادرا على هز شباك المنافسين”.