لا حديث هذه الأيام في الأوساط الشبابية إلا عن أغنية أقل ما يقال عنها أنها تجاوزت الجرأة لتصل إلى حد الابتذال والإسفاف والأخطر أنها تستهدف مسؤولين كبار في الدولة والحكومة الجزائرية وكل أجهزة الأمن وتوجه لهم اتهامات خطيرة من التورط في قضايا الفساد إلى تهريب المخدرات وتخريب البلاد.. الجديد في الأغنية أنها لم تتوان عن ذكر المسؤولين بأسمائهم وبشكل مباشر وتوجيه مختلف الشتائم بعنف لفظي يصعب تصوره. وإذا كانت ظاهرة الأغاني السياسية وغير الأخلاقية ليست بجديدة، حيث تواجدت بقوة في أواخر السبعينات، إلا أن الأغنية محل الحديث تجاوزت كل الخطوط الحمراء وتعتبر بالفعل سابقة خطيرة في تاريخ الأغنية، حيث تحولت إلى لغز حقيقي، لأنها مجهولة الهوية ولا يعرف صاحبها، وهو ما فتح الباب واسعا أمام عديد التأويلات وانتشرت إشاعات قوية في أوساط الشباب تنسبها إلى أسماء معروفة في مجال أغنية الراب، فالبعض يقول أنها أغنية قديمة للطفي "دوبل كانو". سجلت منذ سنوات في جلسة خاصة وتم إطلاقها الآن من أجل توريطه والإساءة إليه، بينما رجح آخرون اسم "رضا سيتي 16" وهو ما دفعنا إلى محاولة التحصل عليها للتأكد من الأمر، خاصة وأنها مازالت تتداول في نطاق سري جدا بسبب خطورتها، وقد استمعنا إليها وليس هناك من شك من أن الأصوات الموجودة على الأغنية ليست للطفي ولا لرضا وأنها لفرقة لا يقل عددها عن ثلاثة أفراد، كما أن الأغنية ورغم جودتها التقنية، من المستبعد أن تكون قد سجلت في استوديو موسيقي. والأرجح أن تكون عملية التوزيع والتسجيل قد تمت في ما يسمى بالغرفة الموسيقية أو "الميوزيك روم"، وهي موضة انتشرت مؤخرا في أوساط الشباب الجزائري الهاوي للموسيقى، حيث يتم تحويل غرفة صغيرة إلى استوديو تسجيل ولا يتطلب الأمر سوى جهاز كمبيوتر وبعض المعارف في الإعلام الآلي ومعدات موسيقية بسيطة. وإذا كانت الأغنية لم تداهن أحدا فإن الوزيرة خليدة تومي كان لها النصيب الأكبر من مساحة "الأغنية" التي تناولت الوزيرة بصفة واسعة، حيث يتكرر اسمها اكثر من مرة.. كما تطرقت الأغنية للعديد من المواضيع الشبابية عن "الحقرة الزطلة والحراقة"، لتنتهي في آخر المطاف إلى جملة "تحيا الجزائر حرة مستقلة"، وهي الجملة الوحيدة التي يمكن كتابتها وماعدا ذلك فإن كل كلمات الأغنية لا يمكن نقلها، لأنها تتنافى وآداب النشر. سمير بوجاجة: [email protected]