قالت مصادر فلسطينية إن حركة حماس تلقت عرضاً مصرياً لإطلاق سراح 1429 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال الإسرائيلي على ثلاث دفعات في مقابل إخلاء سبيل الجندي الإسرائيلي الأسير لدى ثلاث منظمات فلسطينية. وأضافت المصادر أن إسرائيل وافقت على الصفقة التي جاءت حصيلة مفاوضات طويلة ووساطات من قبل مصر على مدى الأشهر الستة الماضية، قبل أن تتراجع الحكومة الإسرائيلية متذرعة بأن الوقت الراهن غير مناسب لإبرام هذه الصفقة. وأشارت المصادر المقربة من حركة حماس التي تأسر مع لجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام الجندي شاليط إلى أن الصفقة تتضمن إطلاق سراح 450 أسيراً من المحكومين بالسجن المؤبد أو أحكام عالية أو أمضوا سنوات طويلة في السجن في المرحلة الأولى من الصفقة التي تتزامن مع تسليم شاليت لمصر. وأوضحت أن المرحلة الثانية من الصفقة تشمل إطلاق إسرائيل سراح 500 أسير فلسطيني بمن فيهم النساء والأطفال في شكل متزامن مع تسليم مصر شاليت إلى السلطات الإسرائيلية. أما المرحلة الثالثة فتشمل قيام إسرائيل بإطلاق 479 أسيراً، وسيتم تنفيذها بعد شهرين من بدء تنفيذ الصفقة. وأكدت المصادر أن حماس والحكومة الفلسطينية تلقتا العرض المصري أثناء وجود عدد من قيادة الحركة ورئيس الوزراء إسماعيل هنية ووزير الخارجية الدكتور محمود الزهار ووزير الداخلية سعيد صيام ورئيس المجلس التشريعي بالنيابة الدكتور أحمد بحر في الأراضي السعودية أثناء تأديتهم فريضة الحج قبل حوالي أسبوعين. وأوضحت أن حماس وافقت على العرض المصري الذي وافقت عليه إسرائيل أيضا قبل أن تسحب موافقتها بدعوى أن الوقت الراهن غير مناسب لتنفيذ هذه الصفقة. من جهة أخرى اتهمت شخصيات فلسطينية من فريق الرئاسة الفلسطينية بالعمل على عرقلة إتمام الصفقة خشية أن تشكل مكسباً سياسياً مهماً لحركة حماس والحكومة في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية صراعاً دموياً على السلطة بين الفريقين، خصوصاً أن الفلسطينيين يتلهفون على أطلاق أي فلسطيني من سجون الاحتلال. ولفتت إلى أن قيادات الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية المعتقلين في سجون الاحتلال اجروا مشاورات في ما بينهم، ومع قيادة حركة حماس في الأراضي الفلسطينية بغية تحديد أسماء الأسرى المشمولين في المرحلة الأولى من الصفقة. وقالت إن بين هؤلاء الأسرى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي، والقيادي في حركة حماس عبد الخالق النتشة. وقالت مصادر أخرى قريبة من أحدى الجهات التي تأسر شاليط أن الصفقة ستشمل إطلاق 150 أسيراً يحددهم جيش الإسلام، ومئة من حركة فتح، ومثلهم من الجبهة الشعبية، ومثلهم من لجان المقاومة الشعبية. دحلان تعهّد للصهاينة بالإفراج عن "شاليط" دون مقابل اتهمت حركة حماس " محمد دحلان"، بأنه وراء إفشال صفقة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الصهيوني، كادت أن تُنجز ويُفرَج عن مئات الأسرى.. وقال "أسامة المزيني"، القيادي البارز في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، والذي أكد أن دحلان تعهّد لقادة الاحتلال الصهيوني بتكثيف نشاطه الاستخباري للإفراج عن الجندي الصهيوني الأسير لدى فصائل المقاومة "جلعاد شاليط"، دون مقابل, وفقًا لما أورده " المركز الفلسطيني للإعلام". وأضاف "المزينى" أن هذا الوعد هو ما أغرى الاحتلال بالتراجع عن الصفقة التي كان قد وافق عليها، بعد إخفاق جيش الاحتلال استخباريًا وعسكريًا في العثور على الجندي المختطَف منذ نصف عام. ومن جانبه قال د. فوزي برهوم المتحدث باسم حركة:" لقد تأكدنا من هذه المعلومات خاصة بعد عمليات الخطف التي طالت كوادر وعناصر في القسام وحماس حيث كان يتم التركيز في التحقيق معهم من قبل عناصر أمنية على مكان وجود شاليط, كما ظهر هذا أيضا من عملية اختطاف الصحافي البيروفي ومن الأحداث المفتعلة الأخيرة في قطاع غزة حيث تذرعت الأجهزة الأمنية بعملية الاختطاف وبهذه الأحداث ليس لمعرفة مكان اختفاء واحتجاز الصحافي المخطوف أو وقف الفلتات الأمني المفتعل، بل للبحث عما يقودهم إلى مكان وجود الجندي الإسرائيلي، وعلى هذه السلوكيات بنت إسرائيل مواقفها من تنفيذ الصفقة في انتظار ما يوصلها إلى مكان الجندي وإطلاق سراحه دون أن تقدم للفلسطينيين أي مقابل" . وفي نفس تظاهر الآلاف من عناصر ومؤيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الجمعة في مدينة غزة ضد النائب في المجلس التشريعي والرجل القوي في حركة فتح محمد دحلان الذي تتهمه حماس بإفشال عملية تبادل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت مع أسرى فلسطينيين. وانطلقت مسيرات عدة من المساجد في مدينة غزة بعد صلاة الجمعة وتجمع المشاركون في ميدان فلسطين في وسط مدينة غزة قبل التوجه إلى مقر المجلس التشريعي في المدينة وهم يرددون هتافات ضد دحلان. وأكدت حركة حماس في بيان لها أن هذه التظاهرة "لرفض محاولات بعض الجهات الفلسطينية التي تهدف إلى إفشال صفقة تبادل الأسرى ولرفض تعهدات محمد دحلان للاحتلال الإسرائيلي بالعمل على كشف مكان الجندي الصهيوني الأسير لتعطيل إطلاق سراح أسرانا البواسل". القسم الدولي/ الوكالات