نجح مساء أول أمس بوبكر سليمان في الخروج بفيلمه (سيناريو وإخراج) القصير "مسيرة طفل" من الدائرة المغلقة والمعتمة التي لا يزال الفيلم الطويل يتخبط فيها، حيث سافر المشاهد في افق واسع جدا إلى ابرز الظواهر التي عصفت ولا تزال بالمجتمع الجزائري. وفي خرجة فنية غير، مألوفة ظهرت مقدمة الأخبار ياسمين شويخ لتعلن عن اكتشاف احد الاطباء الباحثين لدواء ضد الادمان على المخدرات. هذا الباحث سعت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا للاستحواذ عليه، بعد أن همشته الجزائر، ليقرر في النهاية الرحيل، وقد استعمل السيناريو سنة 2034 كإيحاء إلى ان هذه الظاهرة أي "هجرة الادمغة" ستبقى متواصلة في غياب استراتيجية واضحة تحفز امثاله على البقاء. كان الصراع واضحا على المستوى الداخلي حيث يحاول الطبيب مقاومة الاغراء الغربي ومغادرة ارض الوطن والصراع الخارجي عندما يشرف على حالة صديق الطفولة الذي ادمن منذ صغره على يد "البابور" وهو احد المتشردين الذين استعملوا الطفل طعما لأغراضهم الحيوانية والاجرامية. تدور احداث الفيلم القصير في مستشفى اين يروي المريض لصديقه كيف وصل الى هذه الوضعية الصحية القاتلة... يموت المريض ويفقد الطبيب الامل ويهم يومها بمغادرة الوطن، الا ان مكالمة هاتفية من وزارة البحث العلمي توقفه... وتأتي نهاية الفيلم.. نهاية حالمة تبعث على الامل والتفاؤل.اما الفيلم القصير الثاني "الصراع" سيناريو بوبكر سليمان وإخراج يزيد آيت الجودي، فقد اخفق في استثارة الحضور، ذلك انه موضوع مجتر رغم ما فيه من التجديد، وهو الصراع الازلي بين الرجل والمراة العاملة حول تربية الاطفال واشغال المنزل، وتخللته هفوات تقنية كثيرة، اهمها عدم التحكم في زوايا التصوير واعتماد التكرار كحل لمعالجة الصراع.وأكد كاتب سيناريو مسلسل "البذرة" وعدة سكاتشات وأفلام طويلة وقصيرة منها ما أنجز ومنها ما ينتظر كمسلسل "يتيمة من نوع آخر"، أن الهدف هو النهوض بالقطاع وتشجيع المواهب، خاصة بعد أن فتحت مؤسسة "الفنك الذهبي" بابها لمساعدة الشباب. وتجدر الإشارة إلى أن بوبكر سليمان لعب دور البطولة في الفيلمين.