شرعت المخرجة ياسمين شويخ، نهاية الأسبوع الماضي، في تصوير ثاني أعمالها السينمائية والتي تدخل في خانة الأفلام القصيرة، حيث أعطيت إشارة انطلاق تصوير هذا العمل الذي يحمل اسم ''الجن'' ببلدية تاغيت لمؤسسة ''أسيما فيلم'' الإنتاجية، بحضور السلطات المحلية وكوكبة من المخرجين وكتاب سيناريو والمهتمين بالثقافة السينمائية، وجرت ظروف التصوير في أجواء جد ملائمة أشاد بها فريق العمل الذي يقترب من وضع الرتوشات الأخيرة لهذا العمل السينمائي. ويعتبر هذا الفيلم الثاني من نوعه لياسمين، بعد فيلم ''الباب'' الذي لم يتجاوز عرضه ثماني دقائق، حيث تولي شويخ اهتماما كبيرا لهذا النوع من الأفلام الذي يدخل في قائمة الأفلام القصيرة، وهذا ما أكدته شويخ خلال حديثها، مبرزة أن الأعمال السينمائية القصيرة تستهويها بشكل كبير واعتبرتها ممهدا للخوض في تجربة الأفلام الطويلة .وذكرت شويخ أن فكرة فيلم ''الجن'' جاءتها في أول زيارة لها لمدينة ''تاغيت'' السياحية الواقعة في ولاية بشار والتي أبهرت بها كثيرا، مما ساعدها أكثر على الاستقرار بهذه المدينة للتصوير، تضيف شويخ، سيما بوجود قصر تاغيت الأثري الذي من شأنه أن يضيف لمسة خاصة على الفيلم .كما اعتبرت ياسمين المساعدات الكبيرة التي تلقتها من طرف مسؤولي ولاية بشار خلال مهرجان تاغيت، محفزا آخر للاستقرار على هذه المنطقة. ويعكس الفيلم ملامح عميقة من المجتمع الصحراوي بعاداته وتقاليده المحافظة مع إبراز الزخم التراثي لهذه المنطقة رغم قصر مدة الفيلم الذي لا يتجاوز مدة عشرين دقيقة، كما يسلط الفيلم الضوء على دور المرأة في المجتمع عن طريق أربع شخصيات محورية، حيث تتقمص ''عنبر'' الشخصية الرئيسية في إدارة معركة داخلية بين رغباتها الداخلية المكبوتة كامرأة ودورها في المجتمع. وتربط عمبر علاقة قوية بوالدها، بالإضافة إلى ''الشيخة'' رمز المجتمع التي تسعى عبر مكانتها للحفاظ على الطريق السليم للفتاة بتوجيهها وإصدار الأوامر وكذا الحفاظ على السير الحسن لكل أفراد المجتمع وفق العادات والتقاليد المتعارف عليها، بالإضافة إلى ''آمال''، حيث تجسد دور الفتاة المهمشة التي لا تخضع لقوانين المجتمع الذي تعيش فيه. للإشارة حصدت ياسمين شويخ في أواخر العام الماضي الجائزة الأولى لأحسن سيناريو فيلم قصير عن نصها ''الجن''، كأحسن الأعمال المكتوبة في أنواع الإخراج السينمائي، خلال مسابقة أحسن سيناريو في الفيلم القصير والطويل والوثائقي، في إطار الطبعة الأولى من الأيام السينمائية للجزائر العاصمة.