تشارك ثلاث أفلام جزائرية قصيرة في فعاليات الطبعة ال 63 لمهرجان ''كان'' التي تنظم من ال 12 إلى ال 22 ماي الجاري، وذلك ضمن قائمة الأفلام القصيرة التي تعرض على هامش التظاهرة السينمائية. ويتعلق الأمر بفيلم ''الجن'' لياسمين شويخ، و''خويا'' ليانيس كوسيم و''الراكب الأخير'' للمخرج مؤنس خمار. وقالت المخرجة ياسمين شويخ في حديث لموقع ''إيلاف'' الإخباري، إن العرض العالمي الأول لفيلمها القصير الجديد الذي اختارت له عنوان ''الجن'' سيكون من خلال زاوية الفيلم القصيرة، وهو عبارة عن فضاء خاص بالعاملين في مجال الفيلم القصير وليس له علاقة بالمنافسة الرسمية للمهرجان، غير أنه يعتبر من الفعاليات البارزة له ومفتوح لصناع الأفلام القصيرة الذين يلتقون طوال فترة المهرجان. وأكدت شويخ أنه على الرغم من بساطة هذه المشاركة؛ إلا أنها تعني الكثير لمشوارها كمخرجة، وكبداية سينمائية مميزة للتسويق والترويج لفيلمها الثاني بعد ''الباب'' الذي أخرجته منذ ثلاث سنوات وشاركت به في العديد من المهرجانات السينمائية عبر العالم وتنتظر الشيء نفسه من فيلمها الجديد ''الجن'' الذي سيشهد عرضه العالمي الأول بزاوية الفيلم القصير لمهرجان ''كان''. من ناحية أخرى، قالت شويخ أن فكرة فيلم ''الجن'' جاءتها في أول زيارة لها لمدينة ''تاغيت'' السياحية التي انبهرت بها كثيرا، خاصة وأنه كانت تنظم بها بين سنتي 2008 و,2009 تظاهرة سينمائية خاصة بالفيلم القصير، ما ساعدها أكثر على الاستقرار بهذه المدينة للتصوير، خصوصا في ظل وجود ''قصر تاغيت'' الأثري الذي صورت به العديد من المشاهد. ويعكس الفيلم ملامح عميقة من المجتمع الصحراوي بعاداته وتقاليده المحافظة مع إبراز الزخم التراثي لهذه المنطقة، مسلطا الضوء على دور المرأة في المجتمع عن طريق أربع شخصيات محورية، حيث تتقمص ''عنبر'' الشخصية الرئيسية التي تعيش صراعا نفسيا بين رغباتها الداخلية المكبوتة كامرأة ودورها في المجتمع. وتربط ''عنبر'' علاقة قوية بوالدها، بالإضافة إلى ''الشيخة'' رمز المجتمع التي تسعى عبر مكانتها للحفاظ على الطريق السليم للفتاة بتوجيهها وإصدار الأوامر للحفاظ على السير الحسن لكل أفراد المجتمع وفق العادات والتقاليد المتعارف عليها، بالإضافة إلى ''آمال''، التي تجسد دور الفتاة المهمشة التي لا تخضع لقوانين المجتمع الذي تعيش فيه.