يعكف المخرج الجزائري المعروف محمد شويخ هذه الأيام على التحضير لمشروع فيلم جديد يختلف عن مجمل أعماله التي قدمها على امتداد مشواره الفني الطويل، صاحب "القلعة" و"عرش الصحراء" "يوسف، أسطورة النائم السابع " و"دوار النساء" سيتجه هذه المرة ناحية التاريخ وبالضبط إلى الأندلس. قصة الفيلم التي كتبها ويخرجها محمد شويخ نفسه سترتكز على تصوير عودة سكان الأندلس إلى شمال أفريقيا وبالضبط إلى الجزائر بعد سقوط آخر معاقل الإسلام بسقوط غراناطة، وفي هذا الاتجاه أكدت المخرجة يامينة بشير شويخ زوجة المخرج في تصريح "للمساء" أن كتابة السيناريو اكتملت ويعمد الفريق حاليا على جمع الميزانية الأزمة لانجاز العمل مشيرة إلى أن المشروع حصل على دعم وزارة الثقافة وصندوق الدعم "فداتيك" والتلفزيون الجزائري. لكن هذا لا يكفي تقول المخرج لان العمل ضخم ويحتاج إلى ميزانية كبيرة وهذا شيء معروف بالنسبة للأفلام التاريخية التي تحتاج إلى ديكور وملابس واكسيسوارات وأشياء كثيرة، وهو ما دفعنا -تقول شويخ- إلى البحث على ممولين من الخارج خاصة اسبانيا مؤكدة أن هذه الأخيرة اهتمت كثيرا بالموضوع لأنه يمثل جزء من تاريخها أيضا إلى جانب المغرب التي سنشتغل في مخابرها تقول شويخ، موضحة في سياق متصل أن زوجها المخرج محمد شويخ معتاد على العمل بميزانية صغيرة التي كثيرا ما سعى للتأقلم معها لانجاز أعماله السابقة لكن الأمر مختلف هذه المرة تقول صاحبة فيلم رشيدة لان التقليص في ميزانية العمل سيكون له انعكاس كارثي على العمل. أما عن الطاقم الفني للعمل الذي ستكون كل من الجزائر و المغرب واسبانيا خلفية لمشاهده لاسيما الممثلين، فقد أشارت شويخ إلى أن العمل سيشهد مشاركة الكثير من الوجوه الفنية ليست الجزائرية فحب بل سيتم إشراك فنانين من مختلف الدول العربية والأجنبية معلى غرار اسبانيا، فرنسا، مصر، سوريا والمغرب لان الفيلم له بعد عالمي تقول المخرجة لذلك فان حواره سيجمع بين اللغة الاسبانية والعربية الفصحى والدارجة الجزائرية. وفي عودتها لقصة الفيلم أكدت شويخ أن العمل سيعتمد على بطل واحد يكون محورا للعمل نعيش معه على امتداد عشرون سنة نشهد خلالها كل الأحداث التي عرفتها المنطقة في تلك الفترة، مشيرة أن كل أحداث الفيلم ستكون حقيقية ووفية للتاريخ وذلك لإبراز مختلف التغيرات والتبعات التي حصلت بعد سقوط الأندلس. ذكر أن هذا الفيلم يعد أول فيلم تاريخي يقدمه محمد شويخ بعيدا عن الثورة الجزائرية حيث عرف المخرج خاصة باهتمامه بقضايا المجتمع الجزائري عبر فتراته المختلفة حيث قدم أول عمل له في 1982 وهو فيلم "الانقطاع" بعد مسيرة طويلة في التمثيل المسرحي والسينمائي وفيه يلتقي رجل وامرأة قبل أن تندلع الحرب التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي. يحس كل منهما أن وراءه ميراث وواجب وطني وعليهما معا مواجهة المتاعب التي تقابلهما، من تقاليد قديمة بالية. وتندلع الثورة، ويحس الرجل أن وراءه مهمة ومسئولية وطنية. بعدها يقدم المخرج فيلمه المعروف " القلعة" 1989 الذي حقق نجاحا كبيرا بتناولة لواقع المجتمع الجزائري ومعاناة المرأة من التقاليد البالي، ليخوض بعدها مجال الفانتازيا في فيلمه المميز "يوسف، أسطورة النائم السابع" 1993والذي يدل عنوانه على توجهه الأسلوبي واعتماده على الأساطير والخيال ليناقش من خلال ذلك المآل الذي آلت إليه الجزائر بعد الاستقلال وانحرافا ت رجالات ثورة الاستقلال عن أهدافها. بعدها قدم شويخ فيلم (عرش الصحراء) عام 1996 ..قبل أن يعود للتمثيل الذي بدأه بفيلم "فجر المعذبين" لرينيه فواتيه وأحمد رشيدي، ودور الأخضر في فيلم "رياح الأوراس" للأخضر حامينا الذي نال جائزة " كان"، ويشارك عام 2003 ببطولة فيلم "رقصة الريح" للمخرج التونسي الطيب الوحيشي ...أما آخر أعماله فكان فيلم" دوار النساء" 2005 الذي تناول من خلاله أزمة التسعينات وإشكالية الإرهاب عبر قرية هام رجالها بحثا عن لقمة العيش وحملت نساءها السلاح للدفاع عن الأرض والعرض. ولد شويخ الذي يعد من الجيل الأول للمخرجين الجزائريين الذين شرفوا الجزائر في المحافل الدولية وحصدت أعماله الكثير من الجوائز عام 1943بدا مسيرته الفنية من المسرح أبو الفنون قبل ان يلج عالم الفن السابع من بوابة التمثيل ثم الإخراج.