أفادت مصادر طبية وأخرى من الشرطة الاسرلئيلية أن4 أشخاص على الأقل قتلوا فيما أصيب عدد آخر بجروح أمس الاثنين في عملية استشهادية بمدينة ايلات جنوب إسرائيل على الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي, وقالت أن الاستشهادي قتل في الانفجار الذي استهدف مخبزا في مركز "ايسيدور" التجاري بالمدينة التي تستهدف للمرة الأولى, في أول هجوم من نوعه منذ تسعة أشهر. وقال قائد شرطة ايلات برونو شاتين لإذاعة الجيش الإسرائيلي انه "بعد تفقد الموقع، توصلنا إلى نتيجة أن الانفجار سببه "انتحاري". وأفاد شهود عيان أنهم رأوا أشلاء جثث خارج المخبز بسبب قوة الانفجار, وأن امرأة أصيبت بجراح استطاعت أن تصل بقواها الذاتية إلى أحد مراكز الإسعاف. هذا وهرعت الشرطة إلى مكان الحدث، وقامت بتطويقه، فيما نقلت سيارات الإسعاف الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث وصفت مصادر طبية إسرائيلية جراح المصابين بالخطيرة, وأعلنت حالة التأهب القصوى في كافة البلدات، تحسباً لوقوع عمليات مماثلة. وأشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن عددا من "الانتحاريين" استطاعوا التسلل إلى البلاد ومنهم من لم يفجر نفسه بعد، مما دعا إلى إعلان حالة طوارئ في البلاد، وثمة حديث عن وقوع إصابات كثيرة في هذه العملية. وقد تبنت هذه العملية كلا من كتائب "شهداء الأقصى، و"سرايا القدس، وفصيل غير معروف يدعى "جيش المؤمنين"، وكانت آخر عملية تفجيرية شهدتها إيلات في 17افريل 2006, وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى الذراع العسكرية لحركة فتح أن منفذ عملية ايلات هو محمد فيصل السكسك (21 عاما) احد أعضاء سرايا القدس ومن سكان قطاع غزة. وجاء في بيان مشترك أكدت سرايا القدس وكتائب الأقصى أن "عمليتنا البطولية هذه تأتي إعلانا منا عن بدء تنفيذ عمليات نصرة المسجد الأقصى وشعبنا الفلسطيني في سياق ردنا الطبيعي على عدوان هذا الاحتلال الهمجي وحصاره الظالم", وأوضح البيان أن العملية تأتي أيضا "ردا على الصمت العربي والدولي المشبوه اتجاه المحتل الغاصب وجرائمه وردا على عمليات القصف الصهيوني الهمجي وردا على عمليات الاغتيال الهمجية بحق ابنائنا وقادة المقاومة الفلسطينية". وتعتبر العملية الأولى -التي أوقعت أيضا ثلاثة جرحى- من نوعها في إسرائيل منذ الهجوم الفدائي الذي استهدف محطة الحافلات المركزية بتل أبيب يوم 17 أفريل الماضي, بعد تفاهم فلسطيني بالاكتفاء بعمليات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة. يشار إلى أن مدينة إيلات تقع في أقصى جنوب إسرائيل ويصل عدد سكانها إلى 50000 نسمة تقع على خليج العقبة. وكانت تسمى قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948 أم الرشراش (المرشرش). وتعود آخر عملية انتحارية في إسرائيل إلى 17 افريل 2006 في تل أبيب، وقد أوقعت تسعة قتلى وتبنتها حركة الجهاد الإسلامي. القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش للشروق: العملية الاستشهادية وضعت البلسم على الجرح الفلسطيني للتعليق على العملية اتصلت "الشروق" بالقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش الذي اعتبر أن العملية الاستشهادية " جاءت أولا : في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال وسلسلة الاجتياحات التي تتعرض لها مدن الضفة الغربية وكذلك في سياق الدفاع عن النفس في ظل استمرار سياسة الاغتيالات والاعتقالات ضد رجال المقاومة الفلسطينية، وثانيا: لتؤكد على استمرار المقاومة كخيار فلسطيني رئيس واستراتيجي وللدفع باتجاه التناقض الأساسي مع الاحتلال الغاصب" وعن سؤالنا حول التوقيت الخاص للعملية المتزامن مع حالة الاشتباك الداخلي أجاب البطش " العملية جاءت لوضع البلسم على الجرح الفلسطيني النازف"، اعتبر "أن العملية إعادة توجيه للبوصلة باتجاه المعركة الحقيقية مع العدو ولتصحيح مسار التوازنات لصالح القضية الفلسطينية " . وعن مدى خشية حركته من الرد الإسرائيلي على حركته وقياداتها وأبناءها قال :" مسالة الرد متوقعة فجرائم الاحتلال متواصلة بدون مبرر ولم تتوقف أبدا "ومعتبرا" الشهادة على يد العدو الصهيوني هي شرف بدلا من الموت في صراعات جانبية بعيدا عن ساحة المعركة الحقيقية ، و أن كل أبناء الجهاد الإسلامي مشاريع شهادة وأن الاستشهاد هو خيار حركته منذ البداية وغايتها " . وكانت سرايا القدس دعت في بيان لها وصلت "الشروق" نسخة منه "كافة الفصائل الفلسطينية إلى التوحد ورص الصفوف وتوجيه بنادقهم إلى العدو الصهيوني الذي يبطش بأبناء شعبنا في كافة أراضينا المحتلة مجدداً تأكيده على أن سرايا القدس ستفاجئ العدو الصهيوني بعملياتها النوعية". وفي سياق متصل باركت حركة حماس العملية الاستشهادية التي نفذتها السرايا والأقصى . على لسان الأستاذ محمد عزيز المتحدث باسم حركة حماس في مدينة غزة أن العملية البطولية في مدينة ايلات المحتلة عام 48، تأتي في سياق الرد الطبيعي على كل ممارسات الاحتلال الإرهابية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني. وشدد الناطق باسم حماس على أن " المقاومة حق مشروع لشعبنا الفلسطيني فطالما أن هناك احتلال فان هناك مقاومة له وهذا ما أكدت عليه حركة حماس مراراً و تكراراً وهو الشعار الذي رفعته الحكومة يد تبني ويد تقاوم ". عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية جميل المجدلاوي في حوار للشروق اليومي: أخجل من صورتنا في وسائل الإعلام لفهم ما يحدث في الساحة الفلسطينية من اقتتال وتجاذبات سياسية بين الأخوة في حماس وفتح، التقت الشروق بطرف ثالث في الساحة الفلسطينية، كان حاضرا في كل جولات الحوار، له دور هام في محاولة تقريب وجهات النظر بين الحركتين، من أجل نزع فتيل المواجهة المسلحة،.. جميل المجدلاوي عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من القيادات الفلسطينية التي استغرقها الوضع المتأزم وعملت من اجل إيجاد حل للتوتر الداخلي، تفاديا لاقتتال فلسطيني فلسطيني.. تحدث عن السلطة والمطالب التي تنادي بحلها.. عن التعددية الفلسطينية، وكيف يختلف الأخوة داخل البيت الواحد ويناضل كل منهم في فصيله، واحد في حماس، والآخر في وفتح، والثالث في الجبهة الشعبية،.. لينتهي به القول انه ليس أمامنا إلا الاتفاق، ويأمل أن يأتي هدا اتفاق الذي ينتظره الفلسطينيون بأسرع وقت ممكن. كيف تقرءون في الجبهة الشعبية الأزمة الفلسطينية خلفياتها وتداعياتها؟ نحن أمام أزمة نتاج صراع على السلطة، وعلى القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، بين برنامجين ومؤسستين، مؤسسة الرئاسة وبرنامج حركة فتح، ومؤسسة الحكومة والتشريعي وبرنامج حركة حماس، هذا هو أساس الأزمة الراهنة، نحن أمام جسم لمؤسسة الدولة أو السلطة سواء كان المؤسسة الأمنية أو المؤسسة المدنية من لون في مظهره الرئيسي هو لون فتح، والقيادة المنتخبة المفروض أن تكون قيادة لهذا الجسم، هي قيادة من حماس، هذا يخلق تعقيدات لان السلطة السابقة والسلطة الحالية أعطت للوظيفة الرسمية طابعا تنظيميا، ولم تبني مؤسسات للمجتمع وللشعب الفلسطيني، فظلت هذه المؤسسات محكومة بالتناقضات بين المؤسستين هذا تناقض أول, التناقض الثاني أننا أمام قيادة للشعب الفلسطيني بكامله تمثلها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وقيادة أخرى للسلطة في داخل غزة والضفة والقدس، ولهذا نحن أمام مؤسستين ماليتين، مؤسستين سياسيتين و"وزيرين للخارجية"، نحن أمام محاولة من بعض المسؤلين لإبقاء الوضع الفلسطيني على حالة حتى لا تضيع مواقع النفوذ وحتى لا تفتح الملفات السوداء، بالمقابل نحن أمام قوة جديدة بعضها يحاول أن يعوض ما فاته ويأخذ "نصيبه" من السلطة في داخل السلطة التي يقودها، وبعضهم يتصرف بمنطق ثأري ليثأر عما لحق به من غبن واعتقال وسجن... ما هي تداعيات هذه الأزمة على مستقبل القضية الفلسطينية؟ لا شك أن ما يجري محزن ومخجل، أنا كمسئول فلسطيني اخجل من صورتنا في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية، ولكن أنا متأكد بان هذه لحظة استثنائية خاطئة في مسار لا يمكن أن يكون له إلا مسارا وحدويا، في نهاية الأمر سنصل إلى تنظيم أمورنا والى ترتيب بيتنا الفلسطيني والى إعادة الأمور إلى نصابها بتوجيه كل البنادق نحو المحتل ولكن إلى أن نصل إلى هذه المرحلة سنمر في مجموعة من التعرجات والتعقيدات المؤسفة التي نعمل نحن في الجبهة من اجل أن نقصر أمدها. هناك تخوف كبير لدى المواطن العربي والفلسطيني من نشوب حرب أهلية فهل يمكن أن تحدث؟ رغم الصورة المحزنة لهذا الاقتتال ولهذه المساجلات السلبية والضارة، لكن شخصيا واثق أن الوضع الفلسطيني لا يمكن له أن يصل إلى حرب أهلية يمكن أن تتوسع دائرة الاشتباكات هذا خطر وارد ويمكن أن يطول أمدها لكنها ستظل محدودة المساحة والنتائج، لان شروط الحرب الأهلية أو العوامل الموضوعية التي يمكن أن تولد حرب أهلية غير موجودة في الساحة الفلسطينية، بالعكس ما هو موجود في الساحة الفلسطينية كله يحول دون الوصول إلى حرب أهلية، رغم مأساوية ما يجري شعبنا كله مجمع أن عدونا الرئيسي هو المحتل الإسرائيلي، أننا شعب موحد لا توجد لدينا تكوينات أثنية أو عرقية أو دينية يمكن أن تشكل أساس موضوعي لمثل هذه الحرب، نحن لسنا أمام مربعات جغرافية متقابلة حتى نقول أن هذا القسم من البلد في موقف والقسم الثاني في موقف آخر، الوضع في الساحة الفلسطينية ليس كذلك، التعددية عندنا تعددية تطال كل بيت يعني ممكن أن تجد في البيت الفلسطيني ثلاث فئات احدهم في حماس والثاني في فتح والثالث في الجبهة الشعبية، وهذا الأمر موجود مع الأسف أنا اعرف شخصيا أمثلة ملموسة ومحددة في عمليات الاقتتال التي جرت هذا الأسبوع،بين اخوين كل منهما في موقع . ماذا لو كانت هذه المخاوف واقعية وحقيقية؟ هي ليست كذلك، مخاوف نشوء حرب أهلية فلسطينية اعتقد أنها مبالغ فيها. ما موقفكم من الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة وإصرار مؤسسة الرئاسة على هذا الخيار؟ نحن قلنا رأينا في اجتماع اللجنة التنفيذية وبعد ذلك في مختلف وسائل الإعلام، نحن لم نكن من المحبذين لهذه الدعوة ونرى أن تركيزنا يجب أن يتم على الوصول لحكومة وحدة وطنية ولإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير في إطار توافق وطني، وإذا ما عجزنا عن ذلك يجب أن نصل إلى الخيارات الأخرى في إطار التوافق الوطني أيضا، لا تستطيع لا مؤسسة الرئاسة أن تفرض على الحكومة انتخابات مبكرة ولا تستطيع الحكومة أن تفرض على الرئاسة إدارة الظاهر لوجودها كمؤسسة رئاسية لها صلاحيات منصوص عليها في النظام الأساسي للسلطة وأيضا للرئيس أبو مازن صلاحيات كونه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكذلك ميزان القوى على الأرض لا يسمح لأي من القوتين بالانفراد في تقرير مصير الشعب الفلسطيني لأنه ليس أمامنا سوى التوافق الوطني. برأيكم ما هي خيارات الخروج من الأزمة في ظل غياب إستراتيجية موحدة؟ وثيقة الوفاق الوطني هي أساس الشروع في بناء المؤسسات بالآليات التي جاءت فيها، اقصد حكومة وحدة وطنية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، إعادة تشكيل وتفعيل مجلس الأمن القومي، بناء جبهة المقاومة المسلحة بين قوى المقاومة بمرجعية سياسية قيادية تجعل عملها منسجما وبرنامج القواسم المشتركة، الذي توفقنا عليه جميعا ثم تطبيق القانون، واحترام مؤسسة القضاء، وإجراءات الإصلاحات الإدارية والمالية التي تضمنتها هذه الوثيقة، وثيقة الوفاق الوطني هي وثيقة الإجماع التي جسدت القواسم المشتركة، نحن بيدنا البرنامج والآليات والأدوات كوجهة ومفروض أن نسير قدما في الطريق الذي رسمناه معا في هذه الوثيقة. هناك من يعتقد انه لابد من حل السلطة كشكل من أشكال الخروج من الأزمة؟ لا شك سؤال السلطة وطرحه على جدول أعمال مسألة لها ما يزكيها في الواقع، عندما تعجز السلطة عن توفير الأمن والأمان وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة وعن القدرة على مواجهة العدو، ومقاومة عدوانه من الطبيعي أن ترتفع علامات سؤال حول جدوى هذه السلطة، نحن قبل بضعة أشهر في الجبهة طرحنا سؤال السلطة، لم ندعو لحلها، ولكن قلنا أن السؤال أصبح مطروحا على جدول الأعمال، تعالوا جميعا لنناقش: هل استمرار هذه السلطة يشكل رافعة للنضال الوطني الفلسطيني أم بات عقبة؟، طرحنا هذا السؤال، وجدنا أن الغالبية من القوى السياسية ترى أن الأولوية الآن للعمل من اجل إنجاح الرؤيا التوافقية التي اتفقنا عليها في إطار وثيقة الوفاق الوطني، فغلبنا هذه الوجهة ولكن هذا لا يعني أن سؤال السلطة ليس مطروحا من قبل أوساط عديدة في شعبنا ومشروع جدا أن يطرح هذا السؤال مرة أخرى. غزة/ عامر أبو شباب