قال يحي قيدوم وزير الشباب والرياضة أن مشكلة الرياضة الجزائرية تكمن في غياب الطاقم المسير لما توفره الدولة من إمكانات مالية ضخمة، موجهة لهذا القطاع، مؤكدا في نفس الوقت أن هذه الأموال وقعت في أيدي أناس غير نزهاء ساهموا في تحطيم الرياضة الجزائرية. وقدم البروفيسور قيدوم الذي نزل اول امس السبت ضيفا على منتدى التلفزيون أمثلة عن ذلك في الإمكانات الضخمة التي قدمت لاتحادية ألعاب القوى والتي فاقت ال 38 مليارا خلال خمس سنوات إضافة إلى توفير 87 مضمارا وخمسة ملاعب لهذه الرياضة والعديد من الملاعب المشتركة الأخرى في الوقت الذي لم تستطع هذه الاتحادية أن تحقق سوى رقم 12 ألف ممارس مجاز. وانتقد قيدوم بشدة بعض مديري الشبيبة والرياضة الذين لم تعد لهم أي سلطة على الرابطات الولائية التي تحولت الى ملكية خاصة لبعض الأشخاص الذين خلدوا في مناصبهم لسنوات عديد. ودعا ضيف "منتدى التلفزيون" إلى الالتفاف إلى المشاكل الحقيقية للقطاع وليس إلى الأمور الهامشية التي يمكن تجاوزها. ومن أمثلة المشاكل الحقيقية التي تحدث عنها تلك المتعلقة بتكوين المدربين، حيث قدم معطيات عن الاختلالات الموجودة. فقد سجل الوزير وجود 7000 مدرب يملكون شهادة بلا تكوين و3915 مدرب ينشطون من دون شهادة منهم 1117 مدرب في رياضة كرة القدم وحدها، واضاف قائلا "هذا الواقع المر في مجال التأطير هو الذي دفعنا إلى الاستعانة بخبراء مثل الألماني بيتر شنيتغر الذي سيساعدنا في تكوين وإعادة رسكلة المدربين". وتطرق المتحدث أيضا إلى غياب مدارس التكوين والذي تسعى الوزارة جاهدة لحله من خلال المشاريع التي أنجزتها على غرار مدرسة سيدي موسى لكرة القدم التي يراد لها أن تكون الأولى على المستوى الإفريقي، علما أن هنالك مشاريع أخرى قيد الإنجاز سيتم افتتاحها مستقبلا في كل من سطيف وبسكرة وسيدي بلعباس. وفي رده عن سؤال حول مركز تحضير المنتخبات الوطنية بتيكجدة (البويرة) الذي تنوي اللجنة الأولمبية الجزائرية التنازل عنه لصالح الجماعات المحلية، قال البروفيسور قيدوم بأن "لجنة تفتيش مختصة هي التي عاينته وهي التي لاحظت وجود نقائص فيه على مستوى التدفئة والإطعام وأمور أخرى". ودعا ضيف "منتدى التلفزيون" الهيئات الرياضية الدولية وفي مقدمتها الاتحادية الدولية لكرة القدم (فيفا) إلى احترام خصوصيات البلدان وسيادتها خصوصا الإفريقية منها، "لأن الدولة في هذه البلدان هي التي تمول الرياضة ومن حقها فرض الرقابة على الأموال التي تقدمها"، وذكر المتحدث بما قاله رئيس الجمهورية بمناسبة بدء السنة الدولية لكرة القدم الافريقية 2007 على هامش القمة ال8 للاتحاد الافريقي بأديس أبابا إثيوبيا عندما أكد بأن "افريقيا تعتزم تطبيق سياستها في مجال تطوير الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا بكل سيادة وفي ظل احترام القيم الافريقية وحقوق الانسان". ولدى تطرقه للألعاب الإفريقية التي ستحتضنها الجزائر الصائفة المقبلة، قال السيد قيدوم أن "الدولة سخرت كل الإمكانات الضرورية لإنجاح الحدث، كما وفرت للاتحاديات الرياضية كل ما طلبته من أجل الاستعداد جيدا وفي أفضل الظروف لتحقيق الهدف المسطر وهو نيل المركز الثاني في الترتيب العام". وسيم . ب: [email protected]