ناشد العشرات من الأئمة الجزائريين في فرنسا رئاسة الحكومة وأيضا وزارة الشؤون الدينية لإنقاذهم من الوضعية الاجتماعية والمهنية التي يعيشونها منذ أزيد عن سنتين بعد أن وجدوا أنفسهم في بطالة، غير قادرين على العمل في فرنسا وغير قادرين أيضا على العودة إلى أرض الوطن بعد أن اندمج أبناؤهم ومنهم من بلغ مستوى البكالوريا لأن انتداب هؤلاء الأئمة للعمل في فرنسا يعود إلى عام 1990 بعقد عمل لمدة أربع سنوات وبعد أن أمضى الأئمة ومنهم المعروفين الآن في فرنسا وأوربا مثل حداد بلقاسم والجيلالي عبابسة والطيب لفقير ورابح عياس بعد أن أمضوا سنتين من دون راتب تمت الاستعانة بهم عام 1995 بتجديد عقودهم لمدة سنة وتواصل عملهم بهذا الشكل لمدة عشر سنوات، حيث سحب البساط من تحت أقدامهم ليجدوا أنفسهم في حالة اجتماعية متدهورة، حيث قامت وزارة الشؤون الدينية رفقة مسجد باريس بالإستعانة بجيل جديد من الأئمة الذين تحسنت أجورهم بشكل مقبول، فبلغت حسب بعض المصادر حوالي 3000 أورو للإمام. مجموعة من الأئمة الذين اتصلوا بالشروق اليومي من فرنسا قالوا أنهم ساهموا منذ عام 1990 في إنشاء عدد كبير من المساجد والمدارس الإسلامية والقرآنية في كامل التراب الفرنسي واعتمدوا على الوسطية ودافعوا عن الإسلام الصحيح ومنحوا الصورة اللائقة بالإسلام في عز الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر والعمليات المسلحة التي طالت فرنسا وبعض الدول الغربية، وكان بعض الأئمة قد وضعوا نصب أعينهم العودة إلى الوطن بعد نهاية عقد الأربع سنوات ولكن إلحاح وزارة الشؤون الدينية وأيضا جاليتنا جعلهم يبقون في فرنسا زمنا أطول، فكبر الأبناء ودخلوا المدارس الفرنسية وتعذرت العودة لأجل مستقبل الأبناء وتمت مراسلة رئيس الحكومة في مناسبتين لأجل "رفع الغبن"، كما أمضى بذلك الأئمة إضافة إلى مراسلة وزارة الشؤون الدينية وعمدة باريس وهذا منذ أكتوبر 2006 ولكن دون تلقي أي رد.. الرسائل التي وصلت رئاسة الحكومة ووزارة الشؤون الدينية ممضاة من طرف 25 إماما، لكن العدد الإجمالي للأئمة الذين دخلوا البطالة يفوق الخمسين، منهم من أصبح يمتهن أعمالا أخرى، بينما يصرّ البقية على أن يتقاضوا أجورا مثل الأئمة الذين انتدبتهم الوزارة منذ 2005 مستندين إلى "الخزينة المليئة بملايير الدولارات" ورافضين أيضا العودة إلى أرض الوطن!!