أكد العقيد أحمد بن الشريف بأن عبد العزيز بوتفليقة كان في الحدود الجزائرية المالية على رأس فريق من المجاهدين، وأنه لم يكن مع بلعيد عبد السلام كما زعم رفيق عبد المؤمن خليفة في حديث له مع "الجزيرة"، واعتبر ذلك محاولة لتشويه صورة الرئيس بعد أن شرع في تطهير البلاد من الفساد والمفسدين. وكشف ل (الشروق اليومي) عن وجود 7 وزراء مزدوجي الجنسية في الحكومة الحالية، واستغرب تصريحات وزير المجاهدين، واتهم الضباط المنحدرين من الجيش الفرنسي، ب"نقص الوطنية"، وتحدث عن التجارب النووية في الصحراء الجزائرية وحضور موشي ديان للتجربة الإسرائيلية وفيما يلي نص الحديث: - يقود العقيد أحمد بن الشريف حملة ضد "المجاهدين المزيفين" فهل المقصود منها "تصفية الأرندي" لصالح جبهة التحريرالوطني؟ - - أنا لا أحارب "الأرندي" ولي علاقة طيبة مع أحمد أويحيى، ولكنني كمناضل في جبهة التحرير الوطني، وعضو في منظمة المجاهدين أريد دعم (الأفلان) للانتصار، وتصحيح الوضع المتعلق بالمجاهدين، وذلك ب"تنحية" سوسة "المجاهدين المزيفين" من وسط المجاهدين الحقيقيين. - لكن الوزير محمد الشريف عباس يقول أنه قام بتصفية 10 آلاف منهم؟ - - هل يستطيع استرجاع الأموال التي خرجت من خزينة الدولة ودخلت في جيوبهم؟ وهل يستطيع أن ينشر قوائمهم في كل ولاية؟ هذا هو المهم بالنسبة لي شخصيا. - ما تفسيركم لمحاولات تشويه رفيق عبد المؤمن خليفة صورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عبر "قناة الجزيرة"؟ - - أولا، هو يكذب، لأنه لا علاقة لوالده ببوتفليقة تاريخيا، ثانيا: أعتقد أنه عندما اكتشف أن رئيس الجمهورية يريد تطهير البلاد من الفساد والمفسدين، وتصفية المنحرفين، تحرّك بهدف المساس بسمعته. وأنتم تدركون جيدا أن "كلام المدمنين" لا يؤخذ بعين الاعتبار. - وما هو دليلك بأن خليفة يريد تشويه صورة الرئيس وهو يذكر وقائع؟ - - أولا، عبد العزيز لم يكن مع عبد السلام بلعيد، فقد كان شابا يافعا قدم من المغرب، وكلفته حكومة بن يوسف بن خدة (وزارة التسليح) بالذهاب إلى الجنوب الجزائري بالحدود المالية لإدخال السلاح على رأس مجموعة من المجاهدين. - لكن هؤلاء المجاهدين وهم أحمد درابة، عبد الله بلهوشات، محمد الشريف مساعدية، كانوا متهمين في قضية محاولة انقلاب لعموري على حكومة فرحات عباس؟ - - أنت تعرف بأنني كنت الشخص الذي حقق مع المجموعة التي كان يقودها لعموري بدعم من فتحي الديب رئيس المخابرات المصرية وحاولت القيام بانقلاب ضد الحكومة المؤقتة، وكانت المحكمة تتشكل من الرئيس العقيد هواري بومدين والعقيد الصادق، والقائد أحمد، والنائب علي منجلي. - كيف يمكن أن يتهم "هؤلاء المجاهدون" بالمشاركة في الانقلاب على الحكومة، وتكلفهم الحكومة بإدخال الأسلحة من الحدود المالية - الجزائرية؟ - - أصدرت المحكمة أحكاما في حقهم في الحكومة الأولى، التي ترأسها فرحات عباس، وجاءت حكومة بن يوسف بن خدة فأصدرت عفوا عنهم، وكلفتهم بالعمل تحت رئاسة سي عبد القادر (الإسم الحََرَكي لبوتفليقة) في الجنوب الجزائري. - يقال أن خليفة لعروسي والد عبد المؤمن سأل العقيد الطاهر الزبيري حين كان يحضر للانقلاب على بومدين عام 1967: هل العقيد ابن الشريف معكم، وعندما قال له لا، قال له لعروسي "انكم لن تنجحوا"، هل هذا صحيح؟ - - نعم، الكثير يتناقل هذا الكلام. - ولماذا تم سجن لعروسي؟ - - لأنه كان وزيرا في حكومة أحمد بن بلة. - ما رأيك في الضباط الجزائريين المنحدرين من الجيش الفرنسي، ممن التحقوا بالثورة، واعتمد عليهم بومدين في بناء الجيش الجزائري؟ - - اعتبر هؤلاء الضباط ممن أراد الاستفادة من جزائر ما بعد الاستقلال، فقد أدركوا بأن الإستقلال على الأبواب ولهذا التحقوا بالثورة. ولو كانوا وطنيين حقيقيين، يؤمنون بالثورة لقاموا بعمليات في الثكنات التي كانوا فيها قبل الإلتحاق بالثورة، أو هربوا أسلحة لصالح الثورة، لكنني أرى أن الجيش الجزائري استفاد من خبرتهم العسكرية في التدريب والتسيير. - أنت واحد من هؤلاء الضباط، فلماذا تتهم غيرك؟ - - أولا، أنا وطني أبا عن جد، كان جدي خليفة الأمير عبد القادر، وكان عمي "صديق الأميرخالد" وتخرجوا من كلية واحدة هي سانسير. وبالنسبة لي شخصيا، فقد قمت بعملية داخل الجيش الفرنسي عام 1957، وبفضلي تم تسليح الولاية الرابع، علما بأنني كنت منذ 1956 في اتصال مستمر مع العقيد أوعمران. ويمكنك الرجوع إلى كتابات المؤرخ محمد حربي لتتأكد مما أقوله لك، فأنا ممن عبروا خطي شال وموريس. - يدور الحديث هذه الأيام حول مزدوجي الجنسية وقد ندد الرئيس بوتفليقة بوجودهم، فماذا يقول العقيد أحمد بن الشريف؟ - - أتساءل فقط: لماذا يعين 7 وزراء من مزدوجي الجنسية في الحكومة، وأبناءهم في الخارج، وحتى عائلات بعضهم، وأتساءل في الوقت نفسه، لماذا يعين وزراء من أبنائهم يحملون جنسيات أجنبية، أو هم متزوجون بالأجنبيات. - وماذا تقول عن التجارب النووية الفرنسية السابقة في الجزائر؟ - - أعتقد أن التجارب كانت فرنسية اسرائيلية، وأن موشي ديان كان في أدرار حين قامت إسرائيل بتفجيراتها في رڤان. - هل لمهمتك الحالية في محاربة المجاهدين المزيفين نهاية؟ - - بمجرد أن تتم عملية تصفية المجاهدين المزيفين، ويفسح المجال للمجاهدين الحقيقيين، سألتحق ببيتي والتزم الصمت. - وقبل التزامك الصمت، ماذا تطلب من الرئيس؟ - - أولا، أطلب له دوام الصحة والعافية وطول العمر، وثانيا، أنا متأكد بأنه سيساعدنا على تصحيح مسار المجاهدين وتصفيتهم من المندسين بينهم من المزيفين. أجرى الحديث: عبد العالي رزاقي