أعلن الأزهر الشريف أنه قد يرفع شكوى بحق الكاتبة المصرية نوال السعداوي بسبب مسرحية لها اعتبرت مهينة للإسلام. وقال المتحدث باسم الأزهر ماهر حداد إن مركز الأبحاث الإسلامية في الأزهر الذي يرأسه إمام الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي، أيد هذا الأسبوع رفع شكوى بحق كاتبة مسرحية "الله يقدم استقالته في اجتماع القمة". أوضح أن لجنة مؤلفة من علماء دين هي التي ستتخذ القرار النهائي في تاريخ لم يحدد بعد. وكانت مصر قد شهدت العام الماضي، عودة الصراع الفني - الديني إلى الواجهة بشكل ملفت بسبب بعض الأعمال التي رأى فيها الكثيرون هجوما صريحا على الدين الإسلامي، بينما دافع عنها المثقفون كونها تدخل في إطار حرية الإبداع وخيال المثقف، وكان الحجاب هو أهم نقطة صدام بين الطرفين بعدما تحولت شخصية الفتاة المحجبة السيئة السمعة إلى موضة الأفلام السينمائية الجديدة في مصر، حيث انتهت السنة الماضية، بخلاف حاد بين الطرفين بعد فيلم "ماتيجي نرقص" للمخرجة إيناس الدغيدي وقبلها فجر المؤلف محمد حماد قنبلة حقيقية وهو يكتب فيلم "الجنيه الخامس" الذي أثار ضجة كبيرة العام ما قبل الماضي، حيث تناول الفيلم العلاقات الساخنة بين بعض الشباب والفتيات في المقاعد الخلفية للأتوبيس المكيف وكانت بطلته محجبة طبعا، ورغم الهجوم الكبير الذي تلقاه والذي وصل حد التهديد بالقتل، عاود الكرة وقرر تقديم فيلم "سنترال" في ديسمبر الماضي، على نفقته الخاصة، تجسّس الفتاة المحجبة على الزبائن، ودخول سيدة متزوجة في علاقة محرمة، وتساهل زوجة شقيق فتاة السنترال وهي متجلببة ومنقبة مع أحد الشباب في المكالمات الهاتفيّة أعطت انطباعا بوجود مخطط لضرب الدين من خلال عمل فني تظهر بطلاته بشكل سلبي وهن يلبسن الحجاب والنقاب وقد تعرض الفيلم إلى توقيف عرضه في سابقة هي الأولى من نوعها، يتعرض فيها فيلم روائي قصير أو حتى طويل للرقابة أثناء عرضه، بأمر من وزارة الثقافة المصرية، التي ربما تأثرت بأزمة وزيرها إثر تصريحاته بشأن الحجاب، وهي تصريحات كانت قد ساندتها السعداوي بقوة من خلال آخر ظهور تلفزيوني لها عبر حلقات خاصة عن معركة الحجاب في مصر بثتها شبكة الأ م بي سي مؤخرا واعتبرت أنه لا وجود لأي نص قرآني صريح ينص على ضرورة تحجب المرأة. السعداوي الموجودة حاليا، في بروكسل، اعتبرت ما يحدث مع عملها الجديد "انتقام من الأزهر" الذي سبق أن كانت هناك له مواجهة معها. وقالت "منذ متى يحكم رجال الدين على المسرحيات؟ انه عمل نقاد المسرح وليس رجال الدين". كما أكدت في تصريحات لوكالة فرانس برس إنها "مسرحية خيالية.. الخيال ليس له حدود"، مضيفة أن هذا العمل "يكشف تناقضات في الكتب الدينية والسياسية". وأوضحت أن المسرحية كتبت عام 1996 ونشرت أواخر 2006. وكانت تمت مصادرة المسرحية من معرض القاهرة الدولي. سمير بوجاجة: [email protected]