"الامام الاكبر" يامر بتدريس فقه الطنطاوي عوض المذاهب الاربعة أعرب شيخ الأزهر عن استيائه من دعوات بعض الفعاليات المصرية بضرورة عزله والتحقيق في ممتلكاته وثروته المالية، في ذات الوقت الذي قررت فيه مؤسسة الأزهر إلغاء تدريس المذاهب الفقهية الأربعة في كلياتها، وتدريس كتاب (الفقه الميسّر) لمؤلفه الشيخ محمد سيد طنطاوي، وسْط موجة استنكار واسعة تتّهم المعنيين بمحاولة الانقطاع عن التراث الفقهي. طالب عدد من رجال الصحافة والثقافة المصريين من السلطات المصرية فتح تحقيق فيما أسموه ممتلكات وثروة شيخ الأزهر ومحاكمته على التجاوزات التي ارتكبها بإسم الازهر الشريف، التي حصّلها من أعطيات جهات رسمية، أو عن طريق استعمال مركزه في مشيخة الأزهر، مشددين على ضرورة توسيع التحقيق ليشمل أفرادا من أسرته. وبدا شيخ الأزهر ممتعضا جدا من هذه الدعوات، وعبّر عن استيائه في لقاء له بث على قناة mbc ليلة الخميس إلى الجمعة الماضية، وأكد خلالها أنه استخرج "إقرار براءة الذمة" كي يثبت عدم حيازته لكل ما ادعوه. وتعرف علاقة الصحافة المصرية بشيخ الأزهر توترا حادا منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث يعكف كلا الطرفين على إبراز أخطاء الآخر، والتشهير لها، في ظل اتهام الصحفيين للطنطاوي بموالاة نظام الحكم والدفاع عنه، باستغلال الدين والزج به في متاهات السياسة، لتنفجر وتعرف أبعادا أخرى بعد فتوى شيخ الأزهر بجواز جلد الصحفي الذي ينشر الإشاعة، في نفس الوقت الذي يقلل طنطاوي من هذه الدعوات، معتبرا من يحركها لا يعدّون على أصابع اليد. وفي سياق آخر، قال طنطاوي إنه يرفض أن يتم تعيين شيخ الأزهر عن طريق الانتخاب، وشدد دعمه للصيغة الحالية التي تقرر تعيين الدولة لرئيس المشيخة. يُشار إلى أن شيخ الأزهر كان يعيّنه عدد من علمائه بعد تزكيتهم إياه، قبل أن يتحول إلى مؤسسة تابعة للدولة، تصرف لها ميزانيتها من الخزينة العمومية، حيث يملك رئيس الوزراء صلاحية تحديد مصير رئاسة المؤسسة. وفي سياق ذي صلة، قرر أعضاء المجلس الأعلى للأزهر، في اجتماعهم مساء أمس الأول، برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي، تدريس كتاب «الفقه الميسر» للإمام طنطاوي، بدلاً من كتب المذاهب الفقهية الأربعة في مختلف معاهد الأزهر للمرحلتين الإعدادية والثانوية ابتداء من هذا الموسم، وعلل أصحاب الفكرة ذلك، بأنه يأتي في إطار "تطوير مناهج الأزهر ومواكبتها للعصر وللتيسير على الطالب"، وقرروا أن المذاهب الفقهية الأربعة "ستكون مجرد مراجع يتم اللجوء إليها عند الحاجة فقط". بينما أعرب عدد من علماء الأزهر عن استيائهم الشديد من قرار المجلس الأعلى للأزهر، مشيرين إلى أن القرار بتدريس الفقه الميسر لشيخ الأزهر بدلاً من المذاهب الفقهية الأربعة خطوة "خطيرة جدا"، لأنه يعني أن طلبة الأزهر سيجهلون المذاهب الفقهية، وهذا "يعني انقطاعا عن تراثنا القديم"، معتبرين إياه "انقطاعا عن المستقبل"، لأنه "لن يستطيع الدارسون بالأزهر إعداد الرسائل العلمية في المذاهب الفقهية"، في حين أكد آخرون أن "خضوع مناهج الأزهر لعمليات بتر وقص ولصق استجابة لمطالب قوى خارجية وداخلية أدت لتدمير الأسس التي أُنشئ الأزهر من أجلها". هشام موفق