انتقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، التصريحات المستفزة التي أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والتي اتهم فيها الجزائر بارتكاب جرائم بحق الأقدام السوداء والحركى، إبان الثورة التحريرية. وقال بلخادم في رد على سؤال ل "الشروق" تعقيبا على تصريحات ساركوزي : "كنا في حرب، والخونة نعتبرهم أعداء، لأنهم حاربوا ضد وطنهم وقاموا بأعمال إبادة في حق إخوانهم الجزائريين"، مؤكدا بأن محاولات ساركوزي سوف لن تنطلي على أحد، وتابع: "محاولات الفرنسيين لتبرير هذه الجريمة بإلقائها على غيرهم، لا يمكن أن تغيّر في واقع الأمر شيئا". وأوضح الرجل الأول في الأفلان أن وضع كفاح الجزائر من أجل التحرير، على صعيد واحد مع الذي حارب دفاعا عن الاستعمار، مقاربة ظالمة، وذكر بهذا الخصوص: "الحرب التحريرية أفرزت معسكرين، الأول يمثله الجزائريون الذين كانوا يحاربون من أجل تحرير بلادهم من الاستعمار، والمعسكر الثاني، كان يمثله الحركى والأقدام السوداء الذين حاربوا من أجل أن تبقى الجزائر فرنسية، وهؤلاء أعداء ولا بد من محاربتهم". وأكد بلخادم أن لا فرصة لهروب فرنسا من استحقاقات لا بد أن تدفعها، وقال: "سواء رضي الرئيس الفرنسي أو لم يرض، سيأتي يوم تقدم فيه الدولة الفرنسية اعتذارها للشعب الجزائري عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الجزائر"، وذلك في ندوة صحفية عقدها بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة. من جهة أخرى، قال الرجل الأول في الافلان إنه سيقدم استقالته من الأمانة العامة في حال لم يحافظ الحزب على مركزه كأقوى تشكيلة سياسية في البلاد من حيث التمثيل، وقال: "إذا خسر الحزب المرتبة الأولى في البرلمان القادم، فان الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي سيقدمون استقالتهم". وألمح بلخادم إلى تجاوز حزبه الأزمة الهيكلية والتنظيمية التي هددت العتيد منذ أزيد من عام، وأكد لقاءه بعدد من الشخصيات، التي أبدت بعض الملاحظات والتحفظات بشأن الطريقة التي يسير بها الحزب، مثل السفير عبد القادر حجار، وأعضاء مجلس الأمة، عفان قزان جيلالي، وعبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة، كما التقى صالح قوجيل منسق حركة التقويم والتأصيل لعدة مرات، تناولت "توحيد صفوف الحزب والعمل على فوز قوائم الحزب". وقال بلخادم: "لا توجد قوائم موحدة ولا قوائم مشتركة. هناك حزب واحد وقوائم واحدة باسم حزب جبهة التحرير الوطني"، مشيرا إلى أن أسماء المترشحين "سيتم انتقاءها وفق المعايير التي سطرها الحزب وليس على أساس شيء آخر". وثمن المتحدث إنشاء "تكتل الجزائر الخضراء" الذي يضم كلا من حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح، مؤكدا أن حزبه "ليس ضد التكتلات السياسية لكن بعيدا عن أي احتكار للوطنية وللإسلام و للديمقراطية"، مشيرا غلى أن حزبه يتقاسم الموقف مع وزارة الداخلية بشأن تسجيل أفراد من الجيش الشعبي الوطني في القوائم الانتخابية في بعض المناطق، باعتبار أن "لكل جزائري الحق في أن يسجل في القوائم الانتخابية". وفي سياق متصل، حطمت ولاية باتنة الرقم القياسي في عدد المترشحين للانتخابات التشريعية، بحيث سجلت 275 طلب ترشح، بالرغم من أنها تحصي 19 مقعدا فقط، متقدمة على العاصمة (37 مقعدا)، التي أحصت 272 طلب.