شكك أعضاء قياديون سابقون في "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، في نوايا سعيد سعدي المنسحب مؤخرا من رئاسة الأرسيدي، بحجة ترك المجال أمام إطارات الحزب، وقال علي براهيمي، بأن سعدي استحدث ممارسة جديدة في عالم السياسة، وهو الاسم المستعار، لأنه سيعمل على تسيير الحزب دون أن يظهر في الواجهة. ووصف النائب في البرلمان، المنشق عن الأرسيدي، بأن انسحاب سعيد سعدي لا حدث، وبأنه فعل ذلك تحت ضغط حالة الغضب التي أضحى يشعر بها مناضلو الحزب، بسبب ممارسات سعدي، التي أدت إلى استقالة إطارات كثيرة، وهو يريد حاليا تحسين صورته أمام الرأي العام، وفي تقدير المصدر ذاته، فإن لا تغيير حصل في صفوف التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بسبب غياب تداول حقيقي على السلطة، قائلا: "إن سعيد سعدي عيّن خليفته ولم يتم انتخابه من قبل المؤتمرين"، وبأن من اختاره لم يكن له منافس من بين المشاركين في المؤتمر، "كما أنه مناضل يفتقد للكفاءة والاستقلالية". وأصر براهيمي على التأكيد بأن سعدي بتصرفه هذا، الذي حاول من خلال مفاجأة مناضليه، استحدث مصطلحا جديدا في عالم السياسية، وهو الاسم المستعار، وهي طريقة يتم اعتمادها في الاقتصاد الموازي، أي الاسم المستعار للتهرب من متابعة السلطات المعنية، وقال النائب في البرلمان بأن الأرسيدي لم يعرف قط تداولا على السلطة، وبأن الانسحاب الشكلي لسعدي ،سمي دون وجه حق "تداولا وتشبيبا" للحزب، وقت هذا وفق تأكيده على حساب الكفاءة والاستقلالية، متوقعا أن يضر على القرار الأرسيدي أكثر، خصوصا وانه تعمد تعيين من ليس لديهم الشعبية داخل هياكل الأرسيدي. وقال عضو قيادي آخر مشق عن الارسيدي، رفض الكشف عن اسمه، حتى لا يتهم باستغلال الفرصة للانتقام من سعدي، بأن ما حدث بالتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، يؤكد نية سعيد سعدي في المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لذلك حاول الابتعاد شكليا فقط، ولو كانت نيته سليمة لاستقال من الحزب، بعد أن تأكد بأنه ليس لديه أي شعبية، وقد لمس ذلك من خلال مسيرات يوم السبت الفاشلة التي لم تستقطب سوى المقربين منه، وأفاد المتحدث بأن سعدي سعى لطرد الرئيس الجديد من الحزب سنة 2001، ولولا الوساطات لما وصل إلى ما هو عليه اليوم، ولم يستبعد العضو القيادي السابق في الأرسيدي أن يعقد سعدي بعد سنة مؤتمرا استثنائيا، يعلن فيه عودته لرئاسة الحزب، تحسبا لرئاسيات 2014، وهو ما سيمنحه شرعية جديدة، بعدما أصبح يوصف داخل الحزب "بموغابي" لأنه ظل على رأسه منذ 23 عاما.