أعلن سعيد سعدي، رئيس التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، انسحابه من الحزب والاحتفاظ بصفة "المناضل" في إعلان فاجأ به مندوبي المؤتمر الرابع الذي تجري فعالياته بالقاعة البيضاوية في العاصمة، وتحولت القاعة إلى مأتم حقيقي، أجهش فيه المناضلون بالبكاء مطالبين سعدي بالعدول عن قراره. لم يتحمل 220 مندوبا لمؤتمر "الأرسيدي"، قرارا نزل عليهم كالصاعقة، لما افتتح رئيس الحزب أشغال المؤتمر بورقة ظنها المناضلون، ورقة طريق المؤتمر الذي سيزكي لا محالة سعدي، ليخلف نفسه على رأس الارسيدي، لكن المؤتمرون الذين تابعوا بشغف تحليل زعيمهم للوضع السياسي السائد في الجزائر، متحدثا عنه بلغة تحمل الكثير من السلبية، إضافة إلى الوضع الإقليمي المشبع بشحنات ما بعد الثورات العربية، لم يكونوا ينتظرون، "فاصلا" توقف فيه سعدي، لينطق بعبارة "لهذا قررت الانسحاب من رئاسة الحزب ولا أريد سماع كلمة سعدي رئيسا كما اعتدتم". ولم يتحمل المؤتمرون قرار سعدي، فتحولت القاعة البيضاوية إلى مأتم، ساده صمت رهيب، وواصل سعدي كلمته التهجمية، ووصف سعيد سعدي الأوضاع بالجزائر بأنها نفسها التي كانت سنة 1991، قبلها وبعدها، في إشارة منه إلى إلغاء المسار الانتخابي. واتهم سعيد سعدي حزب جبهة التحرير الوطني بالأوضاع المتردّية التي يعيشها الجزائريون منذ 1962. ويتولى سعدي رئاسة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، منذ تأسيسه رسميا في 1990، بينما برر قرار انسحابه من الحزب، بالقول "حان الأوان لفسح المجال للشباب"، وتابع "إن مبادئ الأرسيدي ثابتة، وغير قابلة للتفاوض" مشيرا انه سيبقى مناضلا في التجمع". وتعالت أصوات المؤتمرين تطالب سعدي بالعدول عن قرار الانسحاب، الا انه رفض، وتهجم على مناضليه بالقول "هل أنتم ضد الديمقراطية؟ هذا قرار ديمقراطي والحزب مليء بالإطارات الكفأة القادرة على تسييره"، وجدد قراءة قراره بالقول "أعلن لكم قراري عن عدم ترشحي لمنصب رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية..لقد فكرت مليا وتشاورت مع أعضاء القيادة.وقد حان الوقت للكفاءات التي تم تكوينها داخل الحزب ومن طرفه أن تعبر عن قدراتها وأن تعمل". وأضاف أنه سيبقى يناضل في صفوف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية قائلا "أعتبر أنه لا يحق لنا المطالبة بالحرية والعدالة والتخلي عن التزام شخصي في النضالات التي تخاض من اجل الديمقراطية".