حسم الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، في الشخصية التي تتصدر قائمة الحزب بالعاصمة في الانتخابات التشريعية المقبلة في العاشر ماي المقبل، مفضلا النائب الحالي، صديق شهاب، على حساب الوزير الأسبق، ورئيس ديوان الأمين العام للأرندي، عبد السلام بوالشوارب، حسب ما أفادت به مصادر خاصة ل"الشروق". وكان الصراع على أشده بين الرجلين منذ اندلاع حمى السباق للمجلس الشعبي الوطني، إلى غاية مساء أمس، حيث تدخل أويحيى ليرجح كفة نائب رئيس المجلس، شهاب صديق، الذي يعتبر في نظر الكثير من المتتبعين، أمين سرّ الأمين العام للأرندي، ورجل ثقته، والذي دأب أويحيى على تكليفه بتبليغ رسائله السياسية للأسرة الإعلامية. وجاءت فوزية بن سحنون، عضو المكتب الوطني ورئيسة المجلس الشعبي البلدي لبلدية القبة سابقا، في المرتبة الثالثة، ما يعني أن حظوظ عبد السلام بو الشوارب في حجز مقعد في العهدة التشريعية المقبلة، صارت مهددة، في حال حصول الحزب على مقعدين فقط بالعاصمة، لأن المعايير المعمول بها في حزب أويحيى، تنص على انتقال صاحب المرتبة الثالثة عندما تكون امرأة، إلى المركز الثاني، وفقا للنظام الخاص بالعاصمة. ولم يتغيب شهاب صديق منذ العام2001، عن ردهات البرلمان بغرفتيه، فقد سبق له وأن حجز مقعدا له في الغرفة العليا للبرلمان ما بين 2001 و2007 منتخبا عن بلدية القبة، ثم لم يلبث أن انتخب نائبا عن ولاية العاصمة بالغرفة السفلى، ما بين 2007 و2012، التي تشرف على نهايتها. وخلال ال11 سنة التي قضاها شهاب صديق بين غرفتي البرلمان، شغل مسؤوليات نوعية، منها رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي بمجلس الأمة، ونائب رئيس مجلس الأمة، كما لم يغب عن عضوية مكتب المجلس الشعبي الوطني، منذ العام 2007. وبتربع رئيس بلدية القبة سابقا على قائمة العاصمة، متقدما على رئيس ديوان الأمين العام، تتأكد طبيعة العلاقة الخاصة التي تربط بين أويحيى وشهاب صديق، كما يبرز آخر، مفاده أن الرسالة التي وقعها عدد من قيادات الأرندي، التي تطعن في شهاب، لم تحدث ثقبا في جدار العلاقة بين الأمين العام ورجل ثقته، فيما يوعز عارفون بشؤون الأرندي، متانة العلاقة بين الرجلين إلى الدور البارز الذي لعبه مير القبة السابق في ترجيح كفة أويحيى في معركة ما عرف بحركة انقاذ الأرندي قبل سنوات.