تجري الحملة الانتخابية لحزب جبهة التحرير الوطني في ظروف جد خاصة، بسبب حالة الانقسام التي يعيشها الحزب العتيد، فقد تجندت الأجنحة الثلاثة للأفلان لإنجاح الحملة الانتخابية، ويتم ذلك تحت تسميات وشعارات مختلفة، مما أعطى الانطباع بأن الأمر يتعلق بتشكيلات سياسية لا تمت لبعضها بصلة. ويقوم خصوم الأمين العام للحزب وأعضاء اللجنة المركزية بعمل جواري عبر الولايات لصالح من يصفونهم بالمناضلين الفعليين، ويرى حسين خلدون، بأن إلقاء الخطب داخل قاعات مغلقة أثبت فشله، وأن الاتصال المباشر بالمناضلين والمواطنين هو أفضل وسيلة لإنجاح الحملة الانتخابية، مؤكدا التزام أعضاء اللجنة المركزية الذين اجتمعوا يوم 14 أفريل الجاري، بقسمة بوروبة بالعاصمة، بتنفيذ البرنامج المتفق عليه، وأن كل عضو في هذه الهيئة تولى القيام بالحملة على مستوى الولاية التابع لها وكذا المناطق التي لديه امتدادات فيها بحجم منصبه داخل الحزب. وعلى الرغم من اللبس الذي يطغى على الحملة الانتخابية التي يقودها أعضاء اللجنة المركزية المنشقين عن الأمين العام للحزب، بحكم أنها تتم لصالح قوائم الأفلان التي ساهم في وضعها بلخادم، إلا أن الغاضبين من أعضاء هذه الهيئة يصرون على أن حملتهم تستهدف المناضلين الفعليين وليس الدخلاء على الحزب، في وقت يتولى الأمين العام بدوره حملة واسعة لصالح القوائم ذاتها وذلك عبر 48 ولاية، ويبرر المنشقون موقفهم الذي يظهر بأنه يحمل الكثير من التناقض بأنهم يسعون لإنجاح الحزب في الانتخابات التشريعية، رغم احتجاجاتهم على طبيعة تلك القوائم التي لا يمكن حسبهم إعادتها لأن الوقت لم يعد مناسبا لذلك، وأن الأولوية حاليا هي الحفاظ على مكانة الأفلان داخل الغرفة السفلى للبرلمان. ومن جهتها تقوم الحركة التقويمية لتأصيل الأفلان من خلال أعضائها بحملة انتخابية مماثلة لكن تحت شعار مساندة ومؤازرة مناضلي الحزب الذين أقصاهم بلخادم، وحرمهم من الترشح للاستحقاقات في مقدمتهم فئة الشباب، وأكد في هذا السياق محمد الصغير قارة، بأن كافة أعضاء التقويمية خرجوا للميدان في تجمعات ولقاءات جوارية، للترويج للقوائم الحرة التي أعدها مناضلو الأفالان إلى جانب القوائم التابعة للحركة التقويمة والتي جاءت أغلبها تحت تسمية "التأصيل" أو "التقويم" أو "الوفاء"، معلنا انضمام العديد من القوائم إلى الحركة التقويمية وقد بلغ عددها مؤخرا 31 قائمة بعد أن كانت التقويمة لا تحصي سوى 25 قائمة فقط، وقال بأنه باستثناء قائد الحركة التقويمية صالح قوجيل، الذي يعاني من التعب فإن كافة أعضائها خرجوا إلى الميدان، وذكر من بينهم عبد الكريم عبادة والهادي خالدي وخالد بن عيسى. وعلى الجهة المقابلة يريد عبد العزيز بلخادم، استقطاب القاعدة النضالية للحزب العتيد في محاولة منه للم شملها وإقناعها بالتصويت على قوائم الأفلان، مغتنما الحملة لتوجيه انتقادات لخصومه ومنافسيه من الأحزاب الأخرى، وتعد المرة الأولى التي يشارك فيها الأفلان في انتخابات بصفوف متفرقة.