تمضي الآن عشر سنوات منذ آخر تتويج وطني عبر بطولة وطنية أحرزها شباب قسنطينة، لتمر بعد ذلك كرة القدم في شرق البلاد بأسود عشرية في تاريخها في غياب التتويجات بالكأس والبطولة وصعوبة إنتاج لاعب كبير يحترف في الخارج أو على الأقل يصنع الحدث الكبير، وحتى يسعد بورحلي ولزهر حاج عيسى لم يقنعا لحد الآن أي مدرب وطني وحتى دعوات الاحتراف لا تأتيهما إلا من دول مغاربية وعربية في أحسن الأحوال. عشر سنوات عجاف نال فيها التلمسانيون والشلفيون وحتى بني ثور بولاية ورقلة بضعة ألقاب وكؤوس وبقي الشرق بعيدا جدا عن صنع الحدث الكروي وحتى الحدث الرياضي بصفة عامة، بالرغم من أن شمس الكرة الجزائرية شرقت من "الشرق" منذ الاستقلال فكان اتحاد عنابة من أوائل المتوجين بالبطولة ووفاق سطيف بالكأس، كما بلغت سكيكدة ومولودية قسنطينة الأدوار النهائية لكأس الجزائر لتغرب بعد ذلك هذه الشمس. وما يخشاه أهل الشرق أن تضيع البطولة هذا الموسم من وفاق سطيف، الممثل الوحيد لمنطقة الشرق أيضا في منافسة كأس الجزائر. وحتى رقم فرق الشرق الضئيل المكون من الثلاثي الوفاق والبرج والكاب قد لا يحدث فيه تغيير رقمي مادام الكاب والأهلي مهددين بالنزول ليصبح صعود عنابة وفريق آخر من الشرق تحصيل حاصل أو تغيير للبرج فقط. بزاز... الاستثناء في عالم الاحتراف يعتبر ياسين بزاز الذي ينشط ضمن نادي فالانسيان في الدرجة الأولى الفرنسية استثناء في كامل شرق البلاد، فابن القرارم قوقة الذي لعب في الأصناف الصغرى في شباب قسنطينة اختار الاحتراف ولم يحقق لحد الآن مشوارا طيبا ويلعب هذا العام أحسن مواسمه بعد أن أمضى خمس سنوات كاملة بين الإصابات وكرسي الاحتياط. وللأسف، فإن نجم السنافير ناصر مجوج اختار هذا العام الاحتراف ما وراء "الثلج' في فنلندا التي تعتبر بطولتها الأضعف في أوربا وهو بذلك أطلق رصاصة "رحمة" على مشواره الكروي في غياب مناجير متمكن أو على الأقل ناصح يقدم لهذا اللاعب الكبير مفتاح النجاح وطنيا ودوليا. وعودة إبن شباب قسنطينة محمد عمرون من أوكرانيا أعطى ثماره، حيث يعتبر حاليا لاعب الشرق الوحيد الذي شارك في آخر مواجهة للمنتخب الوطني ضد جزر الرأس الأخضر. ولم تقدم فرق الشرق لاعبين كثيرين لعالم الاحتراف مع استثناءات قليلة مثل لاعب الموك الشهير رابح قموح الذي تنقل إلى نيم الفرنسي في خريف 1976 ولحقه نعيم اللاعب السكيكدي الذي تقمص ألوان نصر حسين داي. وفي أواخر الثمانينيات من القرن الماضي تنقل دفنون لاعب اتحاد عنابة إلى إيرلندا حيث لعب لمدة موسمين ناجحين، وكانت لرضا ماتام تجربة فاشلة في ألمانيا حيث لعب في القسم الرابع، أما بقية التجارب فكانت في تونس بقيادة مليك زرقان. مشكلة مدربين مع أن شيخ المدربين هو عبد الحميد كرمالي ومع أن شيخ الشيوخ هو رشيد مخلوفي وكلاهما من شرق البلاد، إلا أن بطن هذه المنطقة توقف عن إنجاب المدربين الكبار حيث لا يمكن الآن سوى ذكر كمال مواسة ورشيد بوعراطة وحسين زكري ورابح سعدان الذين تبلغ "أثمانهم" مثلاءهم في وسط وغرب البلاد، بينما يبقى الآخرون محليين فقط. والملاحظ أن المدربين الشهيرين حاليا لم يكونوا أبدا لاعبين كبار، بينما نجوم كرة الشرق الكبار لم يخوضوا عالم التدريب وحتى الذين خاضوا هذه المهنة فشلوا، ومن أمثال هؤلاء صالحي عبد الحميد وفندي عبد الحفيظ وعطوي وملاكو كل هذه الإفرازات جعلت معظم فرق الشرق غير مقتنعة بالمنتوج المحلي فراحت تطلب مدربين من خارج المنطقة كما تفعل ذلك أيضا فرق الدرجة الثانية وما بين الرابطات، حيث يراهن شباب قسنطينة دائما على منتوج غرب ووسط البلاد وتعرج مولودية باتنة إلى تلمسان لتجريب المدرب بوعلي ولا تعود مولودية قسنطينة إلى المحلي إلا بعد "خراب مالطا"، ويحاول الآن عدد من المدربين تسلق عالم النجاح والشهرة مثل لطرش مدرب اتحاد عنابة ورواس مدرب شبيبة سكيكدة وبوفاس المشرف على الموك حاليا. المنتخب الذهبي... بدون شرق لم تجن فرق الشرق الجزائري عنب الإصلاح الرياضي الذي ساعد فرق البلديات الصغيرة فظهرت فرق وفاق الخشب والفلين للقل واتحاد الضمان الاجتماعي بعين البيضاء وتراجع أداء المدن الكبرى الشرقية مثل باتنة وقسنطينةوعنابة وسطيف وهو ما جعل الفترة الذهبية للكرة الجزائرية تمر من دون لاعبي الشرق، فبينما شارك رابح قموح المحترف في فرنسا في الإقصائيات وفي تأهيل المنتخب الوطني إلى مونديال إسبانيا لم تضم تشكيلة 22 لاعبا أي اسم من فرق شرق البلاد، وحتى مصطفى كويسي الذي ترجع أصوله إلى بريكة بولاية باتنة يعتبر منتوجا خالصا من مدرسة شباب بلكور، وحتى في مونديال المكسيك عام 1986 مرت القائمة من دون أسماء من شرق البلاد باستثناء المدرب الباتني ولاعب الموك سابقا رابح سعدان الذي كان حينها مغلوبا على أمره وحارس مولودية وهران إبن مدينة تبسة نصرالدين دريد الذي كان نجم المنتخب الوطني خاصة في مواجهة البرازيل التي أدهش فيها الحارس دريد نجوم "السامبا" مثل سقراطس وجونيور، ولحسن الحظ أن آخر العصر الذهبي الذي توج منتخبنا لأول مرة بكأس أمم إفريقيا عام 1990 ساهم فيه بعض لاعبي الشرق بعد أن منحهم المدرب عبد الحميد كرمالي فرصة الظهور وعلى رأسهم عنتر عصماني وسرار وعجاس وبن حمادي وبونعاس وحتى مسجل هدف الفوز في النهائي شريف وجاني هو في الأصل من أبناء مدينة سكيكدة. جفاف في الهدافين عرف الشرق الجزائري بإنتاجه للهدافين الكبار حيث حصل رابح قموح بألوان الموك على لقب هداف البطولة في عام 1974 وحافظ الشرق على القمة مع المرحوم قريش نجم الوفاق السطايفي وبن حمادي من جمعية عين امليلة وعبد القادر دريس، لتختفي الأسماء الشرقية إلى درجة أن قائمة أحسن عشرة هدافين في بطولة القسم الأول حاليا لا يوجد فيها أي لاعب ينتمي لفرق الشرق، بما في ذلك الرائد وفاق سطيف، بالرغم من أن قائمة الأوائل فيها أسماء تكونت في فرق الشرق مثل العنابي بن سعيد "اتحاد عنابة" والقسنطيني عمرون "شباب قسنطينة" والغريب أن أحسن هدافي شرق البلاد يفضلون اللعب في القسم الثاني الممتاز بحثا عن المادة على حساب تطوير إمكاناتهم والأمثلة كثيرة مثل فارس فلاحي الهداف الكبير الذي يلعب لمولودية باتنة والهادي عادل وفارس جاب الخير اللذان ينشطان بألوان اتحاد عنابة وويشاوي وعباسي وأمير بورحلي الذين فضلوا جمعية الخروب لأسباب مادية بحتة وليس لعيون جمعية الخروب، وفوضيلي إبن عين البيضاء الذي طلق مولودية العاصمة واختار أموال شباب قسنطينة. وإذا كانت فرق شرق البلاد تحاول دائما أن تقنع مشجعيها بأنها تتعرض لمؤامرة من فرق الوسط أو العاصمة، فإن الأحداث تؤكد أن فرق الشرق هي التى ̃تحطمŒ بعضها، كما اعترف بذلك المدرب كمال مواسة الذي كان يقود عنابة بعد مقابلة نارية ضد شباب قسنطينة عندما قال بالحرف الواحد "فرق العاصمة تجني الألقاب والكؤوس ونحن نتفنّن في تكسير بعضنا" وهو كلام من دون تعليق. وأخطر أحداث العنف ما بين المناصرين التي وقعت هذا العام كانت كلها في مباريات محلية شرقية بداية من داربي الهضاب في برج بوعريريج وانتهاء بما حدث من أعمال عنف عند تنقل شباب قسنطينة، الأسبوع الماضي، إلى عنابة لمواجهة ميطال الذرعان وأيضا داربي الشاوية ما بين اتحاد الشاوية واتحاد عين البيضاء في إطار بطولة ما بين الجهات الذي كانت نهايته مؤسفة مساء يوم الجمعة الأخير. هل كان سرار على حق؟ نهاية المدرسة السطايفية؟ عندما سألت "الشروق اليومي" رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار عن اعتماده على لاعبين مستوردين من الداخل ومن الخارج وتركه لنجوم الوفاق مبعثرين في عدد من الأندية، رد علينا بكلمة واحدة هي "العولمة"'، ثم راح يقول إن في كرة القدم النتائج هي المقياس. وكان قد أسر لنا بأن شباب قسنطينة الذي لعب الموسم الماضي بتشكيلة من بقايا مدرسة الوفاق جنى الخيبة والنزول، ويعتبر حاليا وفاق سطيف أكثر الأندية الجزائرية استقداما للاعبين من كل أنحاء الوطن وحتى من الدول الإفريقية ومن الجالية الجزائرية في فرنسا بعد أن اشتهر بمدرسته الكروية وفي أسوإ الأحوال يستقدم اللاعبين من الجار اتحاد سطيف أو ملعب سطيف وشباب راس الوادي "قريش" وأعطى الوفاق خلال حوالي نصف قرن أسماء يعرفها كل الجزائريين من كرمالي إلى بورحلي مرورا ببن محمود وعربات وعجيسة وعجاس وعصماني. كبار الشرق يعتصرهم الحنين إلى الزمن الذهبي عندما كان المنتخب الوطني بعد الاستقلال معظمه مكونا من لاعبي الشرق مثل سريدي وحتوف أبناء قالمة وبلوصيف "جمعية الخروب" وبودن من عنابة وزفزاف هداف الموك وملاكو أحد رموز نادي مولودية باتنة وبن محمود وكرمالي وماتام من وفاق سطيف وبوشاش من سكيكدة وهو حنين لا يتجاوز التمني، بينما الواقع حاليا يتحدث عن رؤساء أندية أقرب إلى البزناسية ومنشآت رياضية أسوأ من السيء باستثناء ولاية عنابة التي تمتلك ملاعب معشوشبة طبيعيا وشبه اكتفاء في باتنة. ويبقى السؤال عن عدم برمجة مشاريع كبرى في قسنطينة وعن التماطل في إنجاز مركب أم البواقي بينما تعاني مركبات تبسة وسوق اهراس من الإهمال وتصلح للرعي أكثر من اللعب. مولودية قسنطينة أسسها بن باديس وأزالها من الوجود الإصلاح الرياضي إلى غاية السبعينيات من القرن الماضي كان الفريق الأكثر شعبية في شرق البلاد هو فريق مولودية قسنطينة الذي ساهم عام 1939 الشيخ ابن باديس ماديا ومعنويا في تأسيس النادي رفقة بعض رجال قسنطينة مثل رمضان بن عيسى وغيره، فسرق الإعجاب لطابعه "الديني الإصلاحي" من عميد أندية الشرق نادي قسنطينة الذي كان يشجعه أيضا الشيخ ابن باديس. وبعد الاستقلال أصبحت "الموك" الفريق الأول في شرق البلاد، إذ بلغت إلى غاية 1976 ثلاث مرات نهائي الكأس، كما بلغت المركز الثاني مرتين في بطولة القسم الأول، ومنحت للمنتخب الوطني حوالي 50 لاعبا دوليا منذ الاستقلال إلى منتصف السبعينيات، وكان الداربي القسنطيني عبارة عن 95% من أنصار الموك مقابل 5% من أنصار "السياسي"، لينقلب الوضع منذ خسارة الموك نهائي 1976 ضد العميد "2 - 0" والتواجد في المركز الثاني في البطولة، حيث قام المشرفون على الكرة بعملية إدماج فريقي قسنطينة، ومنح اسم "البلدية" للموك الحقيقية التي اندثرت بعد ذلك، بالرغم من وجود لحد الآن فريق يدعى مولودية بلدية قسنطينة ينشط في القسم الجهوي الأول لرابطة قسنطينة ويحتل المراكز الأخيرة، كما ظهر عام 1985 فريق يدعى بناء قسنطينة "الكراك" الذي لعب نهائي الكأس ضد مولودية وهران وأصبح مدرسة أعطت عددا من اللاعبين مثل بن كنيدة، ليندثر نهائيا وهو حاليا في بطولة الجهوي الثالث "القسم السادس". حمراء عنابة الجامعة تخطف شعبيتها يتواجد فريق حمراء عنابة، الذي صنع الحدث عام 1972 بحصوله على كأس الجزائر ضد الاتحاد العاصمي في نهائى افتتح به ملعب 5 جويلية لأول مرة "2 - 0"، يتواجد حاليا في القسم الجهوي الأول "الدرجة الرابعة" ولا يحضر مقابلاته إلا العشرات من العنابيين الذين نسوا أمجاد هذا الفريق والتفتوا إلى اتحاد عنابة المنبثق من الجامعة، شأنه في ذلك شأن مولودية قسنطينة الحالي. وإذا كان اتحاد عنابة قد فاز بالبطولة العام 1964 فإن الاتحاد الحالي هو "جامعة" وليس الاتحاد الحقيقي. المشكلة أن الاتحاد لم يسرق جمهور الحمراء فقط وإنما حتى ألوانه "الحمراء" ولا أحد من أبناء عنابة الحقيقيين يمكنه نسيان بولفول وعطوي وهمامي وحواس وبوفرماس الذين كانوا ظواهر كروية مكنت الحمراء من لعب بطولة المغرب العربي والتألق فيها. اتحاد سطيف هو الأصل إذا كان وفاق سطيف هو حاصد الكؤوس والألقاب وصانع الحدث هذه الأيام في كامل الهضاب العليا، فإن الحقيقية أن عميد أندية سطيف هو اتحاد سطيف وأيضا ملعب سطيف، بينما لم يعرف الوفاق الحياة إلا في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. الاتحاد عجن للكرة الجزائرية والسطايفية، أحسن لاعبيها مثل مختار عريبي ورشيد مخلوفي وعبد الحميد كرمالي، واستغل هذا المجد الوفاق الذي وجد كل شيء جاهزا فالتهم "التورتة"، ولحسن حظ السطايفية فإن اتحاد سطيف أو "لقرونة" يحتل حاليا المركز الأول في بطولة ما بين الرابطات وهو المرشح الأكبر للالتحاق ببطولة الدرجة الثانية وكان منذ عامين قد تألق في نهائي الكأس وخسرها ضد الشلف، كما لعب في القسم الأول عام 1973 ولكنه سقط في ذات العام الذي صعد فيه، بالرغم من أنه تواجد في المرتبة الأولى خلال الجولة الثامنة. السطايفيون يحلمون بداربي سطايفي لم يشاهدوه منذ 33 سنة حيث لعب الاتحاد في جوان 1974 آخر مقابلة له في القسم الأول. ترجي قالمة... سكيكدة وخنشلة السباحة ضد التيار لا يمكن الحديث عن مدرسة كروية دون التعريج إلى قالمة التي منذ أن صعدت إلى الدرجة الأولى العام 1991 وسقطت بسرعة حتى بدأت في الانقراض، وهي للأسف توجد حاليا في الرتبة الأخيرة في بطولة ما بين الجهات ومهددة بمزيد من السقوط، بالرغم من امتلاكها لملعب وجمهور غفير. وبدرجة أقل تبقى شبيبة سكيكدة تحتضر وكان آخر ظهور لها في القسم الأول العام 1987 عندما صعدت ونزلت بسرعة فائقة. أما اتحاد خنشلة التي أعطت فريق السبعينيات الكبير "قاسمي، بوقلت وخيار وجبايلي، وبوفنارة" فهي حاليا في المركز السابع ضمن بطولة الجهوي الأول "الدرجة الرابعة" ولا شيء يوحي بفرج قريب للكرة الخنشلية. الكرة الشاوية سحابة صيف فقط... مازال شباب باتنة وحده يصارع من أجل البقاء أمام إفلاس كل السياسات لإعادة عميد باتنة "مولودية باتنة إلى القسم الأول الذي غادره في الستينيات من القرن الماضي، والمولودية هي من أقدم فرق القسم الثاني الذي لا يشكل وجودها أي حدث منذ أن أضاعت الصعود عام 1988 لصالح الموك". وكانت الساحة الكروية قد عرفت ظاهرة "شاوية" عندما لعبت قرق اتحاد عين البيضاء وجمعية عين امليلة واتحاد الشاوية في الدرجة الأولى ولم يتوقف تواجدها عند المشاركة فقط بل برزت بقوة إذ بلغت عين امليلة الرتبة الثانية ونهائي الكأس وأحرز اتحاد الشاوية اللقب، وكانت للفريق مشاركتان في كأس أندية إفريقيا لتسوء بعد ذلك النتائج والفرق الثلاثة تتصارع حاليا في بطولة ما بين الرابطات وأحسنها اتحاد عين البيضاء الذي يحتل حاليا المركز الثالث ولا يمتلك أي حظ للعودة إلى القسم الثاني. كما ظهرت فرق شغلت الناس بالأموال مثل "مكارم ثليجان" ثم اندثرت نهائيا بعد أن اتضح أن ظهورها كان مجرد "وميض" حيث توبع رئيس النادي "الملياردير" ودخل السجن واختفى الفريق عن المنافسة. أمام هذه الاختفاءات والاندثار لم يبق من فرق الشرق إلا أهلي البرج الذي لم ينعم في حياته بالقسم الأول إلا في بداية القرن الحالي ووفاق سطيف الذي هو في الأصل ثالث فريق في سطيف وشباب باتنة الذي ليس أعرق من مولودية باتنة، بينما تم قتل ودفن مولودية قسنطينة وحمراء عنابة وفرق أخرى من دون حتى الترحم على أمجادها، والنتيجة هو غروب كرة الشرق منذ أزيد عن عشر سنوات. نقاط ضوء: فريقا الهضاب يصنعان الحدث ظاهرة التألق في شرق البلاد اقتصرت منذ سنتين على فريقي الهضاب العليا وفاق سطيف وأهلي برج بوعريريج اللذين صنعا لوحدهما ربيع الكرة وهو ما ألهب "الأمل" في نفس الجار الثالث مولودية العلمة الذي يطمح إلى الالتحاق بسطيف والبرج في الدرجة الأولى لتشكيل ثلاثي هضابي أشبه باللوبي الكروي الذي لا يتزعزع، ويبقى أمام مولودية العلمة متسع من سبع مباريات حتى يلتحق بصاحب المركز الثالث الذي يبعد عنه بنقطتين، وتمتاز العلمة بكونها تمتلك حاليا أرضية ميدان معشوشبة طبيعيا هي الأحسن على المستوى الوطني ومدرجات على قدر سكان هذه المدينة التجارية التابعة لولاية سطيف والمرشحة لتكون ولاية منتدبة، وإلى أن يحين موعد أول صعود في تاريخ البابية، حقق أهلي البرج هذا العام شهرة عربية جعلت بوجليد ومير ولوصيف يتلقون عروضا بالجملة للاحتراف في الخليج العربي، إضافة إلى أن المدرب بسكري تمكن من إكمال العمل الذي بذله حسين زكري وهو ما جعل البرايجية يتحولون إلى مدرسة كروية كبيرة في ظرف قصير، وبرغم تدحرج الفريق في الترتيب العام للبطولة فإنه مرشح بأن يختاره الاتحاد العربي للمشاركة للمرة الثالثة في دوري أبطار العرب، بينما يريد وفاق سطيف التتويج بهاته الكأس ونيل جائزتها الضخمة للتفكير في دوري أبطال إفريقيا الذي لم يسبق لنادي جزائري الفوز به في صيغته الجديدة، وإذا تحقق وأن أحرز وفاق سطيف وهو مرشح قوي لذلك على لقب دوري أبطال العرب، فإن كل ما قيل عن تدهور الكرة في شرق البلاد سيذوب مثل الجليد، خاصة أن الوفاق ينشر لاعبيه حاليا في معظم فرق الشرق مثل شباب قسنطينة ومولودية باتنة وأهلي البرج وأيضا يمتص نجوما عديدة قادمة إليه من شرق البلاد مثل العنابي عادل معيزة والقالمي زياية والقسنطيني فريد طويل والباتني حاج عيسى... فوز وفاق سطيف المحتمل جدا بالبطولة بعد فوزه على مولودية وهران ورزنامته المساعدة وبلوغه نهائي دوري أبطال العرب هو إنجاز ثمين للوفاق وتحريك مؤكد للجيران، مع العلم أن الوفاق وحده في الشرق أحرز على كأس أندية أبطال إفريقيا "ديسمبر 1988" بالرغم من مشاركات شرقية عديدة لفريق مولودية وشباب قسنطينة وإتحاد الشاوية وجمعية عين امليلة واتحاد عنابة وأهلي البرج ووفاق القل في كؤوس إفريقية وعربية. ب.ع