فتحت محكمة الجنايات بالدار البيضاء في العاصمة، الأحد، ملفا جنائيا، يخص واحدة من أكبر شبكات تهريب الأقراص المهلوسة واستيرادها عبر مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، حيث كشفت جلسة محاكمة 15 متهما، من ضمنهم سيدتان، عن طرق لتمرير أدوية "السبوبيتاكس" والتي يتم حشوها داخل علب "الياوررت" وقطع "الأجبان" الفرنسية، بطريقة محكمة حتى لا تتمكن أجهزة "السكانير" من اكتشافها، وكل ذلك بتواطؤ أحد أعوان الجمارك، لتحوّل بعدها نحو الجزائر من أجل ترويجها كمهلوسات في أوساط المدمنين بمختلف الأحياء الشعبية في العاصمة. تفاصيل الملف الذي تستعرضه هيئة المحكمة على مدار أربعة أيام لمناقشة وقائعه وسماع أقوال المتهمين، تخص تهم تصدير ونقل وتخزين المخدرات والمؤثرات العقلية عن طريق العبور وسوء استغلال الوظيفة، انطلقت بناء على معلومات بلغت فرقة مكافحة المخدرات، مفادها وجود شبكة خطيرة قامت بعشرات الصفقات لاستيراد المؤثرات العقلية بطريقة غير شرعية، من فرنسا وإسبانيا نحو الجزائر عبر المطار بكميات معتبرة، وبتكثيف الأبحاث والتحريات تم تحديد هوية الرأس المدبر لتلك العمليات، وتعلق الأمر بالمدعو"س،إ"، وإثر استغلال سجل مكالماته، تبيّن وجود اتصالات دائمة بينه وبين عدة أشخاص، فتحت باب الشكوك حول تورطهم رفقته في نشاطه المشبوه، وتوصلت التحريات إلى أنه تمكن عن طريق شقيقه "س،م" من استيراد ما يفوق 28 ألف قرص مهلوس من نوع "سيبتاكس" مموهة داخل علب الجبن، بمساعدة الجمركي الذي كان يتحصل على مبالغ مالية ما بين 20 و30 ألف دج، إلى جانب هدايا تمثلت في الشكولاطة والحلويات، نظير تسهيل دخول باقي المتهمين للمنطقة الممنوعة على غير المسافرين من أجل إخراج البضائع. إلى جانب ذلك، تبين أن المتهم "س،م" الذي تم توقيفه في حظيرة السيارات على مستوى المطار، كان بحوزته سبع حقائب تحتوي على مواد غذائية، من بينها حقيبة مشبوهة رصدتها مصالح الأمن خلال فترة مراقبته، والتي قام بأخذها معه نحو مدينة مرسيليا وسلمها لسائق سيارة أجرة هناك، ثم تسلمها قبل يوم من مغادرته نحو أرض الوطن. من جهته، اعترف المدعو "س،م" في أول يوم من المحاكمة الأحد، بأن أصغر أشقائه المتواجد في حالة فرار، ورّطهم جميعا بمن فيهم شقيقته التي أظهرت التحقيقات أنها كانت على اتصال دائم معه خلال فتره فراره، مضيفا أنه كلف بتسليم الحقيبة من دون علمه بما تحتوي، وأن باقي البضائع تمثلت في مواد غذائية، يقوم باستيرادها عن طريق "الكابة" لتوزيعها على تجار الجملة بالجزائر.