أعلن عشرات من رجال الدين والأطباء والمعالجين بالقرآن المسلمين الحرب على المشعوذين، الذين يسيئون إلى الدين الحنيف ويشوهون صورته، داعين ممارسي العلاج بالقرآن إلى العمل سويا مع الأطباء بأسلوب علمي. شارك جمع من رجال الطب والدين خصوصا من السعودية ومصر والجزائر هذا الأسبوع في مؤتمر غير مسبوق عقد في ابوظبي تحت عنوان "العلاج بالقرآن بين الدين والطب" دعا إليه كل من مجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة العالم الإسلامي. وقال رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية في أبو ظبي علي صادق الكعبي في افتتاح المؤتمر الذي نظمته المؤسسة أن المؤتمر يهدف إلى تأكيد أن الإسلام "لا يتنافى مع أعمال العقل واحترام العلم وتطوراته التكنولوجية الحديثة". وأضاف أن المؤتمر يهدف "إلى كشف الأفكار الخاطئة وتصحيح المفاهيم وتبصير الناس في مواجهة أعمال السحر والشعوذة والدجل والخرافات والخزعبلات التي يلجأ إليها البعض ويستغلون حاجة البسطاء والسذج". ومن ابرز التوصيات التي رفعها المؤتمر في جلسته الختامية الخميس "إنشاء معاهد متخصصة لتخريج المعالجين بالقرآن للعمل ضمن أعضاء الفريق الطبي في المستشفيات الحكومية" و"تدريس الرقية الشرعية وضوابطها وفق المنهج العلمي". ويعتبر البعض أن العلاج بالقرآن يمكن أن يشفي في آن معا المرضى عقليا وروحيا وجسديا وصولا إلى حد تأكيدهم أن القرآن قد يشفي حتى من الأمراض السرطانية ومرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز". ويعتبر آخرون أن القرآن يعالج أمراض الروح وان تلاوته تشكل سدا منيعا في وجه الشيطان وتحمي أيضا من الإصابة بالعين, ومن الوسائل العلاجية التي أعلن بعض المعالجين بالقرآن اعتمادها، غمس أوراق كتبت عليها آيات قرآنية في ماء يعطى للمريض ليشربه. في هذا الإطار قدم مهندس الآلات الطبية الجزائري شفيق شكران في المؤتمر ما وصفه بأول اختراع يجمع بين التكنولوجيا والقرآن ويقوم على تحويل صوت الآيات القرآنية إلى ذبذبات كهرومغناطيسية يجري تمريرها في الماء الذي يعطى للمريض ليشربه. ولم يشكك أي من الأطباء في الفوائد العلاجية للآيات القرآنية، معتبرين أن العلاج الروحي لا يشكل بديلا عن العلاج الطبي النفسي والعصبي, وقال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الاختصاصي في الطب النفسي السعودي طارق بن علي الحبيب أن القرآن يحث على استشارة "اولي العلم". للتذكير يستغل الكثير من الدجالين المعالجة بالقرآن حيث حولوها الى مصدر للربح الوفير عبر استغلالهم الأوضاع النفسية الصعبة للمرضى ولا سيما في الدول الخليجية الغنية. ففي السنوات الماضية نشرت وسائل الإعلام البلجيكية وقائع عدة حالات شعوذة تمت في أوساط الجالية الإسلامية انتهت بمآس. وفي إحدى هذه الحالات، توفيت فتاة مغربية اثر تناولها بضعة ليترات من ماء ممزوج بزيت الكمون الأسود، التي قال لها المشعوذون أن تناوله يطرد الأرواح الشريرة. أف ب