في أول اعتراف لها، قالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، إنها نفذت ضربة جوية بجنوب غرب ليبيا السبت، انتهت بمقتل "إرهابيين اثنين"، وهي العملية التي قالت إنها تندرج في إطار الجهود الرامية إلى حرمان المسلحين من ملاذ آمن في جنوب ليبيا. وأوضحت القيادة الأمريكية في أفريقيا في بيان أوردته وكالة "رويترز" للأنباء، أن الضربة الجوية استهدفت ضواحي مدينة أوباري ونفذت بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، والتي تتخذ من العاصمة الليبية طرابلس مقرا لها. وشدد بيان القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، على أن الولاياتالمتحدة "ملتزمة بمواصلة الضغط على شبكة الإرهاب ومنع الإرهابيين من إقامة ملاذ آمن"، في جنوب ليبيا، على حد ما جاء في البيان. وتوجد مدينة "أوباري" حيث موقع الضربة الأمريكيةجنوب غرب ليبيا، وهي قريبة من الحدود الجنوبية الشرقية للجزائر، وقد استهدف الهجوم منزلا، وقال المصدر إن هذا المنزل كان يتردد عليه أجانب، لكن لم يكشف عن هوياتهم. وإن كانت هذه الضربة ليست الأولى من نوعها التي ينفذها سلاح الجو الأمريكي في ليبيا، فقد شنت القوات الأمريكية حملة جوية على ما يعرف ب"تنظيم الدولة الإسلامية" في مدينة سرت الليبية المعقل السابق للتنظيم في عام 2016، غير أنها المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات الأمريكية تنفيذ عمليات من هذا القبيل على التراب الليبي، عبر واجهة القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا. وتتطلب ضربة جوية من هذا القبيل، تعقبا دقيقا للجهة المستهدفة، وهذا يتطلب وجود تغطية توفرها أجهزة متطورة موجودة على مستوى قاعدة "أغاديس" للطائرات المسيرة عن بعد بدولة النيجر، والتي لا تبعد عن حدود الجزائر سوى بنحو 500 كلم فقط، وهو ما عزز مخاوف الطرف الجزائري، من احتمال تعرض بعض أطراف الجنوب الكبير للتجسس من قبل الطائرات الأمريكية من دون طيار. وسبق للجزائر أن توجست من القاعدة الأمريكية، وتجلى ذلك من خلال تنظيم لقاء بين واليي كل من ولايتي تمنراست وإليزي مع محافظي كل من أغاديس وطاوة في الجهة المقابلة من النيجر، وانتهى إلى اعتماد وثيقة عمل "تسهم في توطيد العلاقات بين الشعبين بمختلف المجالات"، كما جاء في بيان حينها توج هذا الاجتماع. وتعتبر الجزائر من أشد الدول حساسية للقواعد العسكرية الأجنبية في الدول التي لها حدود معها، برأي مراقبين، وتجسد هذا من خلال الانتقادات غير الرسمية التي وجهتها أوساط سياسية وإعلامية للجارة الشرقية تونس، بسبب ما تردد عن استضافتها لقاعدة عسكرية تابعة للحلف الأطلسي.