أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مقتل أمير تنظيم " المرابطون" الموالي للقاعدة مختار بلمختار في غارة شنها الطياران الأمريكي قرب بنغازي استهدفته إلى جانب عدد من أتباعه، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية من جهتها عن الخبر من دون تأكيد مقتل أحد أكثر القادة المتشددين المطلوب دوليا في قضايا إرهاب عديدة على رأسها خطف واحتجاز رهائن غربيين، كان آخرها منذ نحو سنتين خلال الاعتداء على المجمع الغازي ب "تيقنتورين" بان أميناس. كشفت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ليلة الأحد إلى الاثنين، مقتل القيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مختار بلمختار، المكنى ب »أبي العباس خالد« وبالأعور، في غارة أميركية شرقي ليبيا وقالت الحكومة الليبية والمتمركزة في بلدة البيضاء بشرق ليبيا في بيان لها أن الغارة الأميركية التي استهدفت بلمختار ومجموعة من أتباعه، تمت بالتشاور مع الحكومة الليبية المؤقت، موضحة أن »العملية جزء من الدعم الدولي الذي طالما طالبت الحكومة الليبية لمحاربة الإرهاب الذي بات يشكل هاجس على الوضع الإقليمي والدولي« وطالب البيان بالمزيد من التشاور والتنسيق لمحاربة الإرهاب سيما تهديد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش« وسيطرته على مدينة سرت وقيامة بالتحرك غربا تجاه مدينة مصراته وجنوبا في اتجاه قاعدة الجفرة العسكرية واقترابه من الحدود مع الجارة تونس، كما جددت الحكومة الليبية مطالبتها للمجتمع الدولي برفع حظر عن توريد الأسلحة للجيش الليبي ودعمه في معركته ضد الإرهاب. وأشارت مصادر ليبية تناقلتها وسائل إعلام أجنبية إلى هجوم جوي شن يوم السبت الماضي في مدينة أجدابيا قرب بنغازي مما أدى إلى قتل سبعة من أعضاء جماعة أنصار الشريعة المتشددة أثناء اجتماعهم هناك، وأكد مصدر عسكري في تصريح آخر أن »القصف أصاب الهدف بدقة واستهدف على ما يبدو اجتماعًا لكبار قيادات تنظيم القاعدة في موقع تابع لما يسمى ب مجلس شورى ثوار أجدابيا«، فيما اكتفت وزارة الدفاع الأمريكية »البنتاغون« بتأكيد خبر العملية العسكرية التي قام بها الطياران الأمريكي، وقال الجيش الأمريكي أن المكان كان هدفا لضربة جوية مساء السبت الماضي لكن لم يذكر ما إذا كان بلمختار قد قتل وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في بيان إن »طائرات أمريكية نفذت الهجوم... نواصل تقييم نتائج العملية وسنقدم تفاصيل أكثر حسب الضرورة«. ويبرر هذا التحفظ الأمريكي اتجاه بلمختار الذي وصفه الجيش الفرنسي بالشخص "لا يمكن الإمساك به"، ظهوره مجددا بعد أخبار تؤكد مقتله في عمليات عسكرية للجيش الأمريكي أو الفرنسي، فبلمختار اشتهر بأنه أكثر قادة الجهاديين في المنطقة مراوغة وكانت تقارير سابقة أشارت مرارا إلى مقتله بما في ذلك في عام 2013 عندما أعلن مقتله أثناء القتال في مالي إلى جانب أمير كتيبة طارق ابن زياد عبد الحميد أبي زيد وإذا تأكد مقتل بلمختار في العملية العسكرية الأمريكية الأخيرة، فسيمثل ذلك ضربة قوية للجماعات التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في المنطقة بما في ذلك عصابات التهريب التي يوفر لها الطرق الأمانة لممارسة نشاطها في المنطقة. وتصف جهات إعلامية استخباراتية غربية مختار بلمختار ب »ميستر مالبورو« أو »السيد مالبورو« لارتباط اسمه ومنذ البداية بعمليات تهريب السجائر في الجنوبالجزائري ومنطقة الساحل جنوب الصحراء، حيث تربطه بعصابات التهريب وبقبائل محلية عربية وترقية صلات مصاهرة وعلاقات تجارية وطيدة استمرت بعد التحاق بلمختار ب »القاعدة« وتنفيذ عمليات دامية فضلا عن القيام بعمليات اختطاف لرعايا أجانب من أجل الحصول على الفدية المالية، ويعتبر مختار بلمختار العقل المدبر لعملية احتجاز الرهائن في المجمع الغازي »تيقنتورين« بان أميناس بالجنوب الشرقي للبلاد في جانفي 2013 وقد خلف الاعتداء الذي تبناه التنظيم الذي أسسه وهو »الموقعون بالدماء«، الذي تحول فيما بعد إلى تنظيم »المرابطون«، مقتل عدد من الرهائن الأجانب والجزائريين والقضاء على المجموعة الإرهابية التي قامت بالاعتداء، علما أن بلمختار مطلوب دوليا في قضايا لها صلة بالإرهاب وعمليات اختطاف الأجانب، خصوصا من الجزائر واليابان واستراليا والولايات المتحدةالأمريكية..الخ
وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت عن استنفار أمني على الحدود الجزائرية مع ليبيا بعد ورود معلومات عن تواجد مختار بلمختار على التراب الليبي بهدف التخطيط لتنفيذ هجمات على دول من المغرب العربي، في مقدمتها الجزائر، وأضافت أن القيادي في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لم يعد موجودا لا في مالي ولا في النيجر، وإنما انتقل إلى الأراضي الليبية التي تحولت، حسب تقرير استخبارتي غربي حديث إلى "مشتلة" لتدريب المتطرفين الوافدين من المنطقة ومن خارجها لإرسالهم للقتال في سورياوالعراق، ونصح من جانب أخر الحكومة الجزائرية بتعزيز مراقبة المسالك والمعابر الجبلية التي يستعملها الإرهابيون المنضمون إلى التنظيمات الجهادية التي تتخذ من ليبيا مرتعا لنشاطاتها الدموية، فيما أشارت مصادر أخرى أن الأعور يعتبر من أبرز القادة المتطرفين الذين يتولون تدريب الجهاديين الجدد من تونسوالجزائر على وجه التحديد، حتى وإن كانت مصادر مطلعة على الملف الأمني ترى بأن نشاط بلمختار قد لا تكون له علاقة بتنظيم البغدادي ونشاطه في المنطقة أو في سورياوالعراق، وكان خالد أبو العباس، كما يفضل أتباعه تسميته، والذي يقود تنظيم »المرابطون«، قد رفض بيعة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم »داعش«، مفندا ما نسب للتنظيم في تسجيل صوتي وقع باسم عدنان أبو الوليد الصحراوي، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، من أنه قد تحول إلى صف البغدادي، وجدد مختار بلمختار في بيان نشرته وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة الالتزام والوفاء بما سماه »بيعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري على الجهاد في سبيل الله تعالى«، واصفا بيعة البغدادي بأنها لم تلتزم »شروط وعهود الشورى في التنظيم«، كما أنها خالفت »مخالفة صريحة البيان التأسيسي الذي حدد منهج وسلوك التنظيم«.